تُعد قصة اللوح الخشبي هي قصة صينيّة شعبيّة، قامَ الكاتب نورمان هنسدال بيتمان بتأليفها وقامَ المحرر أندرو لانغ بتحريرها وترجمتها من اللغة الصينيّة إلى اللغة الإنجليزيّة. حيث طُبعت هذه القصة في كافة مطابع مدينة بكين في جمهورية الصين الشعبيّة وفي بعض المطابع في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشخصيات:
- كانغ بو.
- السيد لين.
- الجد القزم.
قصة اللوح الخشبي:
في قديم الزمان كان هناك رجل يمتلك لوح خشبي، كان هذا الرجل يعتبر هذا اللوح أثمن أشيائه وفي أحد الأيام قرر الذهاب إلى المدينة للقيام ببعض الأمور فقال لولده: يا ابني مهما حدث تأكد من حفظ هذا اللوح الخشبي معك إنَّه الشيء الوحيد الذي يستحق الاحتفاظ به. كان كانغ بو ووالده السيد لين يعملان في مزرعتهم وكان الولد قوي ومحب للعمل؛ ولذلك قامَ والده بترك شؤون المزرعة له ليتهم بها.
قال كانغ بو: حسنًا يا أبي سأفعل ما تقوله لي، ولكن افترض أنَّ الجنود الأجانب أتوا أثناء غيابك؟ سمعت بأنَّهم كانوا في تانغ شو أمس وأحرقوا القرية. إذا أتوا إلى هنا ماذا يجب علي أنْ أفعل؟ ضحك السيد لين بحرارة وقال: لماذا؟ لا يوجد شيء هنا ليحرقوه، إنَّهم يركضون وراء المال لا شيء غيره ومنزلنا مصنوع من الطين ولن يُحرق. قال الفتى: ولكن يا أبي ألم تنسى لوحك الخشبي؟ بالتأكيد لا ترغب بأنْ يحرقوه. قال له والده: صحيح لقد نسيت، تأكد بأنْ تحتفظ به في مكان لا يمكن لأحد أنْ يمسه فيه.
وبعدها خرج السيد لين تاركًا كانغ بو واقفًا بمفرده. كان الرجل الصغير بالكاد يبلغ من العمر اثني عشر عامًا وكان وجهه مشرقًا وقلبه طيب للغاية، ولكن تركه لوحده لا يعني له الجلوس للبكاء والكسل. دخل الولد إلى منزله ينظر بجدية إلى اللوح الخشبي، حيث كان هذا اللوح على رف في كوخ مكون من غرفة واحدة. كان اللوح عبارة عن قطعة مستطيلة من الخشب يبلغ ارتفاعها حوالي 12 بوصة ومحاطة بعلبة خشبية منحوت عليها اسم الجد الأكبر للعائلة؛ ولذلك كان كانغ بو يبجل هذه اللوح.
قال والده ذات يوم: روح جدك في الداخل يا بني، يجب عليك أنْ تحترم هذا اللوح؛ لأن جدك كان رجلاً صالحًا أفضل بكثير من والدك، فلو أطعته في كل شيء طلبه مني لم أكن سأعيش في هذا الكوخ البائس. سأل الفتى والده: ولكن ألم يعيش جدي هنا أيضًا؟ قال له والده: لا لقد عشنا في منزل كبير آخر في القرية، كان للمنزل جدار حجري مرتفع. شعر الفتى الصغير بالحيرة من أمره؛ وذلك لأنه لم يرى أي منزل في كل القرية له جدار حجري مرتفع وشعر بأنَّ جده كان رجلاً ثريًا.
وبالعودة إلى اللوح الخشبي، قامَ السيد لين بإقناع ولده بأنَّ روح جده تعيش في هذا اللوح الخشبي؛ ولهذا السبب كان خائفًا منه. وفي اليوم الذي تركه والده فيه، وقف الصبي ينظر إلى اللوح الخشبي متسائلاً كيف يمكن لروح رجل كبير أنْ تنحشر في مثل هذه المساحة الصغيرة. أخرج إصبعه بحذر ولمس قاع اللوح ثم تراجع إلى الوراء خائف قليلًا من جرأته، ولكن لم يحصل أي شيء. وبعدها خرج من المنزل إلى الحديقة الصغيرة لزراعة نبات الملفوف وجمع القليل من ريش الدجاج؛ وذلك لوضعه على جذور النبات فهو أمر يقوم به الصينيون لتسميد النباتات.
كان كانغ بو يعمل طوال اليوم في الحديقة وعندما قرر العودة للمنزل بعد شعوره بالتعب، كان الجنود الأجانب الرهيبون يحرقون البيوت ويسرقون كل شيء يمكنهم العثور عليه. كانوا الجنود بجوار كوخ كانغ بو فذهب بسرعة إلى المنزل وأخفى اللوح الخشبي في سلة ريش الدجاج. رأى الجنود هروبه من منزله وقال أحد الجنود: اقتل هذا الطفل، ضع السلة يا فتى! لا تسرق من هنا. ولكن تمكن من الهرب وأخفى نفسه بين حقول الذرة. وعندما تعب صعد على أحد الأعمدة الحجرية لينام بعيدًا عن عين الناس، ولكنه رأى منزله يحترق.
لم يكترث كانغ بو لحريق منزله ونام لفترة طويلة، ولكنه استيقظ على صوت أحدهم يقول: أخرجني من هنا. كان كانغ بو يظن بأنَّ هذا الصوت هو صوت والده فنظر للأسفل وكان الصوت قادم من سلة ريش الدجاج، ذهب ليرى السلة وأخرج اللوح الخشبي ورأى بأنَّ قزم صغير للغاية ذو لحية بيضاء يجلس على اللوح وعرف بأنَّ هذه هي روح جده الميت. قال الرجل الصغير ضاحكًا: هل كنت تعتقد بأنَّك ستدفن جدك العجوز في الريش؟ قبر ناعم للغاية، ولكنه ذو رائحة كريهة.
قال كانغ بو: ولكن كان علي أنْ أفعل ذلك لإنقاذك من الجنود! كانوا على وشك حرق منزلنا وأنت بداخله. ولكن قال له جده: لقد أنقذتني من موت ثانٍ أكثر فظاعة من الموت الأول. ارتجف كانغ بو؛ لأنه كان يعلم بأنَّ جده قُتل في معركة فكان قد سمع والده يروي القصة عدة مرات. قال الجد للفتى: ما الذي تنوي فعله بي؟ قال الفتى: أظن بأنَّ الجنود سيذهبون في الصباح وسأعيد إلى المنزل وأنا سأذهب فبالتأكيد والدي سيبحث عني.
قال له جده: ماذا؟ هل تظن بأنَّ والدك سيبحث عنك في رماد منزلك المحترق؟ وماذا يمكن أنْ يفعل إذا وجدك؟ منزلك محترق ودجاجك محترق وملفوفك تحت الأقدام وإذا اعتقد والدك بأنَّك ميت فسيذهب إلى قرية أخرى للعمل. قال الفتى: ولكن ماذا علي أنْ أفعل؟ لا أريد أنْ يتركني والدي وحدي! قال الجد: لوحدك! ماذا! وجدك العجوز؟ قال الفتى: كيف يمكنك مساعدتي لكسب لقمة العيش فأنت مجرد روح؟ قال الجد: سأريك ما يمكن أنْ تفعله الأرواح، ولكن بشرط أنْ تفعل بالضبط ما أخبرك به.
أكمل الجد وقال: بسبب شجاعتك سأعيدك إلى بيت أسلافك ولن تعيش في منزلك الرديء. قال الفتى: ولكنني لا أستطيع العيش فيه إذا لم تسمح لوالدي بالعودة إليه سيكون وحيدًا بدوني. قال الجد: كان والدك يعاملني بشكل سيء للغاية ولن أسامحه إذا لم يشعر بالندم على ما فعله. قال الفتى بجدية: أبي يشعر بالندم؛ لأنني رأيته يركع أمام اللوح الخشبي عدة مرات ويوقد البخور ويصلي لخلاصك. وبعد ذلك ذهب كلاهما للنوم في حقل الذرة منتظرين حلول الصباح للتصرف بشكل مناسب.
عندما استيقظ كانغ بو لم يجد اللوح الخشبي خاصته ولم يجد الأعمدة الحجرية التي نام على أحدها، شعر بالخجل الشديد فكيف له أنْ يضيع أمانة والده؟ نظر حوله ولحسن الحظ كان الطريق في حقل الذرة قد رُسم وقرر العودة إلى القرية ومعرفة ما إذا كان بإمكانه العثور على أي أثر لوالده ولوح جده الخشبي. وصل الفتى إلى نهر القرية الصغير الذي كبرت بجانبه شجرة التوت التي اعتاد على جمع عيدانها، رأى منعطف آخر رأى من خلاله القرية. وعندما وصل إلى قريته بدأ بالبحث عن انقاض أكواخ القرية، ولكنه رأى جدارًا حجريًا كبيرًا وحوله العديد من الحراس.
أسرع الحارس وقال: لقد جاء السيد الصغير! وفي حيرة تامة تبع الفتى الخادم عبر البوابة ومر عبر عدة ساحات واسعة ثم وصل إلى حديقة كانت تنمو فيها العديد من النباتات الغريبة وكأنه في غابة كثيفة. وفجأة شيء همس له: هذا هو المنزل الذي وعدتك به. قال جميع الحراس: إنَّه السيد الصغير الذي عاد إلى ملكه! دخلوا قاعة استقبال رائعة على الجانب الآخر من الحديقة ولم يستطع الفتى التحكم بدموعه؛ وذلك لأنه رأى والده كان ينتظره. صرخ السيد لين: بُني! لقد ظننت بأنَّك اختفيت للأبد.
قال كانغ بو: لم اختفي، ولكن فقدت اللوح الخشبي فلقد جاء لص وأخذه الليلة الماضية بينما كنت نائمًا. قال السيد لين: أنت مخطئ ها هو اللوح أمامك. وأكمل: لقد أرجعنا جدك إلى منزل أسلافنا. وبعدها تصدق كلاهما كثيرًا عن روح الجد؛ وذلك بسبب كرمه. وكانت هذه نهاية القصة.