قصة انتظارات بيرمين - The Waits of Bremen

اقرأ في هذا المقال


قصة انتظارات بيرمين هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.

الشخصيات:

  • الحمار.
  • الديك.
  • القطة.
  • الكلب.

قصة انتظارات بيرمين:

في قديم الزمان، كان هناك مزارع يمتلك حمارًا مسنًا وكان هذا الحمار خادمًا جيدًا للغاية لهذا المزارع. ولكن لم يستطيع المزارع إبقائه معه بعد ذلك؛ وذلك لأنه كان يظن بأنَّه بدلًا من خدمته بدأ هو يخدم حماره. ولذلك ذهب الحمار لرجل يُسمى بيرمين وهو رجل يقوم بتحويل الكبار إلى صغار ويقوم بتجميل أصواتهم. ذهب المار بطريقه وبدأ يبحث عن منزل هذا الرجل، الذي قيل له بأنَّه وسط الغابة.

قال الحمار لنفسه: بما أنني أمتلك صوتًا جيدًا ولا بأس به، فقد أكون مغني بعد ذهابي إلى بيرمين وسأكون بذلك موسيقي المدينة. وبعد أنْ قطع مسافة قصيرة، وجد كلبًا مُلقى على جانب الطريق وهو يلهث ومتعبًا جدًا، قال له الحمار: ما الذي يجعلك تلهث هكذا يا صديقي؟ قال له الكلب: سيدي كان سيضربني على رأسي؛ لأنني مسن وضعيف ولم أعد أستطيع أنْ أفيده في الصيد فهربت. لكن ما الذي يمكنني فعله لكسب رزقي؟

قال الحمار: استمع لي، أنا ذاهب إلى بيرمين لتحويلي إلى موسيقي ولجعلي أصغر سنًا. تعال معي ولنرى ما الذي سيفعله لك. قال الكلب: أنا مستعد. وذهبوا، لم يبتعدوا كثيرًا قبل أنْ يروا قطة تجلس في منتصف الطريق والدموع في عينيها وتبدو حزينة للغاية. قال الحمار: سيدتي الطيبة، ما خطبك؟ تبدين وكأنك بلا أي روح معنوية. قالت القطة: كيف لي أنْ أكون ذو روح معنوية وسيدي الذي خدمته لوقت طويل بسبب تقدمي بالسن وعدم قدرتي على الإمساك بالفئران، طردني من المنزل وكان يريد أنْ يلقيني في النار.

قال الحمار: نحن ذاهبون إلى بيرمين، وهو رجل سيحولنا إلى سن أصغر وسيجعل أصواتنا جميلة للغاية وهكذا سنكسب رزقنا، تعالي معنا. كانت القطة مسرورة للغاية وانضمت لهم وبعد ذلك بوقت قصير بينما كانوا يمرون في مزرعة، رأوا ديكًا جالسًا على البوابة يصرخ بكل قوته. قال الحمار: يا له من صوت جميل! قال له الديك: ما الذي سينفعني من صوتي الجميل وسيدي سيقتلني ويقطع رأسي؛ لأنني كبرت بالسن. قال له الحمار: فلتأتي معنا، فنحن ذاهبون إلى بيرمين وهو رجل سيحولنا إلى سن أصغر وسيجعل أصواتنا جميلة.

قال له الديك بفرح: حسنًا. ذهبوا الأربعة معًا نحو بيرمين بفرح، وعندما حل الليل استلقى الحمار والكلب تحت شجرة كبيرة وصعد القط إلى الأغصان وطار الديك إلى أعلى الشجرة. فحص الديك المكان جيدًا وقال لرفاقه: أنا أرى نورًا هنا، لا بد بأنَّ هناك منزل بالقرب من هنا. أجاب الحمار: لنذهب له، فمكان نومنا ليس مكانًا أمنًا ومن الممكن أنْ تتعرض لنا الحيوانات البرية في الليل.

ساروا معا نحو البقعة التي رأى فيها الديك النور وعندما اقتربوا أصبح النور أكثر إشراقًا، حتى وصلوا أخيرًا إلى منزل منعزل كانت فيه عصابة من اللصوص. الحمار كونه الأطول بين رفاقه، سار إلى النافذة واختلس النظر. قال له الديك ح سنًا، ماذا ترى؟ أجاب الحمار: أرى طاولة عليها جميع الأطعمة اللذيذة ولصوص يجلسون حولها بفرح. قال الديك: سيكون هذا مسكنًا كريمًا بالنسبة لنا. قال الحمار: نعم، ولكن إذا تمكنا من الدخول.

اجتمع الرفاق سويًا وبدأوا يخططون لطرد اللصوص من المنزل والاستيلاء عليه. استقر الحمار على رجليه الخلفيتين وقدميه الأماميتان على النافذة ونزل الكلب على ظهره. تدافعت القطة حتى صعدت على أكتاف الكلب وطار الديك وجلس على القطة. عندما كان كل شيء جاهزًا، أعطى الديك الإشارة وضربت أصوات الفرقة الموسيقية بأكملها، فبدأ نهيق الحمار ونباح الكلب ومواء القطة وصياح الديك يرتفع في الغابة.

ثم اخترقوا جميعًا النافذة على الفور ودخلوا الغرفة وسط الزجاج المكسور مع صوت قعقعة بشعة. كانوا يتحركون بشكل مخيف بعد أنْ أغلقوا النور، فظنوا اللصوص بأنَّ الأشباح قد اقتحموا منزلهم وخافوا للغاية وهربوا من المنزل. وبمجرد دخولهم للمنزل، بدأوا بتناول الطعام بشراهة فمنذ وقت طويل لم يتناولوا الطعام بشكل جيد، جميعهم حُرموا منه عندما غضب عليهم أسيادهم.

وعندما تناولوا كفايتهم أغلقوا النور وسعى كل منهم مرة أخرى إلى الحصول على مكان للراحة حسب رغبته. رقد الحمار على كومة من التبن في الفناء وامتد الكلب على بساط خلف الباب وتدحرجت القطة بجانب الموقد الدافئ وصعد الديك على قمة البيت. وبما أنَّ الجميع كانوا متعبين للغاية سرعان ما غطوا بنومٍ عميق، وعندما حل منتصف الليل ورأى اللصوص من بعيد أنَّ الأنوار قد انطفأت وأنَّ كل شيء كان هادئًا، بدأوا يعتقدون بأنَّهم قد تعجلوا بالهرب من المنزل وبأنَّهم لم يأخذوا معهم الغنائم الكثيرة التي سرقوها. كان أحد اللصوص رجل شجاع ذو قلب قوي، قال له الجميع: يا هذا، أنت أكثرنا شجاعة اذهب إلى المنزل وخذ كل ما تجده من غنائم.

ذهب الرجل إلى البيت ووجد كل شيء ثابتًا في مكانه، فسار إلى المطبخ وتلمس كل شيء حتى وجد عود ثقاب ليضيء شمعة. وخلال هذا الوقت، كانت عيون القطة الناريّة المتلألئة تلاحق هذا الرجل، رأى الرجل من بعيد عيون حمراء تلمع بشدة. ووقتها انقضت القطة على الرجل وخطشته بشدة ووضعت أظافرها في عينيه، فبدأت إحدى عيناه بالنزف. خاف الرجل من القطة كثيرًا وظنها مرة أخرى شبحًا يريد قتله، فركض بعيدًا إلى الباب الخلفي حيث قفز الكلب وعضه في ساقه وبينما كان يعبر الفناء ركله الحمار. ولكن الديك بدأ يصرخ بأعلى صوت حتى أنَّه أيقظ جميع الحيوانات البرية في الغابة.

ذهب الرجل إلى رفاقه وهو ينزف ويتأرجح يمينًا وشمالًا من شدة الألم وأخبر رفاقه أنَّ هناك ساحرة مروعة دخلت المنزل وخدشت وجهه بأصابعها العظمية الطويلة وأنَّ رجلًا يحمل سكينًا في يده اختبأ خلف الباب وطعنه في ساقه وأنَّ وحشًا أسود وقف في الفناء وضربه بقوة على ظهره وأنَّ الشيطان جلس على سطح المنزل وبدأ بالصراخ. وبعد ذلك لم يجرؤ اللصوص على العودة إلى المنزل، ولكن كانوا الموسيقيين سعداء جدًا بأماكنهم الجديدة، لدرجة أنَّهم لم يجدوا طريقهم أبدًا إلى بيرمين واتخذوا من منزل الغابة منزل لهم. وكانت هذه نهاية القصة.


شارك المقالة: