تُعد قصة جاك هانفورد قصة إنجليزيّة شعبيّة، قامَ الكاتب جوزيف جاكوبز بتأليفها في عام 1892م. وتمّت طباعة هذه القصة في معظم مكتبات مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي البعض من مكتبات مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشخصيات:
- جاك هانفورد.
- المزارع.
- زوجة المزارع.
قصة جاك هانفورد:
في قديم الزمان كان هناك جندي عجوز أمضى وقت طويل في الحروب لفترة طويلة، وبعد أنْ انهى خدمته في الجيش لم يكن يعرف إلى أين يذهب ليكسب لقمة العيش. ولذلك سار فوق المستنقعات وأسفل الوديان حتى وصل أخيرًا إلى أحد المزارع، وفي هذه المزرعة يعيش زوجان وقبل وصول الجندي جاك هانفورد إليها ذهب الرجل إلى السوق. كانت زوجة المزارع امرأة حمقاء للغاية وكان المزارع أيضًا غبيًا بقدر غباء زوجته.
قبل أنْ يذهب المزارع إلى السوق قال لزوجته: هنا عشرة جنيهات من الذهب اعتني بها جيدًا حتى أعود إلى المنزل. لو لم يكن الرجل أحمقاً لما أعطى المال لزوجته للاحتفاظ به. ذهب الرجل في عربته إلى السوق وقالت الزوجة لنفسها: سأبقي العشرة جنيهات في مأمن وفي مكان بعيد كل البعد عن أعين اللصوص. فربطتها بخرقة ووضعت الخرقة فوق مدخنة صالة الاستقبال. وقالت: هنا لن يجدها أي أحد، هذا مؤكد!
جاء جاك هانافورد الجندي العجوز ودق على باب المزرعة، سألت الزوجة: من هناك؟ أجاب: أنا جاك هانفورد. سألته: من أي بلد أنت؟ قال لها: أنا أتيت من البعيد. بدأت المرأة تشك في سمعها وقالت لنفسها: هل من الممكن أنْ يكون هذا الرجل هو زوجي المتوفي؟ هل من الممكن أنْ يعود إلى الحياة؟ لا هذا ليس بأمر ممكن فلقد مات قبل وقت طويل. وقالت له: هل هذا أنت يا عزيزي؟ هل أنت زوجي المتوفي؟ ألم تمت؟ قال لها جاك هانفورد: لا لست أنا زوجك أيتها السيدة، ولكنني مرسال له.
كان جاك هانفورد قد تسلل إلى النافذة وسمع حديث الزوج والزوجة وكان قد عَلِم من حديث الزوجة مع نفسها بأنَّها قد أخفت المال وكان يستغل اعتقادها بأنَّها تظن بأنَّه زوجها المتوفي ذلك لكي يأخذ المال منها ويهرب بهم. قال لها: لقد أخبرني زوجك المتوفي بأنَّه يحتاج بعض النقود منك ليتصدق بهم عن روحه للفقراء أو أنْ يقوم أحد بصناعة الأحذية المصنوعة من الجلد لمن يحتاجها. وأكمل جاك هانفورد: سيدتي زوجك يحتاج ذلك للخلاص، فلا يمكن لروحه أنْ ترقد بسلام إلّا إذا قمتِ بإعطائي المال لأتصدق عن روحه.
ذُهلت الزوجة المسكينة وقالت: سأعطي النقود للرجل لتتخلص روح زوجي المسكين من الجحيم. ذهبت الزوجة بعيدًا إلى مدخنة صالة الاستقبال وسحبت الخرقة التي كان بداخلها عشرة عملات ذهبية وأعطت المبلغ كاملاً للجندي وأخبرته بأنَّ المتوفي يحتاج إلى هذه النقود أكثر من الذين على قيد الحياة. ولم يمض وقت طويل حتى انتظر جاك هانفورد بعد استلام المال وذهب بأسرع ما يمكن إلى أي مكان يخفي فيه نفسه.
وبعد وقت قصير، عاد المزارع إلى المنزل وطلب نقوده من زوجته، قالت له: لقد أتى إلي جندي أخبرني بأنَّ زوجي المتوفي يحتاجهم لتتخلص روحه من الجحيم، فسوف يقوم بتوزيع النقود إلى المحتاجين أو لصناعة الأحذية الجلدية لمن يحتاجها. كان المزارع غاضبًا جدًا وقال لها: أيتها البلهاء لقد أمضيت العديد من السنين لأجمعهم لنعيش بسعادة قبل أنْ نموت وأنتِ تقومين بتوزيعهم عن زوجك المتوفي. قالت له: أنت من يجب نعته بالأبله لإعطائك المال لي.
امتطى المزارع حصانه وانطلق خلف جاك هانافورد، سمع الجندي العجوز أصوات حوافر الحصان تتطاير على الطريق من خلفه فعرف بأنَّ المزارع يلاحقه، فاستلقى على الأرض وظلل عينيه بإحدى يديه ونظر إلى السماء وأشار إلى السماء بيده الأخرى. وخلال هذا الوقت جاء المزارع ورآه مستلقياً على الأرض وسأله: ماذا هناك؟ ما الذي تنظر إليه أيها اللص؟ صاح جاك هانفورد: رأيت مشهدًا غريبًا للغاية! رأيت رجلًا يصعد مباشرة إلى السماء وكأنَّه يسير على طريق برية.
قال المزارع له: هل يمكنك رؤيته حتى الآن؟ قال جاك هانفورد: أجل أستطيع رؤيته! انزل عن حصانك واستلقي مكاني وستراه. قال له المزارع: امسك الحصان وسأستلقي مكانك. ولكن تفاجأ المزارع وقتل: لا أستطيع رؤيته يا هذا، هل تمزح معي؟ قال له جاك هانفورد: ظلل عينيك بيدك وسرعان ما سترى رجلاً يطير بعيدًا عنك. فعل المزارع ذلك، ولكن خلال هذا الوقت كان جاك قد قفز على الحصان وأخذه معه. سار المزارع إلى المنزل بدون حصانه وقالت زوجته له: ما الذي حصل حتى تأخرت لكل هذا الوقت. قال لها: لقد أخذ حصاني. وكانت هذه نهاية القصة.