هنالك الكثير من الخرافات المنتشرة بين الناس، سنحكي منها اليوم خرافة أعشاب العفريتة العلاجية والتي كانت قد زرعتها بجانب المحراب، ردّاً للجميل الذي صنعه معها الشيخ بإعادة يدها التي كان قد قطعها دفاعاً عن نفسه.
قصة خرافة أعشاب العفريتة
في إحدى الأزمان القديمة كان هنالك شيخ يسكن في منزله، ولكنّه يقضي معظم أوقاته في المحراب، وفي يوم من الأيّام خرج هذا الشيخ إلى الخلاء، وبيمنا هو كذلك كان يحدّق إلى القمر في ليلة مضيئة ويقول في نفسه: يا إلهي ما أجمل القمر اليوم، وما أجمل ضوئه الساطع، بينما هو كذلك إذ شعر بأن هنالك يد تربّت على كتفه.
التفت الشيخ وراءه فلم يجد أحداً؛ فقال في نفسه: لعلّه الهواء أو شيئاً ما، لم يكترث للأمر وعاد إلى المحراب، وفي اليوم التالي خرج الشيخ مرّةً أخرى لنفس السبب، وبينما هو كذلك ينظر إلى القمر ويحدّثه، إذ ظهر أمامه ثلاثة أظفار طويلة، وبعد قليل خدشت تلك الأظافر ظهره، في ذلك الوقت قفز الشيخ من مكانه مذعوراً.
التفت ولم يجد شيئاً؛ فقال في نفسه: لا بدّ أنّ هذا الشيء هو العفريتة، فأنا سمعت عنها كيف أنّها أدخلت يدها في فم أحد الجالسين بقرب النهر منذ فترة، لا بدّ أن أحمل سلاحاً بيدي في المرّة القادمة؛ وقرّر أن يحضر الشيخ معه المنجل، وعندما عاد إلى المكان ذاته انتظر ظهورها، وفجأةً ظهرت يدها فقام الشيخ بقطعها بالمنجل، صارت تصرخ العفريتة: يدي يدي، وغادرت العفريتة المكان تاركة وراءها اليد المقطوعة.
في الليلة التالية عادت العفريتة وبدأت تتوسّل الشيخ أن يعيد لها اليد المقطوعة وقالت له: أرجوك إن لم تعد لي يدي؛ فبعد سبعة أيّام لن تلتصق أبداً، قال لها الشيخ: أعيدها لكِ إن غادرتِ هذا المكان، وإن بقيتِ هنا فسيظلّ أهل القرية يخافون من قضاء أمورهم، صارت العفريتة تصيح وتبكي وتقول للشيخ: أنا لا أستطيع مغادرة القرية، وإلى أين سأذهب.
ظلّت تتوسّل الشيخ حتّى وافقت في نهاية الأمر على طلبه، ووعدته بمغادرة المكان على الفور؛ فأعاد لها الشيخ يدها المقطوعة، قامت تلك العفريتة بزرع الأعشاب الطبية حول محراب الشيح، وكانت نوعاً من أنواع العلاج للأمراض؛ وكان هذا ردّا للجميل الذي صنعه الشيخ معها بإعادة اليد المقطوعة لها، ويقال أنّه منذ ذلك اليوم إلى الآن اعتاد النّاس على أخذ الأعشاب الموجودة بجانب هذا المحراب، كنوع من العلاج لبعض الأمراض.