في كل القصص التي تحكي عن الأحداث التي تدور بين الحيوانات هي ليست أحداث حقيقية، ولكن الهدف منها هو إمّا التشجيع على خلق حسن أو توضيح عاقبة الخلق السيء كالكذب والسرقة وغيره، وسنحكي في هذه القصة عن ضفدع يقوم بالسرقة والكذب أيضاً ولكنّه ينال جزاءه بسوء صنيعه.
سارق القمح:
كان هنالك مجموعة من الحيوانات تعيش مع بعضها البعض، ومن بين هذه الحيوانات كان هنالك فأر ودجاجة يعيشان بجانب بعضهما البعض كجيران، وكان لكل منهما مزرعة صغيرة للقمح، وفي يوم من الأيام وعندما نضجت سنابل القمح قالت الدجاجة للفأر: لقد دعتني البطة لحفل زفافها وهي صديقتي وأنا أريد الذهاب ولكنّني أطلب منك أن تحرس لي المزرعة.
نظر الفأر للدجاجة بدهشة كبيرة وقال لها بصوت عالي: وكيف سأحرس مزرعتكِ وأنا لدي مزرعة لأحرسها فأنا لا أستطيع حراسة مزرعتين في آن واحد، قالت له الدجاجة: أولسنا جيران وأصدقاء ويجب عليك أن تساعدني فلا بأس أن تسدي لي هذا المعروف، تأثّر الفأر بكلام الدجاجة وقال لها: حسناً أيتها الدجاجة اذهبي لحفل زفافك وأنا سأراقب مزرعتك بعين ومزرعتي بعين أخرى.
فرحت الدجاجة وذهبت لارتداء أجمل ثيابها حتى تحضر زفاف صديقتها، وبهذه الأثناء كان الفأر قد ينتظر الفرصة ليقوم باستغلال هذه الدجاجة ومحاولة سرقة بعض القمح من حقلها الصغير، وبدأ ينقر القمح بأسنانه الحادّة، ولكن فجأة ظهر له ضفدع وقال له: ماذا تفعل أيها الفأر وكيف تخون الأمانة وتأكل قمح جارتك الدجاجة! فقال له الفأر: لقد غرّني منظر هذا القمح الناضج أرجوك أيها الضفدع لا تكشف أمري لأحد وأنا أعدك أن أعطيك نصف هذا القمح.
فكّر الضفدع بالأمر قليلاً ووافق على اقتراح الفأر؛ فبدأ الفأر بجمع القمح كلّه، وقام بنقله إلى المخازن التابعة لجحره، وعندما عادت الدجاجة فلم تجد في حقلها أي قمح فذهبت للفأر معاتبة وقالت: لقد استأمنتك على حقلي وأنت قمت بأخذ القمح كله لنفسك!
نظر لها الفأر مستنكراً وقال: ولكن أنا لم أفعل ربّما أن يكون قد أتى أحد آخر وسرقه أثناء نومي، وإذا لم تصدقّيني يمكنكِ سؤال الضفدع، ذهبت الدجاجة للضفدع مسرعة وسألته فأجابها: كلا بل رأيت الفأر يسهر لحراسة حقلك طوال الليل، فصاح الفأر قائلاً: هل رأيتِ أيتها الدجاجة لقد كنت نعم الحارس لحقلك، لقد اتهمتني زوراً وأنا من حقّي أن أمتنع عن الكلام معكِ ولكنني سأسامحكِ في هذه المرّة، فاعتذرت منه الدجاجة وظنّته صادقاً بما يقول.
في اليوم التالي جاء الضفدع للفأر لكي يطلب نصف القمح الذي سرقه وهذا ما كان ما اتفقا عليه ولكن الفأر نظر للضفدع ضاحكاً وقال: ما هذا الكلام أيّها الضفدع وكيف تطلب شيئاً ليس من حقّك؟ غضب الضفدع وبدأ يهدّد الفأر أنّه سيفصح عن أمره ويذهب للدجاجة ويخبرها بأن الفأر سرقها.
ضحك الفأر ضحكة استهزاء وقال للضفدع: وهل نسيت أنّك قد شهدت بعكس هذا الأمر فالدجاجة لن تصدق مقولتك، وحتّى إن فعلت فسوف تقول أنّك قد شهدت زوراً من أجل المال، فقال الضفدع حزيناً: أنت محق أيها الفأر لقد شهدت زوراً من أجل مصلحتي وأنا الآن أدفع جزاء كذبي هذا وهو حرماني من كل شيء.