قصة سمك الحفش - The Sturgeon

اقرأ في هذا المقال


قصة سمك الحفش هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.

الشخصيات

  • التاجر.
  • الرجل الذي أمر برمي السمك في النهر.

قصة سمك الحفش

تأسس دير شوارتزرايندورف في عام 1152 من قبل أسقف كولونيا أرنولد غراف فون ويد؛ لاستقبال السيدات النبلاء وحدهن ووضعهن تحت حكم القديس بنديكت الصارم. ودفن الأسقف الذي توفي عام 1159 تحت مذبح الكنيسة. ومن بين الحقوق والامتيازات العديدة الأخرى التي منحها الأسقف للدير كان حق الصيد في النهر، ضمن حدود معينة فوق وتحت الحدود الإقليمية للدير.

كان الصيادون عادة ما يجدون سمك الحفش، كانوا يأتون في بداية كل عام للصيد ويجدون أعداد وفيرة من الأسماك حتى انتهاء الموسم ومن بين هؤلاء الأسماك سمك الحفش الذكر الضخم، كان الصيادون دائمًا ما يجدون سمكة الحفش الذكر ولكنهم لم يصطادوا السمكة الأنثى على الإطلاق. كان الصيادون يعتقدون بأنَّ حرياتهم معتمدة على صيدهم لسمك الحفش 3.

كان الكثير من الناس يمتهنون الصيد ويعتبرونها المهنة الأساسية لحياتهم، ولكن بعدما ازداد عدد الصيادين لم تعد هذه المهنة تجلب القدر الكافي من المال للعيش. وصحيح أنَّ سمك الحفش كان لا يزال يظهر في النهر، ولكنه كان نحيفًا ولا يصلح للبيع. كان جميع من في الدير يحاول معرفة سبب نحافة السمك، ولكن دون الجدوى. بدأت الناس تشعر بالجوع والفقر الشديد بعد أنْ ضعف السمك. وفي منتصف الشتاء على ضفة النهر وقف ممون الدير برفقة السيدة رئيسة الكنيسة وعدد كبير من الراهبات وانتظروا لمشاهدة أول دفعة صيد قام بها الصيادون في صباح رأس السنة الميلادية حسب العادة التي سادت في الدير منذ قرون.

في كل سنة في هذا الوقت، كان الجليد يغلف النهر ولكن في هذه المرة لم يكن هناك قطعة واحدة من الجليد على سطحه. أخرج الصيادون قواربهم وألقوا شباكهم في الماء وبعد ذلك قاموا بعمل دائرة في النهر بواسطة قواربهم، سحبوا شباكهم ووجدوا فيها أسماك كبيرة للغاية وسعدوا كثيرًا بذلك وقالوا: سيسعد قلوب الدير كله ويجعل الكثير من الفقراء سعداء. نذير العودة إلى الزمان القديم. قال أحد الصيادين لكبير التجار: يا سيدي، يجب أنْ نلقي بأكبر سمكتين في النهر هكذا جربت العادة. قال التاجر: لا، فالحال لا يسمح بذلك. قال له الرجل: يا سيدي، لقد كانا والداي صيادين لمدة خمسين عامًا وإذا أردا منتوجًا كبيرًا كانا يُلقيان بأكبر سمكتين في الماء.

لم يوافق التاجر على ذلك وأمر الطاهي بإعداد مائدة كبيرة لكل الراهبات والكهنة في الدير والكنيسة، وبالفعل بدأ الطاهي بطهي أكبر سمكتين للعدد الكبير. وبعد مضي ما يقارب الساعة، بدأ الرجل الذي أمر برمي السمكتين بالنهر يصرخ بصوتٍ عالٍ: يا للهول! ما الذي سيحدث لنا الآن، لن نرى السمك لفترة طويلة من الزمن بسبب هذا التاجر الأحمق الذي يدعي المعرفة والعلم بالصيد.

قال له أحد الرجال الذي كان يقف معه: وما الذي سيحدث يا هذا؟ قال له الرجل: في قديم الزمان كان هناك عادة لا بد من اتباعها بين الصيادين وهي أنَّهم يلقون بأكبر سمكتين قاموا باصطيادها كشكر منهم لله الذي منحهم كمية كبيرة من السمك. وهذا الرجل لم يسمح لنا بالقيام بهذه العادة التي تعتبر قانون بين الصيادين وبالطبع هذا سيكون له نتائج.

قال له الرجل الآخر: لا بد أنَّك تهذي يا رجل، فالذي تقوله أمر غير معقول. كيف لي أنْ أقوم برمي أكبر سمكتين عندي فهم أغلى ما أملك. قال له الرجل: وهذا هو المغزى، كونهم أغلى ما تملك أنت تقدمهم كأضحية لله عز وجل شكرًا له على نعمته. لم يكترث الرجل الآخر إلى كلام شخصيتنا الرئيسة مجهولة الاسم وغادر للانضمام للوليمة التي أعدت في الدير. وخلال هذا الوقت في الدير، أكمل الطاهي من تحضير الطعام للجميع وقال التاجر: سأقوم بدعوة كل مسكين بحاجة إلى الطعام، فمنذ وقتٍ طويل لم يتناولوا السمك. ابتهج الكهنة والراهبات لكلامه، فهو يقوم بعمل خير.

وعندما أحضر الطاهي الطعام ووضعه على الطاولة، قال له التاجر: فلترفع الأغطية عن هذا الطعام وليأكل الجميع من مالي. تناولوا جميعًا كمية كبيرة من الطعام الذي حُرموا منه لفترة طويلة من الزمن، ولكن لم يوافق الرجل الذي أمر برمي السمك على تناول الطعام. وعندما سأله أحدهم عن السبب قال: لن أقوم بتناول الأسماك التي كانت يجب أنْ تكون أضحية لله. وعندما أحضر الطاهي آخر طبق ورفع عنه، ظهر في الطبق كلب مطبوخ صرخن الراهبات وقلن: ما هذا؟ هل كنا نتناول الكلاب طوال هذه المدة؟ ارتبك الطاهي وقال: أقسم بأنني قمت بطهو ما أحضره التاجر لي، فقد أحضر سمكتين كبيرتين للغاية من سمك الحفش ولا أعرف كيف تحولن إلى كلاب.

قال الرجل لهم: أنا أعرف كيف تحولن إلى كلب، هذا كله بسبب غضب الله عليكم. وكانت هذه هي نهاية القصة.


شارك المقالة: