تُعد قصة فاسترادا هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. كانت هذه القصة أحد أشهر الروايات الإسطورية الألمانية على الإطلاق.
بجانب المدخل الجميل المؤدي إلى أروقة الكاتدرائية في ماينز، توجد حوامل جدارية مدمجة في الجدار الأساسي وهي جزء من قبر فاسترادا، وهي الزوجة الرابعة للملك العظيم شارلمان. وفي هذه المقالة سنتحدث عن قصة الحب العظيمة التي كانت تجمع بين كل من القيصر شارلمان وزوجته الإمبراطورة الجميلة فاسترادا.
الشخصيات:
- القيصر شارلمان.
- الإمبراطورة فاسترادا.
- رئيس الأساقفة.
- الثعبان.
قصة فاسترادا:
عندما أقام القيصر كارل في زيورخ أقام في منزل يسمى ذا هول وأقام أمامه عمودًا يعلوه جرس؛ حتى يكون وسيلة تُستخدم لمن يطالب بالعدالة. وفي أحد الأيام بينما كان جالسًا على العشاء في منزله سمع صوت الجرس وأرسل خدمه لإحضار المدعي أمامه، ولكنهم لم يجدوا أحدًا. رن الجرس للمرة الثانية والثالثة، ولكن لم يُرَ أي إنسان بعد. وفي المرة الأخرى عندما قُرع الجرس ذهب القيصر نفسه ووجد ثعبانًا كبيرًا، كان قد لف نفسه حول العمود وكان في ذلك الوقت يقوم بسحب حبل الجرس.
قال الملك: هذه إرادة الله دعوا الوحش يحضر أمامي، فلا يجوز لي أنْ أُنكر العدالة على أي مخلوقات من مخلوقات الله سواء كان إنسان أو وحش. وبناءً على ذلك دخل الثعبان وتحدث إليه القيصر كما يفعل مع أي إنسان وسأله بجدية عن طلبه. قدم الثعبان أقصى درجات التبجيل لشارلمان وقال له: اتبعني يا سيدي. وقد فعل شارمان ذلك برفقة خدمه وحرسه وقادهم الثعبان إلى شواطئ البحيرة، وهو المكان الذي يتواجد فيه عش هذا الثعبان.
وصل القيصر إلى هناك وسرعان ما رأى سبب بحث الثعبان عنه، فقد رأى ضفدع كبير يغطي عشه المليء بالبيض. قال الملك للحرس: ليلقى الضفدع في النار وليذهب الثعبان ويستعيد عشه. تم تنفيذ هذا الحكم على الفور واحترق الضفدع وامتلك الثعبان عشه، ثم عاد شارلمان إلى القصر. وبعد ذلك بثلاثة أيام عندما جلس القيصر مرة أخرى على العشاء، فوجئ بظهور الثعبان إلى قاعة العشاء دون سابق إنذار. قال الملك: ماذا يعني هذا؟
اقترب الثعبان من الطاولة وأخرج من فمه ماسة ثمينة ووضعها في الطبق الفارغ أمام القيصر وبسرعة خرج من القاعة وذهب إلى عشه. وفي هذه الأثناء قدّم الملك الألماسة إلى زوجته فاسترادا الحبيبة. والآن كان لهذا الحجر فضيلة الجاذبية ومن يتلقاه من شخص آخر يحصل على حب كبير من ذلك الشخص، كان الأمر واضح جدًا مع فاسترادا؛ وذلك لأنها لم تكد وضعت الخاتم في إصبعها حتى ازداد عشق شارلمان لها.
وفي الحقيقة كان حب شارلمان لزوجته أشبه بالجنون، ولكن على الرغم من أنَّ هذا التعويذة كان لها قوة كبيرة لتعزيز الحب إلا أنَّها لم تكن لديها سلطان على الموت وسرعان ما تذوق القيصر طعم الموت. توفيت فاسترادا في قصر إنجلهايم وكان القيصر حزين للغاية على فراق زوجته الحبيبة، لدرجة أنَّه أمر الجميع بعدم لمس جثة زوجته وتركها بالقرب منه. حاول الكثير من أصدقائه بإقناعه بمغادرة مكان الجثة فهذا سوف يؤثر عليه نفسيًا وصحيًا؛ وذلك لأن رائحة الجثة كانت سيئة للغاية.
لم يعرف أصدقاء شارلمان ماذا سيفعلون بوضع صديقهم، فقاموا باستدعاء رئيس أساقفة ريمس وكان مدركًا بأنَّ وضعه غير طبيعي وبأنَّ كل هذا التعلق سببه السحر القوي المخبأ بفم زوجته. فتح رئيس الأساقفة فم فاسترادا وأزال السحر وفورًا نظر شارلمان إلى الجثة الفاسدة بكل رعب وبغض وأصدر أوامره بالدفن الفوري لها، نُفِّذت أوامره على الفور وغادرت جثة فاسترادا إلى الغابات. غادر شارلمان إلى قلعة فرانكشتاين القديمة وأقام فيها، في هذا الوقت قامَ رئيس الأساقفة برمي الألماسة في البحيرة التي كانت بالقرب من القلعة.
وبعدها بدأ القيصر بحب تلك البحيرة وكأنها صديقة له، وهذا شيء أدهش الكاهن فوضع الخاتم داخل قبر زوجته ليعود حبه لها كالسابق. مات شارلمان وهو متعلق بزوجته كثيرًا وكان دائمًا يتخيلها في أروقة القصر تتجول بثيابها الجميلة وكانت هذه هي نهاية القصة.