قصة كيف خدع الأرنب الثعلب

اقرأ في هذا المقال


قصة كيف خدع الأرنب الثعلب أو (How Rabbit Deceived Fox) هي حكاية فلكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، نشرها  (Gundy,Toronto) جون لين ذا بودلي هيد.

الشخصيات:

  •  الأرنب.
  • الثعلب.
  • المرأة العجوز.

قصة كيف خدع الأرنب الثعلب:

منذ زمن بعيد في أيام الهند في كندا، كان الأرنب يعمل كمرشد للغابات، كان لصًا عظيمًا، وكان يحب السرقة في ضوء القمر، وكان يتسلل بهدوء إلى الحدائق والحقول التي كانت تنمو فيها الخضروات الهندية، لأنّه كان مغرمًا جدًا بالكرنب والخس والفاصوليا، ليس بعيدًا عن منزله هناك تعيش وحدها أرملة عجوز ليس لديها أطفال.

لم تستطع اصطياد الأرنب لأنّها كانت امرأة، ولم يتم تدريبها مطلقًا على المطاردة، لذلك احتفظت بحديقة صغيرة تكسب منها عيشًا جيدًا، و كانت طوال اليوم من الفجر حتى غروب الشمس، كانت تجتهد بشق الأنفس و تحرث حديقتها الصغيرة، تسقي خضرواتها وتبقيها خالية من الأعشاب الضارة، وقد زرعت الكرنب الأخضر و الجزر الأحمر والفاصوليا الصفراء والقرع كبير الدسم والذرة الهندية و التي كانت تتاجر بها مع الصيادين الهنود مقابل الأسماك واللحوم.

وبهذه الطريقة كان لديها دائمًا الكثير من الطعام، وكانت تعيش جيدًا على أجرة جيدة، لكنّ الأرنب في جولاته ذات يوم اكتشف حديقتها، على الرغم من أنّها كانت عميقة في الغابة، وفي كل ليلة على ضوء القمر كان يسرقها، وأصبح سمينًا من نتائج السرقات، وفي الصباح وجدت الأرملة العجوز أنّ الكثير من الكرنب والجزر مفقودة وأن الكثير من الأذى قد أصاب نباتاتها.

كان لديها فكرة أن الأرنب هو السارق؛ لأنّها سمعت أنّه كان لصًا عظيمًا، لكنّها لم تكن متأكدة تمامًا، ثمّ راقبت حديقتها ليالي عديدة، لكنّها لم تكن قادرة على القبض على السارق، لأنّه جاء خلسة، ولم يكن من السهل رؤيته في الظل، فقالت لنفسها: سأضع فزّاعة على شكل رجل صغير، وسأضعها عند بوابة حديقتي، وسوف تخيف السارق أيّاً كان، لأنّي يجب أن احتفظ بخضاري وإلا سأتضور جوعاً عندما يأتي الشتاء البارد.

لذلك قطفت من أشجار التنوب بالقرب من مخزن كبير، ثمّ أحضرت الصمغ وصنعت شخصية على شكل رجل صغير، صنعت له عينان من خرز زجاجي يلمعان كالنار في ضوء النجوم، وأنف من كوز الصنوبر، شعر من شعر الذرة والطحلب الأصفر، ثم وضعته عند مدخل الحديقة حيث علمت أن السارق سيأتي، و فكرت: الآن سأخيف اللص. عندما حلّ الليل وارتفع القمر فوق الأشجار، جاء الأرنب كما كانت عادته  لسرقة وجبته الليلية، وعندما اقترب من الحديقة بهدوء شديد، رأى في ضوء القمر ما اعتقد أنه رجل يقف في الطريق بجانب بوابة الحديقة، كان هناك ضباب رمادي خفيف على الأرض، لأنّ الوقت كان قريبًا من الخريف والليالي كانت بالفعل باردة، وبدا شكل الرجل الصغير أكبر من الإنسان في الضوء الضبابي، وألقى بظلال سوداء طويلة مثل ظل عملاق على العشب.

كان الأرنب خائفًا للغاية وارتجف مثل ورقة شجر الحور، لكنّه وقف هادئًا خلف شجرة وشاهد الشكل الغريب، وقف ساكناً لفترة طويلة يراقب ويستمع، لكنّ الشكل الغريب لم يتحرك، ولم يسمع له الأرنب صوتًا بل زقزقة صرصور الليل، ثمّ اقترب بحذر شديد، ولكن لا يزال لم يتحرك، ثمّ ترك خوفه وأصبح أكثر جرأة، لأنّه كان جائعًا جدًا، وكان يشم الخضار وزهر العسل البري في هواء الليل الساكن. لذلك سار بشجاعة إلى رجل الدمى الصغير وقال: ابتعد عن طريقي ودعني أمر، لكن الرجل لم يتحرك، ثمّ ضرب الأرنب الرجل بقبضته ضربة حادة، ولكنّه لم يتحرك، وعلق الأرنب بسرعة في الصمغ ولم يستطع سحبه بعيدًا، كان الأرنب الآن متصلبًا جدًا، وكان جسده كله قد التصق بالشكل الوهمي.

صرخ بصوت عالٍ، لأنّه أصبح الآن بجانبه خائفًا، وعندما سمعت العجوز صراخه، خرجت مسرعة من منزلها، و قالت: إذاً أنت اللص الذي يسرق من حديقتي سأقتلك هذه الليلة، ثم أبعدته عن رجل الفزّاعة ووضعته في كيس قوي وربطت فم الكيس بخيط قوي، ثمّ تركت الحقيبة على الطريق عند بوابة الحديقة وذهبت للبحث عن فأسها لقتل الأرنب.

بينما كان الأرنب يرقد هناك متسائلاً كيف كان سيهرب، جاء الثعلب وهو يتجول، فتعثر في الحقيبة، لأنّه لم يراها في الظل، فوقع إلى الأمام بقوة على الأرض، فنهض وأمطر الركلات على الكيس، كان غاضبًا لأنه تعرض للتعثر، ركل ظهر الأرنب المسكين حتى بكى الأرنب من الألم فسأل الثعلب عندما سمع الصرخات: من أنت في الحقيبة؟ فكان الجواب أنا الأرنب صديقك.

فسأل الثعلب: ماذا تفعل، مختبئاً في الحقيبة؟ ثمّ فكر الأرنب فجأة في طريقة للهروب، كان يعلم أنّ الثعلب يبحث منذ فترة طويلة عن زوجة، لكن لا أحد سيحبه لأنّه لم يثق به أحد لأنّ شهرته في الخيانة كانت كبيرة جدًا. قال: أنا لا أختبئ، السيدة العجوز التي تملك هذه الحديقة تريدني أن أتزوج حفيدتها، وعندما رفضت أن أفعل ذلك، أمسكت بي وأغلقت عليّ هذه الحقيبة.

لقد ذهبت للتو لإحضار الفتاة من منزلها، لأنّها عاقدة العزم على أن أتزوجها هنا في ضوء القمر هذه الليلة، لا أريد أن أتزوجها، فهي كبيرة جدًا وبدينة وأنا صغير جدًا ونحيف، ثمّ صرخ الثعلب وقال: لقد كنت أبحث عن زوجة لفترة طويلة، وأنا أحب الأشخاص البدينين، دعني أدخل الحقيبة في مكانك، وسأتزوج الفتاة بدلاً منك، فإن المرأة العجوز لن تعرفني في الظل.

وافق الأرنب بكل سرور، ثمّ فك الثعلب الحقيبة وترك الأرنب يخرج ودخل الحقيبة بنفسه، وربط الأرنب فم الكيس وهرع بعيدًا بأسرع ما يمكن، وسرعان ما عادت المرأة العجوز وهي تحمل فأسها، لقد شحذتها على حجر وقالت: الآن سأقتلك، ولن تعود في حديقتي، يجب أن تعيش المرأة الفقيرة غير منزعجة من مثل هؤلاء المحتالين السرقة.

عندما سمع الثعلب هذه الكلمات وصوت الحجر على الفأس، عرف أنّ الأرنب خدعه، وعندما فتحت المرأة العجوز الكيس، قفز برشاقة وكان بعيدًا قبل أن تتمكن من الإمساك به، ثمّ أقسم على ضوء النجوم أنه سينتقم من الأرنب، وطوال الليل بحث عنه وطوال اليوم التالي، لكنّه لم يتمكن من العثور عليه.

أخيرًا في وقت الغسق صادفه في مكان مفتوح في الغابة، على الجانب الآخر من الجدول يأكل الخضروات البرية، حاول الثعلب إقناعه عبور النهر إلى جانبه، لأنّه هو نفسه كان خائفًا من الماء، لكنّ الأرنب لم يذهب، فقال الأرنب: لماذا لا تأكل بعض الجبن؟ هناك جبن كبير مستدير في الجدول،  نظر الثعلب إلى الجدول حيث أشار الأرنب، وهناك رأى انعكاس القمر الأصفر المستدير الكبير.

ظنّ أنها جبنة مستديرة، واندفع ورائها، لأنّه كان مولعًا جدًا بالجبن، كان الأرنب يأمل في أن يغرق، لكنّ التيار كان ضحلاً وتسلق الثعلب بدون جبن وبخوف شديد وفرو مبلل، كان متصلبًا جدًا، لأنّه كان يعلم أن الأرنب يرغب في إيذائه، لكنّه احتفظ بغضبه لنفسه، و كان الأرنب لا يزال يأكل بشهية.

قال الثعلب محاولًا جعله يتحدث حتى يفكر في خطة للقبض عليه: ماذا تأكل؟ قال الأرنب: أنا آكل ثمارًا ناضجة جيدة، أنا آكل البطيخ الهندي، قال الثعلب: ارمي لي واحدة، فألقى عليه الأرنب خيارًا بريًا كبيرًا مستديرًا مغطى جميعًا بوخزات خضراء، قال الأرنب: ابتلعه بالكامل في فمك، إنّه جيد جدًا بهذه الطريقة.

سطع القمر بشكل خافت من خلال الأشجار، ولم يستطع الثعلب رؤية ما كان يأكله، ابتلع الخيار في جرعة واحدة كما أخبره الأرنب، وكانت الوخزات عالقة في حلقه وكاد يختنق حتى الموت، وبينما كان يختنق وأخذ يبتسم ويحاول أن يسعل الخيار، هرب الأرنب بأسرع ما يمكن ضاحكًا على نفسه بحرارة. علم الثعلب أنّه تعرض للخداع مرة أخرى، وهذه المرة أقسم أنه سيقتل الأرنب بمجرد أن يجده، و قرر أنه عندما رآه في المرة التالية، لن يمنحه لحظة ليعيش، اختبأ الأرنب بين الأعشاب الجافة طوال اليوم التالي، ولكن عندما غادر النهار وكانت السماء حمراء في الغرب والرياح ساكنة جدًا ، جلس على قطعة خشب كما كانت عادته، وعزف بهدوء على الناي.

جاءه الثعلب فجأة على حين غرة، وكان الثعلب على وشك الانطلاق عليه، قال الأرنب: ابنة الرئيس تزوجت للتو من محارب عظيم، وسيقام حفل الزفاف قريبًا على هذا النحو، لقد طلبوا مني الجلوس هنا وأعزف لهم الموسيقى باستخدام الفلوت أثناء مرورهم، لقد وعدوا بأن يدفعوا لي جيدًا، وقد دعوني إلى حفل الزفاف.

تعال وانضمّ إلي واعزف أيضًا، وستحصل على أجر جيد، وسنذهب إلى حفل الزفاف معًا ونحصل على اشياء للأكل، قرر الثعلب الأنظمام إليه، ثمّ خطط لسرقته ولقتله، وأخذ الناي الخاص به والذهاب وحده إلى وليمة العرس، وعندها يكتمل انتقامه، لذلك قرر أن يترك غضبه يبرد لبعض الوقت، فقال: ليس لدي ناي، وبالتالي لا يمكنني عزف الموسيقى لكنني سأجلس معك لأرى ضيوف الزفاف يمرون.

لكن الأرنب قال: خذ الناي خاصتي، لدي واحد آخر في المنزل، سأذهب وأحضره، لأنّه ما زال هناك وقت،لذا أخذ الثعلب الناي وبدأ في العزف بصوت عالٍ، و هرب الأرنب بسرعة بعيدًا عن الأنظار، متظاهرًا بالذهاب لإحضار نايه، لكنّه عقد العزم على إنهاء الثعلب، لأنّه كان يخشى على حياته. وبدلاً من العودة إلى المنزل، أشعل النار في الشجرة، ثمّ أشعل النار في العديد من الأماكن في جميع أنحاء المكان الذي جلس عليه الثعلب، ولم يستطع الثعلب سماع صوت طقطقة النار بسبب الموسيقى الصاخبة، واعتقد أن الضوء ليس سوى ضوء القمر الساطع، وكادت النار أن تقضي عليه قبل أن يعلم أنه في خطر.

ثمّ حاول الهرب، ولكن أوقفت النيران هروبه من جميع الجهات ولم يجد فتحة، وأخيرًا في حالة من اليأس قفز من خلال حلقة النار لإنقاذ حياته، و نجا بحياته، لكن جفونه غُرقت، واحترق فروه الأسود و كان يعاني من ألم شديد، وخلص إلى أنّ الأرنب كان أذكى من أن يتأقلم معه، وقرر أن يتركه وشأنه وأن يتنازل عن ثأره.


شارك المقالة: