قصة موت غافر - Gaffer Death

اقرأ في هذا المقال


تُعد قصة موت غافر هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.

الشخصيات:

  • الطبيب الشاب.
  • الأب الروحي.
  • الأب. 
  • الشبح.

قصة موت غافر:

في قديم الزمان كان هناك رجل فقير للغاية وكان لديه اثنا عشر طفلاً، وبطبيعة الحال كان مجبرًا على العمل ليلًا ونهارًا حتى يجلب لهم الطعام. وفي أحد الأيام أتى الطفل الثالث عشر إلى العالم ولم يكن الرجل الفقير يعرف كيف سيعيل هذا الطفل، فركض إلى الطريق السريع مصممًا على أنْ يطلب من أول شخص يقابله أنْ يكون الأب الروحي للصبي.

وأول رجل رآه في الطريق قال له: أرجوك خذ ابني وكن الأب الروحي له، أرجوك! قال له الرجل: ولمَ تريدني أنْ أكون الأب الروحي لطفلك؟ قال له الأب: لا أملك المال لأجلب له الطعام، فأنا أب لاثني عشر طفل. قال له الرجل: حسنًا، سأجعل الصبي ثريًا ومعروفًا في جميع أنحاء العالم؛ وذلك لأنه سيصبح أقرب صديق لي. قال الرجل: الأحد القادم سوف يتم تعميده وسيأتي إليك في الوقت المناسب. كان الرجل يُعطي المال للأب حتى يجلب الطعام لطفله، وعندما كبر الولد جاء إليه والده الروحي ذات يوم وأخذه إلى الغابة.

قال الأب الروحي للصبي: أنا والدك الروحي أعمل كطبيب، أود أنْ أُعلمك بأنني أستطيع أنْ أُقدم الأعشاب لمعالجة أي مرض، فأي شخص تريد مني أنْ أشفيه قل لي ذلك. والآن سأُعلمك بمكان الأعشاب التي من خلالها ستشفي كافة الأمراض وستبعد الموت عن مرضاك وسأساعدك لتكون أفضل طبيب في العالم، ولكن لا تستخدمها أبدًا في أمر معارض لإرادتي ولا تبالغ في استخدمها.

لم يمض وقت طويل حتى أصبح الشاب الطبيب الأكثر شهرة في العالم بأسره وقيل بأنَّه في اللحظة التي يرى فيها شخصًا مريضًا، يعرف ما إذا كان سيتعافى أم لا. كان الطبيب رجل متدين للغاية وعلم ابنه الروحي بأنْ يكون رجل متدين. وبناءً على ذلك سرعان ما عالج الطبيب الشاب الكثير من الناس، فجمع ثروة هائلة. والآن مرض الملك ودُعي الطبيب ليقول ما إذا كان سيتعافى أم لا وعندما رأى الطبيب الملك قال: حاله صعب للغاية، ولكن سأحاول معالجته. بدأ الطبيب بإجراء العديد من الوصفات العلاجية وبدأ يدعو الرب بأنْ يشفي الملك، وبالفعل تعافى الملك وعادت له صحته.

وبعد ذلك، كسب الطبيب شهرة أكبر من شهرته السابقة وأصبح واحد من أفضل أطباء العالم. ولكن في الحقيقة كانت الأعشاب التي أعطاها والده الروحي له أعشاب سحرية، وكانت هي السبب في علاج كافة مرضاه. وفي أحد الأيام مرضت ابنة الملك ولم يستطع أحد أنْ يعالجها، بكى الملك العجوز ليلًا ونهارًا حتى أُغشيت عينيه وأعلن أنَّ من ينقذها سوف يُكافأ بالزواج منها ووراثة عرشه. جاء الطبيب الشاب ورأى جمال ابنة الملك ولم يفكر وقتها بالعرش الذي سيرثه إذا عالجها بل فكر بالزواج بسيدة بجمال الأميرة، فأعطاها بعضاً من الأعشاب حتى بثت الحياة في عروقها مرة أخرى.

وفجأة ظهر شبح للطبيب وأمسكه بيده الباردة الجليدية وقاده إلى كهف تحت الأرض، حيث كان هناك الآلاف من الشموع المشتعلة والمتراصة في صفوف لا حصر لها. كان بعضها الشموع مشتعلة والبعض الآخر محترق تمامًا والبعض الآخر مستهلك تقريبًا. قال الشبح: هل ترى تلك الشموع؟ إنَّها مماثلة لحياة البشر، لا يمكن أنْ تظل الشمعة مضيئة طيلة الحياة، ولكن من الممكن للشمعة أنْ تنطفئ بأول لحظات إشعالها وهكذا البشر، من الممكن أنْ يموت طفل رضيع قد أتى للحياة منذ لحظات ولن يبقى المسن مسنًا حتى آخر يوم في حياته.

فهم الطبيب الشاب كلام الشبح، ولكنه لم يفهم مغزاه قال له: ولكنني لا فهم قصدك من هذا الكلام. قال له الشبح: الأعشاب التي تستخدمها هي أعشاب نادرة للغاية ولا يجب عليك استخدامها في كافة الحالات المرضية، فإذا أردت المساعدة، ساعد الأطفال ولا تصرف أعشابك على من هم في سن متقدم للغاية، فالملك الذي ساعدته قد عاش لقرن ونصف وأظن بأنَّ غيره أحق بالمساعدة. سكت الطبيب قليلًا وقال بعدها: حسنًا أنت محق ولكن لن أرفض مساعدة أي أحد ومعالجته من المرض أي كان عمره، فالأعمار بيد الله وحده وأنا مجرد وسيلة.

وبعدها ذهب الطبيب للأميرة وتزوج منها وظل يساعد الناس بأعشابه. وكانت هذه هي نهاية القصة.


شارك المقالة: