اقرأ في هذا المقال
- الحلي في عهد البربر
- الحلي في العصر البرونزي
- الحلي خلال الألفية الثالثة
- الحلي في مصر القديمة
- الحلي في القرن الثاني عشر قبل الميلاد
- الحلي في مصر الحديثة
- الحلي في عهد إسكندر الأكبر
- الحلي في تركيا الحديثة
- الحلي في عهد الإسلام
- الحلي في الفترة الفاطمية
- الحلي في العصر الحديث
يُعد الشرق الأوسط منطقةً غنيةً بالتاريخ والحرف الرائعة، فهو مكاناً تلتقي فيه جميع الثقافات، حيث ولدت اليهودية والإسلام والمسيحية والعديد من الأديان الأخرى، مما أدى إلى تطور وتفاعل طرق الحياة المختلفة، فتطور فن صناعة الحِلي تطوراً هائلاً فأصبحت مصدراً ملهماً لتصميم وتقنية الحلي للعالم بأسره.
الحلي في عهد البربر:
كانت ثقافات البربر قبل الإسلام نشطةً في ابتكار الحِلي الجميلة، وكان عملهم في الحِلي يعتمد غالباً على التصميمات الهندسية كبيرة الحجم المتماثلة، فتضمنت الرموز الشائعة البربرية ووشم الحناء البربرية وتمثيلات الشمس والقمر والأرض والنجوم وكذلك الأسماك والثعابين ومختلف الأشكال الأخرى، والتي يُعتقد أن معظمها قد استثمر في الشفاء أو للأهمية الروحية، وعندما بدأت الثقافات الأخرى في التأثير على ثقافاتهم، لم تتغير أنواع الزينة والمواد المستخدمة بقدر تغير أنواع الرموز، فكانت الحِلي مهمةً للإناث البربرية؛ لأنها كانت وسيلةً لتوفير المال، كما كانت تُرتدى على الأجساد للبيع أو للزينة.
الحلي في العصر البرونزي:
خلال العصر البرونزي، كانوا يستخدمون العاج بشكل جيد للغاية في صناعة الحِلي، وغالبًا ما كانت تُحفر في المنحوتات والتطعيمات.
الحلي خلال الألفية الثالثة:
طوال فترة الألفية الثالثة، كان إنتاج الحِلي في ذروته في آشور في الجنوب، وكان الرجال والنساء يرتدون الكثير من الحِلي، بما في ذلك التمائم والأختام الأسطوانية، كما واستخدموا معدن الذهب في القلائد والأساور وأساور الكاحل، وأضافوا معه الأحجار مثل: العقيق،اللازورد، فكانوا يرتدونها أو يزينون بها التماثيل؛ لأن الآلهة كانت بحاجة إلى التزيين والتكريم كما تم العثور على حِلي مصرية في مقابر في سومرية، وبعض هذه القطع هي أقدم الحِلي التي تم العثور عليها على الإطلاق مثل: الأساور الفيروزية والذهبية للملكة، والرداء الذهبي مع الدبابيس الذهبية لملكة أخرى، والفيروز والعقيق واللازورد.
الحلي في مصر القديمة:
كانت كنعان جزءًا من الطريق التجاري بين مصر وقبرص واليونان، وقد تم اكتشاف المنتجات المحمولة من هذه البلدان على طول هذا الطريق فتم العثور على الجعران على سبيل المثال وهو نموذج مصري تقليدي في دير البلح، إلى جانب الحِلي الذهبية والخرز من الأحجار الكريمة، وصفائح من رقائق الذهب أو الفضة أو البرونز فكان يتم ارتداؤها كأشرطة حول الرأس أو كأقراط معقودة مثل الكرات العنقودية المتصلة بالحلقات والأقراط المنتفخة ذات الشكل الهلالي وأقراط على شكل فاكهة.
الحلي في القرن الثاني عشر قبل الميلاد:
انتقل المعدن بشكل عام من الاستخدام الواسع لصالح الحديد فتطورت المجوهرات اليهودية على طول خطوط تجريدية ورمزية أكثر من كونها تمثيلية من حيث المنحوتات المحتملة أو الشكل النحت.
استخدم الناس المعادن في صنع الحِلي في إسرائيل القديمة وكنعان والتي كانت جزءاً مهماً من التجارة، وتم استخدام الذهب والفضة والنحاس والبرونز والحديد والرصاص في صناعة الحِلي أيضاً، وكانت التقنيات المستخدمة في ذلك الوقت بسيطة: كالطرق بالمطرقة على البارد والمطرقة المعدنية الساخنة وسبك القوالب المفتوحة، في حين أن الصهر وتقنيات الزخرفة الأخرى كانت نادرة جداً، وهذا لا يعني أن المجوهرات كانت خشنة بل كان يتم تشطيبها بسلاسة في كثير من الأحيان وترصيعها بالأحجار الكريمة وشبه الكريمة وكانت المعلقات والخرز تصنع أحياناً من الزجاج، بينما كانت الخواتم تُنحت بالصور والنقوش المكتوبة، وأحيانا كانت تدل على مغزى روحي.
الحلي في مصر الحديثة:
استخدم الفراعنة المصريون الكثير من الذهب في لجانهم الزخرفية لدرجة أنهم احتاجوا أحياناً لاستخراج الذهب من خارج منطقة أعالي النيل، وكانوا يستخدمون المناجم في اليمن وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى أخذ الجزية من رعاياهم وكانت هناك بعض التجارة في المعادن، مع ذلك حصل الحرفيون في بلاد ما بين النهرين وفلسطين على إمداداتهم من مصر والجزيرة العربية وفي عهد الملك سليمان تم استخراج الذهب والفضة والنحاس في المملكة العربية السعودية الحالية.
لم يستخدم صانعو المجوهرات المصريون الأحجار الكريمة، لكنهم يستخدمون الآن الأحجار شبه الكريمة مثل الملكيت، اليشب، الفيروز، ولكن بالنسبة للمصريين القدماء، كانت هذه الأحجار تحمل أهمية روحية وجمالية وبالتالي كانت ذات قيمة كبيرة.
الحلي في عهد إسكندر الأكبر:
احتل الإسكندر الأكبر الأمبراطورية الفارسية عام 331 قبل الميلاد، واستولى على كنوز بابل الغنية، وفي تلك اللحظة، انتقلت كميات هائلة من الذهب إلى أيدي الجمهور، فانفجر الطلب على المجوهرات الذهبية وانتشرت الأنماط اليونانية في جميع أنحاء العالم المعروف وانغمس الحرفيون اليونانيون أيضاً في اتجاهات ثقافية غريبة عن تدريبهم وتم إنتاج الأقراط والقلائد والمعلقات والدبابيس والأساور وأشرطة الذراع وعصابات الفخذ وخواتم الأصابع وأكاليل الزهور والأكاليل المعدنية وزخارف الشعر.
وكانت الأساور تلبس في أزواج وأنواع أخرى من المجوهرات كانت تُلبس في أطقم متطابقة، وتم ترصيع اللآلئ والأحجار الكريمة والمينا الملونة الأخرى بالذهب الأصفر اللامع، ونحتت الزخارف في بعض الأحيان على سطح الأشياء أو تم تشكيلها في التصميم النحتي.
الحلي في تركيا الحديثة:
شهدت هذه الفترة ازدهاراً، فتم تزيين الأشياء التي تم التنقيب عنها في هذه المنطقة ببذخ شديد، كان أشهر ملوك فريجيين هو ميداس، الذي اشتهرت سمعته كرجل ذو لمسة ذهبية من ثروة مملكته وتم نقش دبابيس وأحزمة برونزية ونحاسية وعدد لا يحصى من الحلي الأخرى بصور للطقوس الملكية والصيد والمعارك ومشاهد النوع.
الحلي في عهد الإسلام:
لم يُشجع الرجال على ارتداء الحلي الذهبية لاظهار ثرواتهم، بينما تم تشجيع النساء على ارتداء الحِلي لأغراض التجميل، فكان ارتداء الحِلي عملاً زخرفياً شائعاً للغاية بالنسبة للنساء في المنطقة قبل وقت طويل من أن يصبح الإسلام طريقة مؤثرة في الحياة، ومن البربر والبدو وغيرهم من السكان الأصليين في الشرق الأوسط تستمد هذه الاتجاهات، فكانت الزخارف الخاصة بالأذن والرقبة والخصر والكاحل واليد والأنف شائعة جداً بالفعل وتشير إلى رفاهية الأسرة وكذلك لتعزيز جمال المرأة، ومن المثير للاهتمام أن العديد من الزخارف التي تم دمجها في الزخرفة الإسلامية، مثل يد فاطمة كانت رموزاً استخدمت منذ فترة طويلة في المنطقة.
الحلي في الفترة الفاطمية:
كانت أعمال التخريم والتحبيب في الفترة الفاطمية في مصر وبلاد الشام رائعةً للغاية، فوصلت صياغة الذهب إلى مستويات عالية من التعقيد، حيث كان الهلال أحد الأشكال الأكثر شعبيةً في ذلك الوقت، ورافق هذا الشكل تصميمات الأرابيسك ومنحنيات S المخرمة وحلقات متصلة بالأحجار الوترية، مثل اليهودية.
كما كان الإسلام يحظر التصوير الفني للحيوانات والبشر، لذلك لم تتطور الحِلي الإسلامية وفقاً لخطوط تمثيلية بدلاً، بل كانت تكمن قوتها في العلاقة المجردة بين الأشكال الهندسية والأنماط الحسية التي يتم إنشاؤها منها فكانت القطع الفاطمية مصنوعة من الأسلاك والصفائح المصنوعة من الذهب الأصفر، وكانت جميلة جداً لدرجة أنها تؤثر على صائغي الحِلي من المماليك إلى جنوب إسبانيا إلى هنود المغول وشمال إفريقيا وكانت القاهرة مركز الإنتاج الثقافي خلال هذه الفترة الفاطمية الفخمة.
الحلي في العصر الحديث:
لا تختفي التقاليد الرائعة للحرف اليدوية، واليوم يعدُ الأتراك والإسرائيليون والشرق الأوسط عموماً من بين بعض عمال المعادن الرائدين في العالم فلقد تغيرت الأسواق وانفتحت عالمياً، واتسعت الأذواق وفقاً لذلك، لكن جودة العمل المنتج في هذه المناطق أو من المهاجرين من هذه المناطق عالية جداً ومطلوبة للغاية، حتى في الولايات المتحدة وفي الوقت نفسه فإن الأسواق الداخلية للشرق الأوسط مثل: الأسواق الموجودة في المملكة العربية السعودية، حيث يحظى الذهب بشعبيةٍ كبيرةٍ.