مقدمة حول سلبيات الوحدة في مكان العمل:
ليس عليك أن تكون بمفردك لتشعر بالوحدة، لذلك أصبحت أماكن العمل أكثر ارتباطاً وانفتاحاً مما كانت عليه في الماضي، لكن لا يزال العمال يشعرون بالوحدة والعزلة في العمل بسبب التكنولوجيا والعمل عن بعد والتفاعلات البشرية الأقل.
وذلك حتى في المساحات المكتبية المفتوحة مع القليل من الانفصال، كما يمكن للعمال أن يشعروا بالانفصال عن زملائهم، كما لا يمكن أن يكون لزملاء العمل الذين يجلسون حول نفس طاولة المؤتمر أو في الاجتماعات اليومية معاً علاقة حقيقية.
حيث قال هاكان أوزجيليك، وهو أستاذ الإدارة في كلية إدارة الأعمال في ولاية ساكرامنتو: “يمكن أن تعمل في وسط منطقة عمل مزدحمة، ولكن إذا لم تكن قريبًا من أي شخص، فإنك تشعر بالوحدة”.
لقد أضافت تقنيات مثل البريد الإلكتروني والنصوص والرسائل الراحة والكفاءة إلى الاتصالات في مكان العمل، ولكنها أيضاً حدت من الاتصالات الشخصية، كما من الأسهل استخدام (Slack) مع زميل في العمل أو إرسال بريد إلكتروني بدلاً من السير عبر المكتب للتحدث إلى زميل قد يكون في منتصف مهمة أخرى، لكن رسائل البريد الإلكتروني والرسائل قديمة تزيل التفاعلات البشرية المهمة.
وكما أشار سيجال بارساد، وهو أستاذ الإدارة في مدرسة وارتون بجامعة بنسلفانيا، إلى أن “تبادل المشاعر هو لبنة أساسية في بناء الصداقة”، في حين أن العمل المستقل والجداول الزمنية المرنة التي تسمح للموظفين بالعمل من المنزل أصبحت أكثر شيوعاً؛ إلا أنها تحد أيضاً من تفاعلات زملاء العمل والمشاركة.
كما من المرجح أن يستقيل العمال عن بعد بسبب الشعور بالوحدة، وفقاً لما ذكره دان شاوبيل، وهو مؤلف كتاب “العودة إلى الإنسان: كيف ينشئ القادة العظماء الاتصال في عصر العزلة”.
استنزاف الإنتاجية بسبب الوحدة:
بالنسبة للشركات، تعد مشاركة العمال ضرورية للإنتاجية، حيث قالت آني ماكي، مؤلفة كتاب “كيف تكون سعيداً في العمل”: “تعد العلاقات والصداقات في العمل أمراً بالغ الأهمية لتحقيق السعادة والمشاركة والإنتاجية في مكان العمل“، وعن عدم الشعور بالاعتراف ويمكن أن يكون جزء من الفريق معزولاً أيضاً.
وأضاف ماكي: “عندما تمر مواهب العمال وجهودهم دون أن يلاحظها أحد، يمكنك أن تبدأ في الشعور بأنك غير مرئي، وهذا أمر مروع”، وكما تشير دراسة حديثة أجراها أوزليك وبارساد إلى أن الموظفين الذين يشعرون بالوحدة مرتبطون بتدني الأداء الوظيفي، كما ووجدت الدراسة أيضاً أن الموظفين الوحيدين كانوا أقل التزاماً بالشركة، ويبدو أنهم أقل قابلية للتواصل مع زملائهم، وذلك في حين أنه من الصعب تحديدها، حيث يمكن أن تنتشر الوحدة بسهولة.
ما يمكن للمدراء القيام به:
يجب الانتباه الى الإعداد، حيث يمكن أن تكون الوحدة مشكلة شائعة للموظفين الجدد، حيث إنهم يواجهون مهام التنقل في سير عمل وثقافة جديدين وأيضاً إقامة علاقات جديدة.
وكما قال بارساد: “من الطبيعي جداً أن تكون وحيداً في البداية في وضع جديد”، كما يجب على الشركات أن تسعى جاهدة لجعل عملية الإعداد شخصية أكثر، وذلك مع حصول الموظفين الجدد على مقدمات ودعم مناسبين، وكما أظهر الامتنان، حيث يمكن أن يساعد التعرف على العمل الشاق لشخص أو فريق في تعزيز الشعور بالانتماء، ولا يجب أن تكون بادرة عظيمة.
“غالباً ما لا نأخذ الوقت الكافي للقيام بأشياء بشرية بسيطة، مثل شكر، ملاحظة سريعة، بريد إلكتروني، ابتسامة واعتراف بعمل جيد، وذلك إذا لم نحصل على هؤلاء بانتظام، حيث يبدأ معظم الناس في الشعور بالوحدة”.
لذلك ضع العمال عن بعد في المقدمة والوسط، بحيث لا يقتصر الأمر على عقد مؤتمر فيديو للعمال عن بُعد في اجتماع مكتب. وكما قال شاوبل: “دعهم يقودون الاجتماع؛ فهذا يمنحهم القوة”، كما وأضاف أن المديرين يجب أن يأخذوا الوقت الكافي لزيارة الموظفين في المكاتب الأخرى، حيث يتعلق الأمر بتخصيص الوقت والاستثمار في العاملين لديك.
لذا اذهب الى الخارج، حيث يمكن أن يكون المكتب خانقاً لبناء الروابط، كما ويمكن أن يشجع التخطيط لوجبات غداء أو لقاءات للموظفين أو استضافة أحداث اجتماعية غير متعلقة بالعمل، خاصةً على تفاعلات ذات مغزى أكبر.
كما يبني الناس صداقات حقيقية من خلال عدم الحديث دائماً عن العمل، وكما قال شوابل: “عندما تخرج من المكتب؛ فمن المرجح أن تفتح أبوابها”. وأخيراً تبقى مسألة الوحدة في العمل احدى مسببات الأمراض النفسية؛ والتي من الممكن أن تنصّب بالناحية السلبية للإنتاجية في العمل، وكذلك قتل روح العمل في الفريق الواحد، والذي يعتبر أحد أهم جوانب تعزيز التقدم الوظيفي.