المنغنيز هو معدن بسيط، يحتاجه الجسم بكميات صغيرة. إنه مطلوب من أجل الأداء الطبيعي للعقل والجهاز العصبي والعديد من أنظمة وإنزيمات الجسم. بينما يُخزّن الجسم ما يصل إلى حوالي 20 ملغ من المنغنيز في الكليتين والكبد والبنكرياس والعظام، تحتاج أيضاً إلى الحصول عليه من النظام الغذائي.
يُعتبر المنغنيز من العناصر الغذائية الأساسية ويمكن العثور عليه خاصة في البذور والحبوب الكاملة، وكذلك بكميات أقل في البقوليات والفاصوليا البيضاء والمكسرات والخضروات الخضراء الورقية والشاي.
الفوائد الصحية للمنغنيز
1- يحسن صحة العظام في تركيبة مع العناصر الغذائية الأخرى
المنغنيز ضروري لصحّة العظام، بما في ذلك نمو العظام وصيانتها. وعندما يتم دمجها مع العناصر الغذائية الكالسيوم والزنك والنحاس، فإنّ المنغنيز يدعم كثافة المعادن في العظام. هذا مهم بشكل خاص في كبار السن.
وقد أظهرت الدراسات أن حوالي 50٪ من النساء بعد انقطاع الطمث و 25٪ من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 سنة أو أكبر، سيعانون من كسور العظام المُرتبطة بهشاشة العظام. تُشير الأبحاث إلى أن تناول المنغنيز مع الكالسيوم والزنك والنحاس قد يُساعد في تقليل فقدان عظام العمود الفقري لدى النساء الأكبر سناً.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة لمدة سنة واحدة في النساء ذوات العظام الضعيفة أنّ تناول مكملات مع هذه العناصر الغذائية، وكذلك فيتامين (د) والمغنيسيوم والبورون قد يحسّن كتلة العظام. ومع ذلك، تُشير دراسات أُخرى إلى أن المُكملات الغذائيّة التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د فقط لها تأثيرات مُماثلة.
2- خصائص مضادات الأكسدة القوية
المنغنيز هو جزء من إنزيم مضادات الأكسدة الفائقة لمادة تسمى سوبر أكسيد ديسميوتاز ويسمى أيضًا بديسموتاز الفائق (بالإنجليزية: Superoxide dismutase) اختصارها SOD، والذي يُمكن القول إنّه أحد أهم مضادات الأكسدة في الجسم. تُساعد مضادات الأكسدة على الحماية من الجذور الحرة، وهي جزيئات يُمكن أن تُسبب أضراراً للخلايا في الجسم. ويعتقد أن الجذور الحرة تُساهم في الشيخوخة وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
تُساعد SOD على وجه التحديد في مكافحة الآثار السلبية للجذور الحرة عن طريق تحويل الأكسيد الفائق (أحد أخطر الجذور الحرة) إلى جزيئات أصغر لن تلحق الضرر بالخلايا. في إحدى الدراسات التي أجريت على 42 رجلاً، لخص الباحثون إلى أن المستويات المنخفضة من SOD وضعف مجموع مضادات الأكسدة قد تلعب دوراً أكبر في خطر الإصابة بأمراض القلب من مستويات الكوليسترول الكُلّي أو الدهون الثلاثية.
أظهرت دراسة أُخرى أن الـ SOD كان أقل نشاطاً في الأشخاص المُصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، مقارنة بالأفراد دون هذا الشرط. لذلك، اقترح الباحثون أن تناول كميات مناسبة من المواد الغذائية المضادة للأكسدة قد يُقلل من توليد الجذور الحرة وتحسين حالة مضادات الأكسدة في أولئك الذين يُعانون من المرض. نظراً لأن المنغنيز يلعب دوراً في نشاط SOD، فقد يُساعد استهلاك المعدن في تقليل خطر الإصابة بالأمراض.
3- يساعد على تقليل الالتهاب، وخاصة في تركيبة مع الجلوكوزامين وشوندرويتين
بسبب دور المنغنيز كجزء من ديسموتاز سوبركسيد مضادات الأكسدة القوية (SOD)، قد يقلل المنغنيز من الالتهابات. وتُشير الأبحاث إلى أن الـ SOD قد يكون مفيداً كعامل علاجي للاضطرابات الالتهابية. وتدعم الأدلة أن دمج المنغنيز مع الجلوكوزامين وكوندرويتين يُمكن أن يقلل من آلام التهاب المفاصل.
يُعتبر هشاشة العظام من الأمراض الشائعة التي تُؤدي إلى فقدان الغضاريف وآلام المفاصل. يُعَدّ التهاب الغشاء المفصلي (Synovitis)، وهو التهاب في الغشاء داخل المفاصل، محركاً أساسياً لالتهاب المفاصل العظمي.
في إحدى الدراسات التي شملت 93 شخصاً يُعانون من هشاشة العظام، أفاد 52٪ من المرضى بتحسّن الأعراض بعد 4 و 6 أشهر من تناول مكملات المنغنيز والجلوكوزامين وشوندروتن. ومع ذلك، يبدو أن الذين يُعانون من هشاشة العظام طفيفة فقط يستفيدون من الملحق. أولئك الذين يُعانون من حالة خطيرة لم يبلغوا عن نفس التحسّن. وجدت دراسة أُخرى استمرت 16 أسبوعاً على الرجال المُصابين بألمْ مُزمن وأمراض المفاصل التنكسية أن تناول المكملات تُساعد في تقليل الالتهاب على وجه التحديد في الركبتين.
4- يلعب دوراً في تنظيم السكر في الدم
يبدو أن المنغنيز يلعب دوراً في تنظيم نسبة السكر في الدم. يُمكن أن يُؤدي نقص المنغنيز إلى عدم تحمل الجلوكوز على غرار مرض السكري. ومع ذلك، فإنّ نتائج الدراسات الإنسانية مختلطة. أظهرت العديد من الدراسات أن المُصابين بمرض السكري لديهم انخفاض في مستويات دم المنغنيز.
لا يزال الباحثون يحاولون تحديد ما إذا كانت المستويات المنخفضة من المنغنيز تُساهم في الإصابة بمرض السكري، أو إذا كانت حالة السكري تسبب انخفاض مستويات المنغنيز. بالإضافة إلى ذلك، المنغنيز يتركّز بشكل كبير في البنكرياس. ويشارك في إنتاج الأنسولين الذي يزيل السكر من الدم. وبالتالي، قد يُسهم المنغنيز في إفراز الأنسولين بشكل صحيح ويُساعد على استقرار نسبة السكر في الدم.
أظهرت أبحاث أُخرى أن الأفراد المصابين بمرض السكري لديهم مستويات أقل من إنزيم المنغنيز الفائق لأكسيد المنغنيز المُضاد للأكسدة (MnSOD)، والذي يربط مستويات الدم المنخفضة في المنغنيز بمشاكل السكر في الدم.
5- ترتبط بانخفاض حوادث نوبات الصرع
السكتة الدماغيّة هي السبب الرئيسي للصرع لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً. وهي ناتجة عن انخفاض تدفّق الدم إلى الدماغ. المنغنيز هو موسّع للأوعيّة، ممّا يعني أنه يُساعد على تكبير الأوردة لحمل الدم بكفاءة إلى الأنسجة مثل الدماغ. وقد تُساعد مستويات المنغنيز الكافية في الجسم على زيادة تدفّق الدم وتقليل خطر الإصابة ببعض الحالات الصحيّة مثل السكتات الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد جزء من محتوى المنغنيز في الجسم في الدماغ. تُشير العديد من الدراسات إلى أن مستويات المنغنيز قد تكون أقل لدى الأفراد المُصابين باضطرابات النوبات. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت المضبوطات تقلل مستويات المنغنيز في الجسم، أو ما إذا كانت المستويات المنخفضة تجعل الأفراد أكثر عرضة للتشنجات.
6- يلعب دوراً في استقلاب العناصر الغذائية
يُساعد المنغنيز على تنشيط العديد من الإنزيمات في عملية التمثيل الغذائي ويلعب دوراً في مجموعة متنوعة من العمليات الكيميائية في الجسم. كما يُساعد في هضم البروتين والأحماض الأمينية واستخدامها، وكذلك استقلاب الكوليسترول والكربوهيدرات.
يُساعد المنغنيز الجسم على استخدام عدد من الفيتامينات، مثل الكولين والثيامين وفيتامين C و E، ويضمن وظائف الكبد المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، فهو يعمل كعامل مُساعد أو مُساعد في التنمية والتكاثر وإنتاج الطاقة والاستجابة المناعية وتنظيم نشاط المخ.
7- قد يقلل من أعراض الدورة الشهرية في تركيبة مع الكالسيوم
تعاني العديد من النساء من مجموعة متنوعة من الأعراض في أوقات مُعينة من الدورة الشهرية. قد تشمل هذه القلق والتشنج والألم وتقلّب المزاج وحتى الاكتئاب. تظهر الأبحاث المُبكّرة أن تناول المنغنيز والكالسيوم في تركيبة قد يُساعد في تحسين أعراض ما قبل الحيض.
أظهرت إحدى الدراسات الصغيرة التي شملت 10 نساء أن الذين يُعانون من انخفاض في مستويات المنغنيز في الدم يُعانون من المزيد من الألمْ والأعراض المرتبطة بالمزاج خلال فترة الحيض السابقة، بغض النظر عن مقدار الكالسيوم الذي تم توفيره. ومع ذلك، فإنّ النتائج غير حاسمة بشأن ما إذا كان هذا التأثير هو من المنغنيز أو الكالسيوم أو مزيج من الاثنين.
8- حماية الدماغ ضد الجذور الحرة وتحسين وظيفة الدماغ
المنغنيز ضروري لوظيفة الدماغ الصحيّة وغالباً ما تستخدم للمُساعدة في علاج اضطرابات عصبية محددة. طريقة واحدة للقيام بذلك هي من خلال خواصه المضادة للأكسدة، وخاصة دوره في وظيفة ديسموتاز الفوق أكسيد مضادات الأكسدة القوية (SOD)، والتي يُمكن أن تُساعد في الحماية من الجذور الحرة التي يُمكن أن تلحق الضرر بخلايا المخ في المسار العصبي.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يرتبط المنغنيز بالناقلات العصبية وينشّط حركة نبضات كهربائية بشكل أسرع أو أكثر فعالية في جميع أنحاء الجسم. نتيجة لذلك، قد يتم تحسين وظائف المخ. على الرغم من أن مستويات المنغنيز الكافية ضرورية لعمل الدماغ، فمن المهم الإشارة إلى أن الكثير من المعادن يُمكن أن يكون له آثار سلبية على الدماغ.
9- يساهم في صحة الغدة الدرقية جيدة
المنغنيز هو عامل مُساعد أساسي للإنزيمات المختلفة، ممّا يعني أنه يُساعد هذه الإنزيمات على العمل بشكل صحيح في الجسم. كما تلعب دوراً في إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
ويعتبر هرمون الغدة الدرقية هرموناً حيوياً، وهو مهم للوظيفة الطبيعية للغدة الدرقية، ممّا يساعد على الحفاظ على الشهية والتمثيل الغذائي والوزن وفعالية الأعضاء. نتيجة لذلك، يُمكن أن يسبب نقص المنغنيز أو يُساهم في حالة قصور الغدة الدرقية، ممّا قد يساهم في زيادة الوزن واختلال التوازن الهرموني.
10- تساعد في التئام الجروح من خلال لعب دور في إنتاج الكولاجين
المعادن مثل المنغنيز، مُهمة في عملية التئام الجروح. كما يتطلّب التئام الجروح زيادة في إنتاج الكولاجين.
المنغنيز ضروري لإنتاج بروتين الأحماض الأمينية، وهو ضروري لتكوين الكولاجين وتضميد الجراح في خلايا الجلد البشرية. كما تظهر الأبحاث المُبكرة أن استخدام المنغنيز والكالسيوم والزنك على الجروح المُزمنة لمدة 12 أسبوعاً قد يحسن الشفاء.
كم يحتاج الجسم من المنغنيز؟
يعتمد المقدار الموصى به من المنغنيز على العمر والجنس:
- الرجال: 2.3 ملليجرام يوميًا.
- النساء: 1.8 ملليجرام يوميًا.
- الحوامل: 2.0 ملليجرام يوميًا.
- المرضعات: 2.6 ملليجرام يوميًا.
- الأطفال من 1 إلى 3 سنوات: 0.6 ملليجرام يوميًا.
- الأطفال من 4 إلى 8 سنوات: 0.9 ملليجرام يوميًا.
- الأطفال من 9 إلى 13 سنة: 1.6 ملليجرام يوميًا.
- الأطفال من 14 إلى 18 سنة: 2.0 ملليجرام يوميًا.