لينكد إن (LinkedIn)منصَّة تواصل اجتماعي لجميع المُحترفين، فهي المنصّة الأشهر التي يستخدمها المهنيين من مُختلف أنحاء العالم، لكن الكثير لا يعلمون جذورها، والرحلة التي سلكتها ومن أين أتت؛ لذلك نُقدّم لك هذا المقال لشرح تاريخ لينكد إن ومراحل تطورها.
ما هو لينكد إن؟
على عكس شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل:فيس بوك (Facebook)وتويتر (Twitter) وغيرها، والتي غالبًا ما تكون هدفها ترفيهي، يهتم لينكد إن (LinkedIn) بالمهنيين أصحاب الأعمال المُحترفين، فهو مُرتبطًا بربط المهنيين في العالم لجعلهم أكثر إنتاجية ونجاحًا.
ويُنشئ المستخدمون من خلال لينكد إن صفحات ملف شخصي لها هيكل مشابه للسيرة الذاتية (CV)، حيث يُمكن لهم من خلالها تلخيص حياتهم المهنية والإعلان عن مهاراتهم الخاصة، كذلك إدراج تاريخ تعليمهم وتوظيفهم وخبراتهم.
وتتشكَّل الاتصالات بين المستخدمين عندما يقبل أحدهم دعوة من الآخر للانضمام إلى شبكته، كما يُتيح لينكد إن للمُستخدمين تعزيز حياتهم المهنية وتطويرها من خلال البحث عن وظائف، وتلقي توصيات من مستخدمين آخرين والتواصل مع المُحترفين والاستفادة من خبراتهم.
كما أن الاشتراك في لينكد إن مجاني، ويُوفّر العديد من الميزات المُفيدة، لكن بإمكان أي مُستخدم ترقية حسابه المجّاني إلى أحد اشتراكات بريميوم (Premium)، مُقابل اشتراك شهري، للحصول على المزيد من الخدمات والميزات.
مراحل تطور لينكد إن:
تم تأسيس موقع لينكد إن من قبل ريد هوفمان (Reid Hoffman) في شهر ديسمبر من عام 2002م، فهو أقدم من يوتيوب (YouTube) وفيس بوك (Facebook) وتويتر (Twitter)، وقد تم إطلاقه رسميًّا في الخامس من شهر أيار من عام 2003م، وقد كان ريد هوفمان سابقًا في مجلس إدارة جوجل (Google) و(Ebay) و(PayPal)، وهذا يُفسّر بعض الشيء التكامل الكبير بين جوجل ولينكد إن.
بالإضافة إلى ريد هوفمان انضم إلى فريق تأسيس لينكد إن كل من: ألين بلو (Allen Blue) وكونستانتين جيريك (Konstantin Guericke) وإريك لي (Eric Ly) وجان لوك فايلانت (Jean-Luc Vaillant)، حيثُ قام ريد هوفمان بتشكيل هذا الفريق من الزملاء القدامى من جوجل و (PayPal) للعمل على فكرة لينكد إن، وقاموا بإعداد مكتب في شقة ريد المكونة من غرفة نوم واحدة.
واستغرق الأمر معهم خمسة شهور حتّى قاموا بإطلاق الموقع رسميًا، كما واجه في البداية شيء من البطء في النمو مع وجود 20 مستخدم مسجل في الموقع. وفي نهاية عام 2003م وبداية عام 2004م، خطى لينكد إن خطوة كبيرة إلى الأمام، عندما تم إضافة القدرة على تحميل دفتر العناوين لدعوة الزملاء، كما أدخلت ميزة المجموعات والشراكاء مع أمريكا، للترويج للعملاء، لأصحاب الأعمال الصغيرة، وهذا بالفعل ساهم في توسيع نطاق لينكد إن وأصبح عدد الأعضاء يصل إلى 1,217,647 في بداية 2004م.
وفي بداية عام 2005م، تم توسيع مكان عمل لينكد إن، وبدأت بتطبيق خدمة الاشتراكات المدفوعة، ووصل عدد الأعضاء المُشتركين في لينكد إن إلى 4,192,941. وفي بداية عام 2006م، كان لدى لينكد إن أكثر من 5 ملايين عضو (5،098،823)، وأطلقت ملفات شخصية عامة كسجل لحياتك المهنية الحالية والسابقة. كما كانت 2006 السنة الأولى التي حققت فيها لينكد إن أرباحًا. وأطلقت لينكد إن أيضًا في هذا العام توصيات، كما أتاحت خدمة الأشخاص الذين قد تعرفهم (People you may know) لتسهيل التواصل بين الناس، وكلا الخدمتين لا تزالان قيد الاستخدام حتى يومنا هذا.
وفي عام 2007م بدأت الأمور تزداد خطورة، قرّر ريد هوفمان التركيز على تشغيل المنتج، وصعد دان ناي لقيادة الشركة، وكان هناك 17،131،764 عضو في بداية عام 2007. وبدأت لينكد إن بالابتعاد عن قاعدتها الأمريكية مع أول مكتب دولي لها في المملكة المتحدة وفتحت النسختين الفرنسية والإسبانية من المنصة لأعضائها 33،077،647 في بداية عام 2008.
ونظرًا لأن عدد المستخدمين تجاوز 55 مليون في بداية عام 2009م، كان هناك تغيير في القمة مع وصول جيف وينر الذي انضم لأول مرة كرئيس ثم أصبح الرئيس التنفيذي، حيث كانت أولويته توضيح مهمة لينكد إن الأساسية وقيمها لتحديد بعض الأولويات الاستراتيجية.
ومع دخول الأعمال في عام 2010م، بدأت لينكد إن في النمو بسرعة مذهلة مع 85،411،764 عضو في بداية العام، وتم فتح المزيد من المكاتب حول العالم لنقلها إلى عشرة مواقع دولية وأكثر من 1000 موظف في الفريق. وفي عام 2011م، أصبحت الأمور خطيرة للغاية مع الإدراج في بورصة نيويورك (بسعر 45 دولارًا للسهم الواحد)، وفي نهاية العام، حيث كان لدى لينكد إن أكثر من 135 مليون مستخدم.
وفي عام 2012م، تم تغيير واجهة لينكد إن، حيثُ تم التركيز على جعل لينكد إن أكثر بساطة للمُستخدمين، حيثُ أصبح يُقدّم مظهرًا جديدًا لصفحات الملف الشخصي والميزات الجديدة والإصدارات المحدثة من تطبيقات الجوال الخاصة بهم ولهذه الغاية، تم إصدار تنسيقات ووظائف ملف تعريف، وانضم أكثر من 50 مليون عضو إضافي العام الماضي ليصل عدد الأعضاء إلى 186.930.823 في بداية عام 2012.
حدث اختراق لينكد إن (LinkedIn) الشهير لعام 2012م؛ ممّا أدّى إلى اختراق البيانات الشخصية لأكثر من 6 ملايين مستخدم. وفي شهر يوليو من عام 2012م، حصلت لينكد إن على 15 براءة اختراع رئيسية مقابل 4 ملايين دولار.
وبدءًا من شهر سبتمبر من عام 2012م، بدأ لينكد إن بالسماح للمستخدمين بتأييد مهارات بعضهم البعض، وتم إطلاق برنامج (LinkedIn Influencers) في شهر أكتوبر، ويجمع بين أكثر من 300 من كبار قادة الفكر في العالم بما في ذلك بيل جيتس وريتشارد برانسون وديباك تشوبرا لمشاركة رؤاهم المهنية مع مجتمع لينكد إن.
وفي عام 2013م، بلغت لينكد إن العاشرة من عمرها واحتفلت بعيد ميلادها بأناقة، ليس فقط مع الكثير من الصحافة وحفلة كبيرة، لكن مع أكثر من 225 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم، وبمعدل يزيد عن عضوين جديدين في الثانية. كما تم تخفيض سن دخول لينكد إن واستهدفت الخريجين وأولياء الأمور.
وفي 23 من شهر يوليو من عام 2013م، أعلنت لينكد إن عن خدماتها الإعلانية الجديدة: التحديثات الدعائية. وفي شهر أكتوبر، أعلنت عن خدمة لمستخدمي آيفون (iPhone) تسمى (Intro)، التي تُدرج صورة مُصغَّرة لملف تعريف شخص لينكد إن في مراسلات مع ذلك الشخص عند قراءة رسائل البريد في برنامج بريد iOS الأصلي.
وفي عام 2014م، نمت لينكد إن وتطورت بشكل كبير مع وجود أكثر من 5400 موظف بدوام كامل، ولها مكاتب في 27 مدينة حول العالم لتعكس بصمتها في أكثر من 200 دولة، حيثُ كانت أسرع المناطق نموًا هي الخريجين والطلاب عندما يبدأون في إدراك المنصة والاستفادة منها.
والآن تجاوز عُمر لينكد إن 17 عام، وأصبح أحد أشهر المواقع في العالم، كما تجاوز عدد مستخدميه 350 مليون مستخدم على مستوى العالم، وهو إحصائيًا يمثل غالبية المهنيين.