ما هي أخلاقيات المرشد في المجال الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مهنة التوجيه والإرشاد النفسي في المجال الرياضي:

بما أن التوجيه والإرشاد النفسي هو مهنة، فهذه المهنة هي عبارة عن طريق تطبيقي لعلم النفس الرياضي واتجاهاته، وهو عبارة عن تخصص يتم دراسته بمستويات علمية متعددة، وبما أن هذه المهنة لها قدر كبير من الأهمية والخطورة في علاقات الرياضيين المسترشدين والقيام بالإطلاع أو معرفة أسرارهم، فمن الواجب أن يكون لهذه الأسرار أسس أخلاقية يقوم الجميع بالتقيد بها خلال ممارستهم لهذه المهنة؛ لأن هذه الأسس الأخلاقية هي التي تقوم على تنظيم أعمال المرشدين وتقوم بوضع القواعد العامة التي تعمل بمساعدتهم على توخّي الحذر من الوقوع في كل ما يلحق الضرر بهم وبغيرهم، وهي تساهم في العمل على توفير الأمان للمهنة في حال حصول مشاكل مع أحد من الزملاء في المهنة.

وتعد الأسس الأخلاقية بأنها ذات أهمية عالية في مهنة الإرشاد النفسي، وهي عبارة عن مسؤولية بالنسبة للمرشد في المجال الرياضي فمن الواجب عليه أن يكون مدركاً أن قاعدة الدين هي أساس الأخلاق، حيث أن قيامه بالالتزام بالأخلاق الحميدة التي يحث عليه الإسلام سيبقي تصرفاته في المسار السليم.

بعض أخلاقيات المرشد في المجال الرياضي:

صفات عامة:

  • على المرشد في المجال الرياضي أن يتصف بالأخلاق الحميدة قولاً وفعلاً، وعليه أن يكون قدوة حسنة في عدة صفات مثل؛ الأمانة والصبر وتحمل المسؤولية بدون ملل أو يأس.
  • على المرشد في المجال الرياضي أن يتصف بالمرونة في التعامل مع جميع حالات الرياضيين، وعدم قيامه بالتقيد  بمجموعة من الأساليب المعينة في محاولة فهم متطالباتهم الإرشادية، فصفة المرونة تعتبر هي الطريقة التي تمكن المرشد من أن يستمع إلى أفكار الرياضيين وإلى احتياجاتهم ومشاكلهم، فهو يعتبر الشخص الوحيد في المجال الرياضي الذي يجب عليه أن يقبل بذلك مهما كان إسلوب الرياضي سيء أو مخطئ؛ وذلك حتى يتمكن المرشد من مساعدتهم على حل مشاكلهم بطريقة جيدة بعيده عن الخطأ.
  • على المرشد في المجال الرياضي أن يتميز بإخلاصه في العمل، وتقبله لفكرة أن العمل في نطاق التوجيه والإرشاد هو عبارة عن رسالة وليس وظيفة، وذلك بعيداً عن الرغبات والأهداف الشخصية؛ وذلك بسبب أن الوظيفة تؤدي بالمرشد النفسي إلى القيام بعمل هو مجبور عليه بدون قيامه بمحاولات من الإبداع أو التطوير من نفسه، أما بالنسبة للرسالة فهي التي تقوم على تبني المرشد لقضية ما والإيمان بأنها عبارة عن مهمة، ومن هنا يجب على  المرشدين أن يكونوا صريحين وجادين مع أنفسهم ويقومو بتحديد ما الذي يريدون؛ هل ميولهم للإرشاد النفسي يكون من أجل القيام بالتغيير أو للقيام بالهروب من العمل، أم هو عبارة عن قناعة تامة بأن هذه المهنة مهمة وأنها من أجل المساعدة في إصلاح الرياضيين والمساعدة في بناء المجتمع الرياضي.
  • على المرشد في المجال الرياضي أن يتجنب من قيامه بعمل علاقات شخصية مع الرياضيين، بل يجب أن تكون العلاقة بينهم عبارة عن علاقة مهنية؛ لان المرشد في المجال الرياضي يعتبر هو الشخص الأقرب لأنفس الرياضيين، ولذلك فإنه من الممكن أن تنشأ بينهم علاقات شخصية، ووفقاً لطبيعة عمل المرشد النفسي ونفسية بعض الرياضيين فهذا يعتبر أمر خطير إذا حدث ضرر يؤثر على المرشد أو على العملية الإرشادية، ولذلك فإنه من الواجب على المرشدين أن حماية أنفسهم من خلال وضع حدود في العلاقة المهنية من دون القيام بتحويلها إلى علاقات شخصية خاصة.
  • على المرشد في المجال الرياضي أن يبتعد عن حالة التعصب، وقيامه بالالتزام بأسس العمل في المهنة، فالمرشد يقابل مجموعة من الرياضيين وهم عبارة عن فئات متعددة من أفراد المجتمع، فمنهم القريب له من جهة العائلة أو من الجهة السياسية، ومنهم البعيد، ومنهم من يكون قد يعرفه أو قد أن يكون من المنطقة التي يعيش فيها، فعند قيامه بالاتجاه نحو إقامة علاقات مهنية من اعتبار تحكمه القرابة أو المعرفة الشخصية أو الانتماء لجهة معينة، فهو قد حكم على ذاته بالفشل المهني.
  • على المرشد في المجال الرياضي أن لا يقوم باستخدم آليات فنية أو أساليب مهنية لا يمكنه أن يجيد تطبيقها أو لا يستطيع أن يفسير نتائجها، وهنا لا يمكن له من الاجتهاد على حساب أشخاص آخرين، فمن الواجب عليه عدم قيامه باستخدام اختبارات عقلية أو نفسية وهو ليس لديه الخبرة العملية التي تقوم بمساعدته في محاولة التعامل مع هذه الاختبارات بطريقة لا تؤدي بذلك إلى إلحاق الضرر بالرياضيين.
  • على المرشد في المجال الرياضي عدم قيامه باستخدام أي نوع من أجهزة التسجيل، سواء كان ذلك من خلال استخدام الكاسيتات أو الفيديوهات أو عن طريق استخدام أي نوع من الأجهزة الأخرى، إلا من خلال أخذ إذن مسبق وموافقة من الرياضي.
  • على المرشد في المجال الرياضي عدم قيامه بتكليف أحد غيره من زملاءه المرشدين في مجال عمله بالقيام بمهامه الإرشادية بدلاً منه.
  • على المرشد في المجال الرياضي عدم قيامه على محاولات من استفزاز الرياضيين؛ وذلك بهدف محاولة الكشف عن مشاكله مما يؤدي إلى تخلخل الثقة بينهما.
  • على المرشد في المجال الرياضي عدم تدخله في ديانات الرياضيين من غير ديانته، وقيامه باحترام جميع الديانات السماوية.

صفة السرية:

نظراً لأن المرشد النفسي في المجال الرياضي سوف يتعرف على أسرار الرياضيين في حياتهم العملية والخاصة، ويتعرف على أفراد أسرتهم خلال قيامه بمحاولة دراسة حالاتهم، فيجب عليه القيام بمحاولة الحفاظ على السرية في المعلومات التي يقوم بمعرفتها، فعندما لا يقوم المرشد النفسي بالمحافظة على خصوصية العلاقة بينهما، فهو قد أخلف بعهد أساسي وهام جداً من عهود وأساسيات مهنة التوجيه والإرشاد، وتتضمن السرية في العلاقة على التزام المرشد النفسي بالأمور التالية:

  • أن يقوم بالالتزم بالأمانة فيما يتم تقديمه له أو فيما يتم اطلاعه عليه من أسرار شخصية خاصة بالرياضي، ومن مسؤولية تم تأمينه عليها دون قيامه باطلاع غيره عليها وبأسلوب يحفظ خصوصيتها.
  • أن يقوم بالالتزم بعدم التشهير بأي من المعلومات الخاصة التي تخص الحالات التي يعمل على دراستها وتشخيصها.
  • أن يقوم بعدم إعطاء أي نتائج لدراسات من حالات الرياضيين، واكتفائه بإعطاء توجيهات لمن يهمه وضع الرياضي لمحاولة التعامل مع حالته ومعالجتها.
  • في حال تم طلب معلومات خاصة عن حالة لاعب رياضي معين من قبل جهات أمنية أو جهات قضائية، فيجب على المرشد النفسي القيام بإعطاء معلومات قليلة وبقدر الإجابة على اسئلتهم فقط، والقيام بإخبار الرياضي عن ذلك.

العلم والمعرفة:

وتعني أن تتواجد لدى المرشد النفسي معلومات كاملة عن طبيعة الرياضيين وسلوكهم ومراحل تطورهم ونوع المشكلات التي غالباً ما يواجهونها في حياتهم الرياضية أو العملية، ومعرفته بأساليب وطرق التعامل مع هذه المشكلات، وقيامه بتوضيح النظريات التي تعمل على تفسر سلوك الرياضيين وأسباب حدوث المشكلات، وكذلك معرفته بواقع المجتمع والوسط الرياضي الذي يعمل به، وأن يحاول بصورة مستمرة ودائمة على التطوير من نفسه في الجانب الإرشادي وذلك عن طريق:

  • أخذ مجموعة من الدورات التدريبية، والاستمرار في مجال التعليم.
  • القيام بالمشاركة في المؤتمرات الخاصة بالإرشاد في المجال الرياضي، والمشاركة في الندوات المتعددة.
  • القيام بمواكبة التطورات الرياضية المتخصصة بالإرشاد، ومعرفة المراجع الجديدة.
  • محاولة القيام بالاستفادة من تجارب الزملاء في المهنة نفسها.
  • محاولة استكمال الدراسة من خلال الوصول إلى الدراسات العليا.

وجود الخبرة:

تُعدّ الخبرة هي الجانب الأدائي في مهنة التوجيه والإرشاد النفسي؛ ولذلك يحتاج المرشد إلى عدة مهارات وأولها مهارة تكوين علاقة توجيهية وإرشادية والتي تتكون من مهارات الملاحظة ومحاولة الإصغاء والقيام بالتعبير، ومهارات وضع الألفة والمحبة مع الرياضيين، ومهارات توفير البيئة الآمنة، ومن ثم مهارات القيام على دراسة المشكلات ومحاولة تشخيصها ووضع الأهداف لاختيار أساليب التوجيه والإرشاد النفسي، ومن ثم العمل على تقييم عملية الإرشاد وبالتالي انتهاء العلاقة الإرشادية.

فالمرشد النفسي الواعي والمثقف يلتزم بأسس مهنة الإرشاد، فلا يدعي بأن عنده الخبرة والمهارات المتعددة بل يحاول بشتى الوسائل والطرق تطوير وتحسين قدراته، وذلك تحت إشراف مختصين.

الكرامة في المهنة:

بما أن عملية الإرشاد النفسي مهنة يعمل بها مجموعة من الأشخاص المختصين، فإنه يتطلب منهم ان يتغاضو عن كل من هدفه القيام بالإساءة إلى المهنة وتشويه سمعتها، فعلى المرشد أن يرتفع بنفسه عن أي عمل من شأنه أن يلحق الضرر بسمعتة المهنية.


شارك المقالة: