يمارِس العديد من الأفراد الرياضات الهوائية مرتفعة الشِدّة على سبيل المثال: الألعاب الجماعية، الكارديو، والعديد من الرياضات الأخرى. ومن أكثر الرياضات مرتفعة الشِدّة ممارَسةً هي رياضة الجري؛ حيث أنها من أشهر الرياضات في العالم، ويفضل معظم الأشخاص القيام بممارستها صباحاً قبل شروق الشمس.
يمارس الأفراد الجري لما له من فوائد عظيمة لا تعد ولا تحصى، ومن أهم هذه الفوائد: الحفاظ على اللياقة البدنية، الحفاظ على الصحة العامة، زيادة قوة الركبتين، زيادة قوة عضلات الجسم، تنزيل الوزن، والوقاية من الأمراض المزمنة.
لكن بغض النظر عن الفوائد الجسدية لرياضة الجري لا بد من التنويه على أن هنالك فوائد ذهنية. وفي هذا المقال سنتحدث عن أهم الفوائد الذهنية لرياضة الجري.
الفوائد الذهنية للجري:
1- أكدت الدراسات التي تمَّ تطبيقها على الرياضيين الذين يقومون بممارسة الجري، أنَّ الجري لا يتطلب تشغيل القدمين، القلب، وعضلات الجسم فقط بل يتطلب بنفس المقدار تشغيل الدماغ؛ حيث عندما تمت مقارنة أدمغة الأفراد الذين لا يقومون بممارسة الجري مع الأفراد الذين يقومون بممارسته، وَجَد الباحثون أن هنالك وصلات بشكل أكبر في أدمغة الرياضيين وهذه الوصلات مسؤولة عن عمليات التفكير والإدراك.
2- أكد الباحثون أن الجري يتطلب مهارات ليست بالبسيطة أو السهلة؛ حيث أنَّه يتطلب وضع خطة، الاستجابة للمتغيرات المختلفة التي يراها أمامه، والتوافق بين جميع عضلات الجسم. لا بد من التنويه على أن القيام بجميع هذه المهارات يتطلب تشغيل للدماغ وجميع العمليات الذهنية.
3- قام الباحثون بإجراء دراسة على طلاب في مدرسة؛ حيث قام الطلاب بالجري المتقطع، وبعد ذلك تمَّ وضع اختبار “ستروب” أمامهم؛ حيث أنَّ اختبار ستروب هو: اختبار لقياس القدرات الذهنية. تمَّ اخضاعهم للاختبار مرة أخرى بدون ممارسة الجري مع جمع النتائج، وبعد المقارنة تبين أن النتائج كانت أفضل بعد القيام بالجري.
4- ارتفاع النتائج الدراسية؛ حيث أكد الباحثون أن التلاميذ الذين قاموا بممارسة رياضة الجري ارتفعت نتائجهم الدراسية بمعدل 5%.
5- ارتفاع القدرة على التركيز؛ وذلك من خلال التأثيرات النفسية الناتجة من عملية الجري؛ حيث تؤدي تلك التأثيرات إلى تغير في الروابط العصبية، مما يؤدي إلى تحسين جميع العمليات الذهنية خصوصاً التركيز.