الدفاع عن النفس من الصفات الغريزية التي تولد مع الإنسان، فما يدفع الإنسان للدفاع عن نفسه هو من أجل البقاء وتوفير الطعام. ويبذل أقصى ما لديه من قوة وطاقة لمقاومة الأعداء. والقوة التي يمتلكها الإنسان هي طريقة للسيطرة على الآخرين.
كيفية تطور الدفاع عن النفس:
ظلَّ شعار الإنسان القديم لفترة طويلة هو القوة، حيث كان يملك هذا الحق ويسمح له بالبقاء والتمتع بالحياة والنجاح فيها، حتى أصبح الضعف عندهم جريمة يخجل منها الفرد. وبظهور السلاح بأنواعهُ إذا أمكن للإنسان أن يستخدم في حماية نفسهُ ضد أي اعتداء؛ ممّا أدى إلى إرهاق الأرواح وكثرة الجرائم بسبب وبغير سبب. وأصبح قوة خطيرة في يد من يجيد استعماله وجاء السلاح مكان القوة الجسدية.
وثمّ تطوَّرت الحياة وعملت الدولة على توفير الحماية والحاجات الأساسية للعيش والبقاء؛ كالطعام والأمن والأمان بحيثُ أصبحت الدولة ممثلة برجال الشرطة وعقاب المعتدين ومنعت السلاح. وسمحت بالدفاع عن النفس إذ لم يكن هناك رجال الشرطة.
وبقي الكثير يستخدمون السلاح خفيةً للدفاع عن النفس أو عدم ضبطهم للعواطف والسيطرة عليها، لهذا ظهر في القرن العشرين حركات معينة تحلّ محلّ السلاح في حماية الفرد لنفسه، حيث تُساعد هذه الحركات على زيادة قوة الفرد ويمكنهُ من التغلّب على المعتدي في وقت قصير وبأقل جهد.
وقد مارسها رجال الشرطة ثمّ تعلمها الأفراد العاديون؛ بحيثُ أصبحت وسيلة لهم في الدفاع عن النفس في المواقف التي لا يمكن للشرطة التواجد بها أو تأخرهم. وهذه الحركات الدفاعية عملت على زيادة ثقة الأفراد بأنفسهم والاعتماد عليها، كما تُنمّي في نفس الفرد الشجاعة والتحمل والقوة وعدم الخوف.
وتتكوَّن الحركات من نوعين قد تكون دفاعية أو هجومية. وإذا اعتدى الشخص وقاوم يتم رد الاعتداء وتُسمّى حركات دفاعية. وإذا اعتدى الشخص على الآخر وتدخّل لمنع هذا الاعتداء فهذه الحركة تُعتبر حركات هجومية.
وأصبح الرِّجال الضعيفين وغير القويين يسيطرون على الرِّجال الأضخم منهم وأكثر قوة؛ وذلك بسبب فهمهم للحركات بشكل صحيح وتعلموا كيفية استخدامها والاستفادة منها.
وهذه الحركات تعتمد على السرعة في الأداء وتؤثر على المفاصل، كما تُخلّ بتوازن الجسم وتُقيّد حركته وتشلّ مقاومته بفترة قصيرة وجهد أقل. ولا يوجد لهذه الحركات قوانين تحكمها ولا تلتزم بزيّ معيّن، حيث تمارس في أي وقت وأي مكان إذا لزم الأمر والهدف منها التغلب على الخصم.