تاريخ فن الشوتوكان القتالي

الشوتوكان: هو من أقوى الفنون القتالية ويُصنّف من ضمن أنواع الكاراتيه، ويُعتبر النوع الأكثر انتشاراً في العالم، تم تأسيسه على يَد “غيشين فوناكوشي”.

تاريخ الشوتوكان:

تُشير الوثائق التاريخية أنه في عام 1609 م شنَّت اليابان الحرب على جُزر أوكيناو، حيث قضت على استقلالها وجرَّدت سكّان الجزيرة من الأسلحة واعتبر أي شخص يحمل السلاح في أوكيناوي مجرم، وقد أدى إلى عدم سماح حاكم منطقة (كاجوشيما) استخدام الأسلحة إلى ظهور فاعلية طرق الدفاع عن النفس، وبدأ شعب أوكيناوى بفن الدفاع عن النفس بدلاً من الأسلحة التي جرّد منها الشعب، حيث أُطلق على فن الدفاع عن النفس في الجُزر في هذا الوقت (السلاح المختص) أو (اليد الخالية).
وتم فتح ثلاث مدارس بالخفاء بمنطقة اوكيناوا لتعليم القتال والدفاع عن النفس، حيث كان مقرَّها ثلاث مدن رئيسية وهي (شوري، ناها، توماري). وكانت تعليمات الفن القتالي تُنقل بشكل شفهي وعملياً، فعندما عَلِمَ حاكِم الجُزر بأمور هذه المدارس طلب من بعض الرِّجال أن ينتشروا في البلاد ويتعاملوا كأفراد الشعب؛ حتى يسهل لهم الوصول لأماكن المدارس، وعندما تمكَّنوا من ذلك قاموا رجال الحاكم بإحراق المدارس وقتل الطلاب الذين يتعلّمون والمعلمين؛ للقضاء على هذا السلاح نهائياً، حيث استطاع بعض المعلمين والطلاب الهروب والنجاة من هذه المجزرة ومنهم من هاجر إلى عدة بلاد ومنهم من بقي بالجزيرة متخفياً.
والسيد (فوناكوشي جيتشن) هو من أبناء اوكيناوا وهو من مواليد 1866 م. وقد سافر إلى اليابان وقام بتأسس مدرسة لتعليم فن الدفاع عن النفس وأطلق عليه (كاراتيه) باللهجة اليابانية؛ أي فن قتال اليد الخالية والعديد من اللاعبين مبدعين في هذا الفن، بحيثُ حاول “شيهان فونا كوشي” أن ينشر طريقته الجديدة باليابان وقد أسس عام 1917 م. فذهب إلى الأستاذ (جيوجوروكانو) في جامعة (كودوكان) وهو مؤسس الجودو قدم له عرضاً في فنون الكاراتيه، وأقام أفضل تلاميذه في (كودوكان جو دو) ونجح وأخذ مكانة كبيرة وحصل على إعجاب الجميع.
وقد دعت وزارة التعليم اليابانية السيد (فوناكوشي) لتقديم عرض أمام المسؤولين ونجح العرض، حيث أصبح فن له قيمة باليابان، كما أُدخل ضمن مناهج التربية الرياضية بالمدارس اليابانية. وفي ذلك الوقت كانت بعض قبائل أوكيناوا تستعمل حركات الدفاع عن النفس في الفعاليات والمهرجانات، من خلال الرقص الإيقاعي وتغيّرت هذه الرقصات وأصبحت تمارس على شكل أساليب، مثل الركل واللكم وأصبحت تستخدم كأسلوب للدفاع عن النفس.