قتال الزورخانة: وهو من أشهر الفنون القتالية التقليدية في إيران، والتي تمارس من أجل التمسك بالإرث الحضاري والتفاخر بالماضي، حيثُ أن اليونسكو قد وضعت في عام 2010 م هذا الفن القتالي الزورخانة التقليدي الإيراني في قائمة تراثها؛ كدليل آخر على نطاق الأهمية للفنون القتالية الإيرانية.
ولهذه الفنون القتالية طابع ديني يُعلّم اللاعبين على الأخلاق الفاضلة من صبر، إيثار، سماع للمواعظ، الأدعية والتواشيح، ولكنها تنحَّت عن هدفها خلال السنوات الماضية، لتكون استعراضات تجارية؛ ممّا أساءت لهذه الرياضة “المقدسة”، حسب تعبير اتحاد قتال الزورحانة، وأن قتال الزورخانة ظهر من جديد كفن قتالي مستقر يدل على المنافسة والاستعراضات، فهدفها هو التربية والقوة قبل أي شيء آخر.
كيفية ممارسة اللاعبين قتال الزورخانة:
- يتم ممارسة قتال الزورخانة من خلال حمل اللاعب اثنين أو أكثر من الأميال (أداة)، ويبدأ برميها مثل ألعاب الخفة، و”الكبادة” وهي آلة حديدية شبيهة بخشبة القوس، وتحيط بها مجموعة حديدية، وتحتوي على حلقات يلعب بها المصارع المحترف فقط؛ وذلك بجعلها تلف حول رأسه بشكل سريع وبحركات شبه دائرية خطرة.
- الزورخانة تبدأ نشاطاتها ببمارستها بشكلها التقليدي حيثُ يقوم اللاعبين في البداية بالاستماع للقرآن، ويكون بعدها سماع صوت الطبل بشكل منتظم، وينشد الكلمات الدينية والنشيد العراقي، وبعدها يهرول المدرب هرولة بسيطة للإحماء، ويقوم اللاعبين بأداء الإحماء برفقة المدرب وبعده، وتبدأ حركات (الشناو)، ثمّ رفع الأميال من قبل اللاعبين، وتنتهي بشكلين من النزالات: الأول تسمى “الحلواني” وهو نزالات تجريبية، والثانية تسمى نزالات “الخصماني” وهي منافسات بين اللاعبين في الفن القتالي.
- وأن الزورخانة فن قتالي يُنمّي ويطوّر الأخلاق الدينية، وينبع منه التربية الصحيحة والقائمة على احترام النفس والآخرين. وأوضح اللاعب “المنكوشي” الذي حصل على ميداليتين ذهبية وفضية في منافسة آسيا للشباب في طاجيكستان، أن هذا الفن القتالي يقوي اللاعب من الناحية الجسدية والنفسية؛ بسبب التمارين القاسية التي يواجهها اللاعب، وتقوي النفس؛ لأنها تدرب على الانتظام وعدم الانفعال والدقة بأداء الحركات.
- ويجب على لاعب الزورخانة أن يتحلى بعادات، أمور أخلاقية، سلوكية، أن يكون ذو أخلاق عالية، نبيلة، لديه روح التواضع، ألا يكون مغرور بقوته ويكون أمين ومحباً لأهله. وتنتهي فعاليات هذه الفنون القتالية خلال فصل الشتاء لتستأنف ثانياً في فصل الربيع من كل عام.