يرتبط روتين اللياقة البدنية المنتظم بمنافع متعددة مثل تقليل الوزن، تحسين صحة القلب وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين؛ لكن لا بُدّ من التنويه على أن بقاء الفرد نشيطا وبحالة جسدية ممتازة يتطلب أخذ قسط من الراحة بين التمارين الرياضية طوال أيام الأسبوع، وعليه أن يأخذ يوم عطلة بين الحين والآخر.
لماذا يكون إجهاد العضلات نقمة على صحة الأفراد؟
من الممكن أن تبدو فكرة أخذ يوم عطلة معاكسة لفكرة خسارة الوزن، وقد يشعر الفرد بالذنب قليلاً لعدم التحرك عمداً؛ لكن من المهم لا يدع تلك الأفكار تسيطر عليه؛ حيث أن منح الجسم الراحة الكافية لا يقل أهمية عن ممارسة الرياضة، وممارسة التمارين الرياضية عالية الشدة تضغط على الجسم وتضر بأنسجة العضلات، ويوم راحة يمنح الأنسجة الوقت الذي تحتاجه للإصلاح، للتعافي، وللحصول على عضلات أقوى.
وإن البقاء على نشاط خفيف في أيام الراحة يتيح لعضلات الفرد وقتاً لتجديد طاقتها وإعادة بنائها، وإذا واصل الفرد العمل بنفس المبدأ الذي يستخدمه في روتين التمرين دون أخذ يوم راحة في حالة مستمرة من الجهد، فمن الممكن أن تنشأ اختلالات داخل الجسم؛ لأن العضلة المنهكة ليست بنفس الفعالية، وإذا قام الفرد بدفع جسمه بقوة شديدة في كثير من الأحيان دون انقطاع، فمن المحتمل أن ينتهي به الأمر بإصابات وألم.
ومن الممكن أن يؤدي الإرهاق إلى إصابات، وجع في المفاصل، وإرهاق بدني ونفسي، والإفراط في التدريب من الممكن أن يتسبب في انخفاض كثافة العظام؛ حيث أن التدريب المكثف بصورة كبيرة بدون فترة استشفاء كافية من الممكن أن يؤدي إلى زيادة الالتهاب وامتصاص العظام لاحقاً، وعندما يعاني الفرد من فقدان كثافة العظام فإنه يميل أكثر إلى كسور العظام، والأفراد المحترفون يعرفون أهمية أخذ قسط من الراحة؛ لأن الجسم ليس الشيء الوحيد الذي يحتاج إلى إجازة من التدريب.
وتساعد أيام الراحة في الوصول إلى سلوك صحي تجاه ممارسة الرياضة؛ حيث أن قضاء ساعات طويلة كل يوم في ممارسة التدريبات الرياضية أو دفع الجسد إلى ما هو أبعد من قدرته على التحمل ليس أمراً صحياً جسدياً أو عقلياً، وتتيح للفرد أيام الراحة إيجاد بعض المساحة، والتي من الممكن أن تساعد في الحفاظ على حدود صحية من خلال ممارسة الرياضة.