ما هو المناخ الفعال للفريق في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


المناخ الفعال للفريق في علم الاجتماع الرياضي:

يظهر مناخ وجو الفريق من كيفية إدراك اللاعبين للعلاقات بين أعضاء الجماعة، فعلى الرغم من أن المدرب سيكون لديه بالتأكيد تصوّر عن الفريق، إلا أن إدراك اللاعبين وتصوراتهم وتقييماتهم هي التي تحدد مناخ وجو الفريق، حيث يرى الباحث فيشر (باحث في علم الاجتماع الرياضي) أن المدرب له التأثير القوي على مناخ وجو الفريق، كما يؤكد الباحث زاندر (باحث في علم الاجتماع الرياضي) أنه يمكن تغيير بعض عوامل مناخ وجو الفريق بكل سهولة ويسر عن غيرها من العوامل، إلا أنها جميعاً يمكن أن تقوم بالتأثير على الأداء الفعال والمثالي للجماعة، ومن هذه العوامل (الدعم الاجتماعي، التميز، العدالة، التشابه)، وفيما يلي شرح لهذه العوامل:

  1. الدعم الاجتماعي: يرى الباحثان شوميكر وبرونيل (باحثان في علم الاجتماع الرياضي) أن الدعم الاجتماعي هو عباراة عن عملية تبادل للخبرات بين لاعبين على الأقل، وهما مقدم الدعم ومستقبل الاجتماعي الرياضي، حيث يهدف الدعم الاجتماعي الرياضي إلى تعزيز ورفاهية الفرد الرياضي في المستقبل، أما الباحث البرشت وادلمان (باحث في علم الاجتماع الرياضي) أشار إلى أن إظهار الدعم الانفعالي وتقديم التغذية الرجعية عن الأداء اللاعب، توجيه النصح والارشادات وتوضيح دور اللاعب، وتقديم تدعيم للسلوك الانفعالي والاستماع إلى اهتمامات ومشاعر الفرد الرياضي الآخر، حيث أن جميعهم تعد أمثلة عن سلوكيات الدعم الاجتماعي الرياضي.
    حيث يحتاج اللاعبون إلى الدعم الانفعالي من زملاء الفريق والمدربين والوالدين والأصدقاء، كما يتعبر الدعم الرياضي الإيجابي على درجة كبيرة وهامة من الأهمية، وبصفة خاصة عندما يشعر اللاعب بأنه يفتقر ويحتاج إلى الأداء الجيد أو لا يستطيع استغلال إمكانته وميوله، كذلك الاستجابات السلبية من أعضاء الفريق أو المدربين مثل النقد الشديد أو السخرية أو عدم الاهتمام، يمكن أن تؤدي ببساطة إلى تدمير اللاعبين.
    كما يجب على المدربين العمل على تحقيق التوافق الاجتماعي بين أعضاء الفريق الرياضي، والتأكد من أن جميع اللاعبين يتوافقون مع مفهوم الفريق ويقومون بدعم بعضهم البعض، كما أنه يجب على مدرب الفريق أيضاً أن يراعي عند إعداد فريقه للمنافسات وللعمل على خلق المناخ والجو الفعال للفريق، بحيث يشتمل على الاحترام والدعم والمحبة المتبادل بين أعضاء فريقه.
  2. التقارب: يرتبط الأفراد الرياضيين ببعضهم البعض عندما تتاح لهم الفرصة في التواجد بالقرب من بعضهم البعض، على الرغم من أن التقارب البدني الحركي والتقارب المهاري لا ينميان في العادة مفهوم الفريق، إلا أن الاحتكاك مع زملاء الفريق يشجع على التفاعل بينهم، فعلى سبيل المثال خلع الملابس والرحلات والمعسكرات التدريبية تعمل على المساهمة في تحقيق التقارب بين أعضاء الفريق، كما أن التفاعل بين أعضاء الفريق إضافة إلى تشابه اتجاهاتهم وميولهم يمكن أن يساعد في إرساء هوية الفريق.
  3. التميز: حيث يتم تحقيق التميز في عالم الرياضة من خلال الملابس الرياضية وشعارات الفريق وشروط العضوية والامتيازات الخاصة، كما أنه يختلف اللاعبون عن الأفراد العاديين من خلال برامجهم التدريبية البدنية المكثفة، والوقت القليل للمارسة الأنشطة الاجتماعية والعلاقات الوثيقة مع أعضاء الفريق، فعلى سبيل المثال فريق النادي الأهلي المصري و ريال مدريد أو الوحدات الأردني وغيرهم من الأندية الثانية تشجع على التميز، ففريق النادي الأهلي لكرة القدم معروف بزيَّه الأحمر وهو متميز عن الأندية المصرية الأخرى، والنادي الوحدات الأردني يتميز بزيه الأخضر، وعن طريق جعل أعضاء الفريق يشعرون بالتميز والتفرد عن الفرق الثانية، حيث هذا يساعد المدرب على وضع وصياغة مفهوم الفريق.
  4. التشابه: إن التشابه بين أعضاء الفريق في الالتزمات والاتجاهات والطموحات والأهداف، يعتبر من الأشياء المهمه في خلق مناخ إيجابي للفريق، حيث عادة ما يختلف أعضاء الفريق من حيث مستوى الاقتصادي والاجتماعي والسمات والصفات الشخصية والقدرات، لكن يستطيع المدرب العمل مع اللاعبين لجعلهم أكثر تشابهاً بواسطة عدة طرق منها مشاركة الجماعة في أهداف الأداء وقواعد التصرف في المباريات والتدريبات.
  5. العدالة: إن تفكير اللاعبين في الطريقة التي يعاملهم بها المدرب ستؤثر على مستوى التزامهم ودافعيتهم ورضائهم وميولهم، حيث يُفسّر الباحثون أن اللاعبين يُفسّرون العدالة في ثلاثة قضايا رئيسية وهي:
  • درجة التوافق بين تقييمات المدرب واللاعب بالنسبة لمهارات وإسهامات اللاعب للفريق.
  • الطريقة والأسلوب التي ينقل بها المدرب آرائه إلى اللاعبين.
  • إدراك اللاعب لمحاولات المدرب للقيام بمساعدته على التحسن وتحقيق السعادة للفريق وللاعب، حيث أن تحقيق العدالة بين أعضاء الفريق يؤدي إلى تماسك الفريق وزيادة جاذبية الأعضاء للفريق، أما الافتقار إلى تواجد العدالة يؤدي إلى تمزق وتششئت الفريق، لذلك يجب المدربين التعامل مع اللاعبين بأمانة ووضوح وعدل وصدق.

شارك المقالة: