تأثير الثقة العالية بالنفس على الجماعة الرياضية:
إن الثقة العالية بالنفس هي من أهم القيم السلوكية التي يمكن أن تعتمدها الفرق الرياضية، التي تؤدي إلى نجاحها واستمرايتها وتنميتها في عدة طرق ومسارات، حيث تجعل أعضاء الفريق الرياضي في حالة كانوا مؤمنين بها وتممسكين بتعليمها وفلسفتها ومنطقاتها، إلى الاعتقاد بأنهم قادرون على بلوغ أعلى الدرجات من اللياقة البدنية والتدريب الرياضي، كما أنها تعمل على تحقيق نجاحات باهرة في الألعاب الرياضية والسباقات والبطولات التي يخضونها مع الفِرق الثانية.
كما أنها تعمل على شعورهم بقدرتهم الغير محدودة على التذليل والتقليل من الصعوبات والمعوقات التي يواجهونها من خلال تعاونهم ووحدتهم وانسجامهم، كما تؤدي الثقة العالية بالنفسة إلى قوة الإرادة والتصميم عند الفِرق والجماعات الرياضية، حيث أن الفريق الرياضي الذي يتمسك بقيمة الثقة العالية بالنفس والقدرة غلى اتخاذ القرار الهام الضروري المستقل، هو الفريق الذي يمتلك الإرادة القوية في كيفية تنفيذ المهام والواجبات والمسؤوليات مهما كانت صعبة ومعقدة.
كما أن وجود الإرادة القوية عند الفريق الرياضي تمنكه من كيفية تنفيذ المناهج التدريبة والرياضية الشتاقة، كما أنها تعمل على رفع مستواه وتعمل على زيادة قابلية أفراده للممارسة النشاط الرياضي، بحيث يكونوا قادرين على تحقيق الفوز في جميع المباريات والسباقات التي يمارسوها معاً كفريق رياضي قوي ومتعاون ومتماسك.
أما في حالة كان الفريق الرياضي يفتقر إلى وجود الثقة العالية بالنفس وكيفية القدرة على اتخاذ القرارالمستقل؛ حيث يكون معنوياته ضعيفة ومنهارة ويمتلك إرادة مفككة وخططه وبرامجه مبعثرة وتضمانه مزعزع، حيث ينعكس الأمر سلباً على كفاءته التدريبة ولياقته البدنية ونتائجه في المباريات والسباقات الدورية والنهائية التي يخوضها مع الفِرق الثانية.
كما أن زرع قيمة الثقة العالية بالنفس عند أعضاء الفريق الرياضي والعمل على ترسيخها فيهم؛ بحيث تصبح جزءاً هاماً وضرورياً لا يتجزأ من شخصياتهم، حيث تلقى هذه المهمة على عاتق قائد الجماعة الرياضية أو على رئيس الفريق الرياضي الذي يسمى (الكابتن)، فضلاً عن المشرف أو المشرفين على شؤون الجماعة الرياضية، كما ينبغي على القائد أن يوضح لأعضاء الفريق بأنه معهم يداً واحداً في كيفية توزيع المهام والمسؤوليات وتنفيذها بدقة وأمانة ومصداقية عالية.
كما يجب عليه أن يوضح لهم أنهم على سوية عالية ومتضامنون في السراء والضراء وفي أوقات الفرح وأوقات الحزن، وفي الوقت نفسه أنهم يتمتعون بقدرات عقلية وجسمية ورياضية؛ أي أنهم قادرون على إنجاز كافة المهام الملقاة على عاتقهم بكل جدارة وكفاية عالية، وأنهم مصممون على تحقيق الفوز والنجاح، وأنهم مستمرين في ممارسة ولعب النشاط الرياضي مهما كانت الظروف.
كما أنها قيمة الثقة العالية بالنفس والقدرة على اتخاذ القرار المستقل الهام والضروري، هي قيمة لها علاقة بالجرأة والشجاعة والقوة والصبر وطول النفس، كما أن الجماعة التي لا تحمل قيمة الثقة العالية بنفسها وإمكاناتها لا تمتلك قسطاََ من الشجاعة والقوة والصبر، حيث أن وجود الشجاعة تعمل على تحفز الفرد على التضحية والإقدام، كما أنها من قهر والسيطرة على على المشكلات والتحديات والصعوبات، كما أنها تقود الفرد الرياضي سواء كان لاعب أو مدرب أو عضو إداري إلى الارتقاء للمستويات العالية التي يطمح كل فريق رياضي بتحقيقها.
حيث أن وجود الثقة العالية بالنفس والشجاعة والقيم السلوكية الإيجابية، مثل الصدق والأمانة وحب العمل والنظافة الشخصية، تأتي نتيجة عملية التنشئة الاجتماعية التي تتبناها الأسرة والجهود التربوية التي تبذلها الجماعات المؤسسية في المجتمع المحلي، مثل المدرسة والجامع والنادي والمراكز والجامعات والمعاهد ووسائل الأعلام.
حيث أن وجود العائلة من خلال الأب والأم تزرع وترسخ قيمة الثقة بالنفس الإيجابية عند الأبناء منذ مرحلة الطفولة حتى يكبرون شيئاً فشيئاً، وذلك عن طريق التنشئة الاجتماعية، كما أن الأب والأم وبقية أفراد العائلة يوضحون للأبناء الصفات الإيجابية التي يجب أن يتمتعون بها، وقابلياتهم غير المحدودة على إنجاز أهدافهم التي يخططون لها، وقدراتهم على التفاعل والاتصال مع المجتمع الرياضي، والقيام بخدمته على أكمل وجه وبأحسن صورة.
كذلك تشارك بقية الجماعات المؤسسية الاجتماعية الرياضية في كيفية تقوية وتطوير ثقة الجيل الجديد بنفسه، وإمكاناته المبدعة وقدرته على تنمية المجتمع وتطوبره والدفاع عنه عندما يتعرض للحدوث العدوان والعدوانية والعنف والمشاكل الرياضية المختلفة.
حيث أنه عندما يحمل المواطن صفة الثقة بالنفس التي تعلمها من خلال تفاعله بالمجتمعه واكتسبها نتيجة للممارسة؛ فإنه يستطيع أن ينقل صفة الثقة العالية بالنفس إلى فريقه الرياضي، كما يعتمدها في كيفية تنمية الفريق الرياضي نفسياً واجتماعياً، حيث في حالة كان أعضاء الجماعة الرياضية يؤمنون بالقيمة الثقة العالية بالنفس، فإنهم يستطيعون بلوغ أهدافهم القريبة والبعيدة التي تم التخطيط لها.
