ما هو مفهوم الإدارة الحديثة في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الإدارة الحديثة في علم الاجتماع الرياضي:

الإدارة الحديثة في علم الاجتماع الرياضي:  وهي فن شخصي يقوم باستخدام العلم والمعرفة للأخذ بيد الأفراد الرياضيين سواء كانوا لاعبين أو مدربين؛ وذلك لتحقيق أفضل الأهداف المرسومة في ضوء الظروف المتاحة، كما أنها عبارة عن تنفيذ الأعمال الرياضية بأفضل الطرق والأساليب لتحقيق أفضل النتائج، تماشياً مع المتطلبات الزمانية والمكانية للمؤسسة الرياضية.

كما يقصد بها أيضاً هي المعرفة الدقيقة للشيء الذي تريده من الأفراد الرياضيين، المتمثل بأن يقوم بعمله الرياضي بأفضل وسيلة ممكنة وأقل تكلفة، حيث أنها تشمل التنبؤ، التخطيط، التنظيم ، إصدار الأوامر، التنسيق والرقابة، كما عرّفها علماء علم الاجتماع الرياضي بأنها هي العملية الرياضية التي تشمل جميع الواجبات والوظائف التي تختص أو تتعلق بإنشاء مشروع رياضي، من حيث وضع السياسات العامة وتوفير ما يلزم من إمكانيات مادية وبشرية، وتنسيق كل ذلك ضمن إطار تنظيمي يساعد على تحقيق أهداف المنظمة الرياضية والإدارة الرياضية المسؤولة عنها.

كما قام العالِم بيتر دراكر بتحديد وظائف المدير الرياضي من خلال مفهوم الإدارة الحديثة، حيث حدد دراكر عمل المدير الرياضي بخمسة وظائف وهي (تحديد الأهداف المراد تحقيقها، ترتيب وتنظيم المجموعات الرياضية، التحفيز والاتصال بين المجموعات ببعضها البعض، التقييم والقياس، تدريب الأفراد الرياضيين على ممارسة القيادة الرياضية)؛ فإن هذه الوظائف الخمسة تشرح عمل المدير الرياضي المسؤول عن إدارة المنظمة أو المؤسسة الرياضية، وبالتالي إن وُجِدَ المدير الرياضي قائماً بهذه الوظائف الخمسة وجدت الإدارة الرياضية.

فإن الإدارة الرياضية الحديثة هي عبارة عن أسلوب يعتمد بشكل رئيسي متكامل على كيفية إدارة الموارد الرياضية بنوعيها البشرية والمادية، وتوجيهها وتنظيمها وفقاً إلى أشكال رياضية مرنة؛ أي بمعنى تحقيق الأهداف الرياضية المحددة بالشكل المطلوب والرضا والإتقان لدى الأفراد الرياضيين العاملين، حيث أن الإدارة الحديثة هي الركيزة الأساسية لنجاح أي فريق أو جماعة رياضية.

كما أن نجاح أي فريق رياضي أو مؤسسة رياضية يعتمد بالدرجة الأولى على كفاءة جهاز الإدارة الرياضية وبدرجة كبيرة، ومقدرته على التطوير والتجديد والإبداع الرياضي ليواكب متطلبات مجتمعه الرياضي وبيئته الخارجية مهما كانت طبيعة تلك المؤسسة.

حيث أن أنجح المجتمعات الرياضية في الوقت الحاضر هي أفضلها في كيفية إدارة أعمال المنشأة الرياضية؛ لأن الإدارة الرياضية هي الأساس في تحقيق التفوق والتقدم، كما يجب على المدير الرياضي أثناء أداء العمل يتطلب مقومات رياضية محددة، حيث يجب عليه أن يكون على معرفة تامة بالأفراد الرياضيين العاملين في المنظمة أو المؤسسة الرياضية، كما يجب على المدير الرياضي أن يقوم بإبعاد الأفراد الرياضيين العاملين غير المناسبين والذين لا تتوافر لديهم المقدرة على ممارسة العمل الرياضي.

كما يجب على المدير الرياضي أن يلم إلماماً كاملاً بالارتباطات التي يرتبط بها المشروع الرياضي والأفراد الرياضيين العاملين معه، بالإضافة إلى أنه يجب على المدير الرياضي أن يكون مثالاً طيباً للأفراد الرياضيين العاملين لديه، حيث أن عليه أن يقوم بعمل مراقبة دورية للتنظيم الرياضي وأن يقوم باستخدام خرائط تنظيمية لتحقيق ذلك.

كما يجب أن يتصل بمساعديه وأن يقوم بتوطيد العلاقات الرياضية معهم عن طريق عقد المؤتمرات والاجتماعات والندوات التي يقوم على أسس توحيد، ويجب عليه أيضاً ألا يقوم بالتدخل في صياغة أو تحديد التفاصيل والمعلومات والمعارف الرياضية، بالإضافة أن يعمل على تحقيق ونشر روح الوحدة والنشاط والابتكار والإخلاص بين الأفراد الرياضيين.

الأصول العامة للإدارة الرياضية الحديثة:

  • تقسيم طبيعة العمل الرياضي:  حيث يجب العمل على تقسيم الأعمال بين الأفراد الرياضيين؛ لأن التخصيص يتيح لأفراد الرياضيين والمديرين الرياضية كسب البراعة والضبط والدقة التي ستزيد من جودة تحقيق الأهداف الرياضية، وبالتالي يتم الحصول على فاعلية أكثر في العمل بنفس الجهد المبذول.
  • السلطة والقوة الرياضية: حيث أن إعطاء الأوامر والصلاحيات للوجهة الصحيحة هي جوهر السلطة الرياضية، حيث أن السلطة متصلة في الأفراد الرياضيين والمناصب الرياضية فلا يمكن فصلها عن تحمل المسؤولية.
  • الفهم والتركيز: حيث تشمل الطاعة والتطبيق والسلوك والعلامات الخارجية ذات صلة بين صاحب الأعمال الرياضية أو المدير الرياضي العام، حيث أن هذا العنصر مهم بشكل كبير ومتكامل في أي عمل رياضي، ومن غيره لا يمكن نجاح أي مشروع رياضي.
  • وحدة مصدر الأوامر: يجب أن يتلقى الأفراد الرياضيين سواء كانوا لاعبين أو مدربين أوامرهم من مشرف واحد، كما يجب أن يدير مجموعة من الفعاليات الرياضية لها الأهداف المحددة نفسها.
  • إخضاع الاهتمامات الفردية للاهتمامات العامة: إن اهتمام فرد رياضي أو مجموعة من الأفراد الرياضيين في العمل الرياضي الحركي يجب أن لا يطغى على اهتمامات المنظمة أو المؤسسة أو الفريق الرياضي.
  • مكافآت الأفراد الرياضيين: إن قيمة المكافآت المدفوعة يجب أن تكون مرضية لجميع الأفراد الرياضيين، حيث يجب أن يعتمد مستوى المكافأة على قيمة الأفراد الرياضيين بالنسبة للمنظمة.
  • قنوات الاتصال: حيث أنه من خلالها يتواصل المدير الرياضي مع الأفراد الرياضيين بين بعضهم البعض.
  • الأوامر: إن الهدف من الأوامر هو التقيد في المطلوب وتفادي الخسائر في المنظمة الرياضية.
  • العدالة: وهي المراعاة والإنصاف، حيث يجب أن تمارس من قبل جميع الأفراد الرياضيين في السلطة.
  • استقرار الأفراد الرياضيين:  إن بقاء الفرد الرياضي في مركزه وعدم نقل من مركز إلى مركز ثاني، يعمل على إنتاج فعالية أكثر.
  • روح المبادرة: يجب أن يتم السماح لأفراد الرياضيين بالتعبير بكل حرية عن ذاتهم وآرائهم وأفكارهم على كافة المستويات الرياضية.
  • إضافة روح المرح للمجموعة: حيث يجب تعزيز روح الألفة بين الموظفين الرياضيين.

أهمية الإدارة الرياضية الحديثة:

إن النشاط الرياضي بمختلف أنواعه سواء كان نشاط فردي مثل (السباحة، التنس)، أو نشاط جماعي مثل (كرة القدم، كرة السلة)، على اختلاف مستواه يتميز بوجود درجات متفاوتة من التنافسية، حيث أن أهمية الإدارة الناجحة تبرز من خلال الإدارة الناجحة للموقف التنافسي في البيئة الرياضية.

فإن الإدارة الرياضية الحديثة ضرورية لتحقيق التوازن في الأهداف المتعددة والمتداخلة التي تسعة المؤسسة الرياضية لتحقيقها، وبالتالي تسعى الإدارة الرياضية للوصول إلى أهداف مشتركة بالرغم من اختلاف مستوياتها الفردية والجماعية، كما تسعى الإدارة الرياضية إلى تحقيق التوازن بين الموارد البشرية والموارد المادية المتاحة بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة، كما أنها تعمل على زيادة قدرة المؤسسة الرياضية على التكيف مع التغيرات المختلفة التي يتميز بها العمل الإداري في المجال الرياضي، والارتقاء بمكانة وسمعة الهيئة الرياضية.

حيث وجدت الإدارة الرياضية الحديثة في المجال الرياضي منذ فترة طويلة، فإقامة الألعاب الأولمبية دليل قاطع على الجهود المنظمة من قبل الأفراد الرياضيين والجماعات الرياضية، حيث نسَّقت جهودها لتحقيق الهدف المتمثل في التنظيم إقامة الدورات الأولمبية الحديثة؛ أي بمعنى أن الإدارة الرياضية الحديثة هي عبارة عن تنسيق العمل بين الأفراد الرياضيين لتحقيق هدف معين؛ فإن الإدارة الرياضية الحديثة تعتبر من أهم مقومات التطور الرياضي العلمي الحديث، حيث أنها أداة فاعلة للارتقاء بالإنجاز الرياضي وتطويره كمّاً ونوعاً.


شارك المقالة: