مفهوم المعايير الاجتماعية في علم الاجتماع الرياضي:
تصل الجماعات الرياضية إلى تكوين المعايير الخاصة بها كنتيجة لمعانٍ ثابتة للأشياء ليس متغيرة، كما أنه ليس من الضرورة أن تكون المعايير الاجتماعية نتيجة للسلوك المشترك من جانب أولئك الأفراد الرياضيين الذين يشتركون في هذه المعاني، حيث أن أعضاء الجماعة الرياضية غالباً ما يقومون بالتعبير عن سلوك متشابه، فعلى سبيل المثال في مباراة كرة قدم بين ريال مدريد وبرشلونة، نجد أن الأفراد (أي الجمهور المؤيدين لفريق ريال مدريد) يهتفون ويبهنجون عندما ينتصر فريقهم على برشلونة، لأن فوز ريال مدريد له معاني ومفاهيم مشتركة بينهم جميعاً.
ولكن المعايير الاجتماعية تتضمن أيضاً سلوكاً من جانب أفراد الجماعة الرياضيية، حيث لا يكون متشابهاً بل يتصف بالتميز والفردية، ومثال على ذلك حفل التعاون في إحدى كليات والمعاهد التربية الرياضية في بداية العام الدراسي الجامعي للطلاب الجدد، حيث يفرح ويبتهج الطالب ويفرح ويبتهج الدكتور، لكن كلاً منهما يبتهج ويفرح بطريقته الخاصة التي تميزه والتي تناسب وظيفته وتناسب مركزه، حيث أن هذا السلوك المتميز من جانب كل منها يفهمه جميع الحاضرين؛ لأنهم يدركون داخل الإطار المرجعي الذين يشتركون جميعاً في فهمه وهو مركزه ومنصبه، على أن هذه الأنواع من السلوك وعلى الرغم من اختلافها، إلا أن المعايير الاجتماعية التي تقف وراها معايير اجتماعية قد أقيمت وأنشئت على معاني ثابتة مشتركة.
أما كيف تكون الجماعة معاييرها الاجتماعية الخاصة بالأشياء المادية، فإننا نجد أن أعضاء الجماعة في تحديدهم لعلاقاتهم المختلفة مع بعضهم البعض، لا يستطيعون إخفاء الأشياء التي تكون موجودة في بيئتهم، والتي يعتدون عليها بطرق كثيرة متنوعة، حيث أنه كلما كان الاعتماد المشترك بين أفراد الجماعة الرياضيية على هذا الأشياء كبيراً، كلما كان تكوين الجماعة الرياضيية للمعايير الخاصة بها ضرورياً ومؤكداً، ففي المُدرّجات الرياضية يستطيعون الأفراد أن يتواصلوا من خلال المُدرّجات.
حيث نجد أن المعاني المشتركة التي يكوّنها أفراد الجماعة نحو الأشياء المادية والمعنوية، إنما يتم تيسيرها لهم في سبيل التعاون بين بعضهم البعض، حيث تعج استجابة الفرد لشيء مشترك عندما يلاحظها شخص ثاني أنها وسيلة مهمة من وسائل الاتصال بالنسبة لهذا الفرد الثاني، سواء كان يقصد بها عملية اتصال أما لا.
كما أنه يتم تحديد المعايير الاجتماعي للجماعة سلوك الفرد الرياضي من ناحيتين، أولها أنها تمدّ الفرد الرياضي بالمعاني المشتركة، حيث أن هذه المعايير تمدّ الفرد الرياضي بالمعاني المشتركة؛ لأن الفرد الرياضي يقوم بالاعتماد على معايير الجماعة في كيفية اكتساب المعاني الخاصة بها، والتي لا يستطيع بدونها أن يتصل بها اتصالاً اجتماعياً رياضياً، وثانيها أنها تمدَّه أيضاً بالأهداف المشتركة؛ لأن الفرد الرياضي لا يستطيع أن يتغاضى عن موافقة الأفراد الآخرين، والذين يرتبطون بهذه المعايير أو عدم موافقتهم.
حيث يُعدّ الفرد الرياضي حساس كل الحساسية بالنسبة إلى استجابات الأفرد الآخرين، سواء كانت مشجعة أو محبطة، كما ينتج عن ذلك أن يتجه الفرد نحوالأشياء أو المؤسسات أو الأفكار أو الأيدلوجيات، أو الأشخاص الذين تحدد معانيهم بالنسبة له على أساس المعايير الاجتماعية الرياضية أو يقوم باتجاه بعيد عنهم.
كما يمكن القول بأن المعايير الاجتماعية الإيجابية ما هي إلا عبارة عن أمور وأوضاع من عمل ولعب الأفراد الرياضيين، ثم دخلت ومرَّت في مرحلة الاختبار ومرحلة التجريب، حيث اكتسبت صفة العموم، وبعد ذلك توارثها جيل ثاني، حيث أن هذه المعايير ليست مشتركة بين جميع الشعوب العالم الرياضي، حيث أن لثقافة الرياضية معاييرها الخاصة بها، كما أن اللاعب الرياضي يقوم باكتساب الكثير من المعايير عن طريق الأسرة.
فعلى سبيل المثال؛ اللاعب الأردني يتلقّى من أبيه وأمه معلومات بأن الديمقراطية نظام عادل وأن كرة القدم محبوبة وكرة السلة محبوبة، وأن المساهمة في تسجيل الأهداف وتحقيق التفوق للفريق أمر مهم ومحبوب، وأن السرقة والسب والشتم والضرب أمر مكروه غير محبوب لدى الكثير من الناس، وأن يلزم احترام إشارات المرور، والأ سيُعرّض نفسه للخطر وللهلاك، وأن عليه أن يحترم بلده ويحترم الفريق الذي يلعب به، وأن يقف باحترام عند سماع النشيد الوطني للمملكة الأردنية الهاشمية.
حيث لا يستطيع الفرد الرياضي أن ينعم بالاسقرار والهدوء والأمان في حياته ومجتمعه، الإ إذا إمتص هذه المعايير الإيجابية، والقيام باعتبارها جزءاً مهماً من كيانه، حيث نرى أن هذه المعايير واضحة في ممارسة الأنشطة االرياضية من خلال أن يتحمل اللاعب مسؤوليته كاملة في حال حدوث المواقف غير العادية، كما يبذل قصاري جهده ولا يقوم بمخادعة زملائه في الفريق الرياضي، ويكون معم أمين وصادق أثناء المسابقات والمباريات.