ما هو مفهوم وسائل الضبط الاجتماعي في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم وسائل الضبط الاجتماعي في علم الاجتماع الرياضي:

من الشروط التي ينبغي ويجب الالتزام والتقيد بها؛ لتحقيق التآلف والانسجام والتعاون بين الفِرق الوطنية التي تلعب ضد بعضها البعض، هو التقيّد بالأحكام والقواعد والتعليمات والضوابط الرياضية المدوّنة وغير مدوّنة التي تعمل على تنظيم السباقات والمباريات الرياضية، والتي تهيمن وتسيطر على سلوكية أطراف اللعبة، كما أنها التي تحدد ممارساتها الأخلاقية والأدبية، والتي تنمع التجاوزات والمشاكل التي قد يقوم بها بعض اللاعبين ضد لاعبين الفريق المنافس أثناء سير السباقات والمباريات الدولية.
حيث أن الإجراءات التي يتأخذها الإتحادات الرياضية والمجلس الدولي للتربية الرياضية، حيث تنص على منح كؤوس تقديرية للفرق الملتزمة والمنضبطة بأصول وقواعد اللعب النظيف أثناء المباريات والسباقات الدولية، كما أنها تعتبر الدليل القوي الذي يشير إلى نوعية السياسة التي تتطلبها السلطات الدولية في تنظيم المباريات الرياضية، سواء كانت على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي.
كما يوجد الأدلة المادية التي توضح عدم وجود اتفاق شامل بين الأندية والفرق الدولية حول مقاييس وقواعد اللعب النظيف التي يمكن أن يقوم اللاعبين الرياضيين باعتمادها أثناء لعب المسابقات والمباريات الدولية، كما أن مقاييس وصيغ السلوك العقلاني التي من الممكن أن يتحلى بها الأفراد المتفرجون، والتي تلتزم بها السطات الرياضية المشرفة على الألعاب والمسباقات الدولية الرياضية هي مقاييس غير واضحة وليست مفهومة وليست متفق عليها بين الدول والشعوب الرياضية.
حيث يتطلب من الهيئات الدولية المشرفة على الألعاب والمسباقات الدولية القيام بتحديد مفاهيم وقواعد ومبادىء وأنظمة اللعب، وضرورة حثّ الأفراد على الالتزام والتقيد بها، حيث أن تحقيق أهداف ومبادىء اللعب النظيف يُمكّن الجهات المختصة من منح الكؤوس والمكافآت والشهادات والجوائز للاعبين الملتزمين فيها، أما بالنسبة إلى الجهات المانحة فهي الهيئات واللجان الدولية المسؤولة عن كيفية تنظيم الألعاب والمسابقات الرياضية والإشراف عليها.
كما أن عدم وجود الاتفاق حول الأحكام والتفسيرات والاجتهادات المختلفة تجاه السلوك الرياضي الجيد والشريف الذي يمكن أن يلتزم به اللاعبون، يعمل على زيادة حالات الصراع الظاهر وأعمال الشغب والعنف بين الفرق الرياضية والجماعات المتفرجة التي تناصرها وتشجعها وتؤيدها في مدرجات الملاعب والساحات الرياضية، كما أن انحراف اللاعبين عن مقاييس وقواعد اللعب النظيف ومبادىء العدالة في كيفية التعامل مع اللاعبين الآخرين، فإنه يقف ضد المنافسة الشريفة ويؤدي إلى زيادة الصراع بين الفرق الرياضية المتنافسة.
حيث ينبغي على اللاعبين أن يتم تطبيق أحكام وقواعد اللعبة عليهم، مهما كانت طبيعة الأقطار والنظم السياسية التي ينحدرون منها، كما يجب على الفِرق الصغيرة أن تتمتع بنفس حقوق وواجبات والامتيازات الرياضية التي تتمتع الفرق الكبيرة، كما أن الإمكانات المادية والمعنوية التي تتمتع بها الفرق الكبيرة يجعلها متميزاً عن الفرق الصغيرة في كيفية تهيئة وتجهيز اللاعبين على خوض المسابقات والبطولات الرياضية الدولية.
كما أنه مهما كانت التوترات والصراعات الكامنة أو الظاهرة بين الفرق الرياضية، حيث تأخذ مكانها في السباقات والبطولات الدولية، التي من الممكن أن يكون مصدرها حجم الدولة التي يمثلها الفريق الرياضي، وثقلها الاجتماعي والسياسي، حيث تدخل القيم والاعتبارات السياسية في أنشطة الرياضة، وكسر بعض اللاعبين والمتفرجين لمقاييس وضوابط اللعب الصحيح والسلوك النظيف والاحتراف الرياضي.
كما تعد أنشطة الرياضة الجماعية مثل (لعبة كرة القدم أو لعبة كرة السلة أو لعبة كرة اليد، أو لعبة كرة الطائرة)، عامل إيجابي لتحقيق وتحسين التفاهم وتعميق التعاون الرياضي الدولي بين الشعوب، حيث يُعدّ اللاعبين المشاركين في ممارسة الأنشطة الرياضية رسالة سلام ووئام بين جميع شعوب العالم، كما أنها عبارة عن أدوات يمكن من خلالها تحقيق التقارب والتعاون الرياضي بين الدول بكافة أنظمتها الاجتماعية والسياسية والإيديولوجية الفكرية.

أهم وسائل الضبط الاجتماعي في علم الاجتماع الرياضي:

  1. فرض عقوبات على الفِرق غير الملتزمة بقوانين وضوابط اللعب النظيف، مثل وضع الفِرق غير الملتزمة في القائمة السوداء وحرمانها من ممارسة اللعب لفترة زمنية معينة، وفرض غرامات عليها والعمل على تشويه سمعتها.
  2. منع الفرق غير ملتزمة من السفر إلى خارج البلاد مع مؤيديها ومشجيعها لفترات زمنية محددة.
  3. اعتبار الفِرق غير الملتزمة بنظم وقواعد اللعب النظيف خاسرة في المباريات الرياضية التي تلعبها مع الفرق الملتزمة في سلوكها وأخلاقها.
  4. إحالة أعضاء الفِرق غير الملتزمين بأخلاق وآداب الرياضة إلى محاكم رياضية دولية؛ وذلك بهدف فرض الجزاء العادل عليهم وتذكيرهم بأخطائهم وممارستهم الغير صحيحة.
  5. إعادة تنشئة أعضاء الفرق غير المنضبطين سلوكياً وأخلاقياً، حيث أن إعادة تنشئتهم الاجتماعية تعمل على سلامة سلوكهم واستقامة علاقتهم مع الغير، كما أنه يجنبهم من الوقوع في مشكلة الشغب الرياضي والوقوع في عالم الشر والضلالة والانحراف.

شارك المقالة: