أوجه الاختلاف بين الرياضة والفعاليات الدولية في علم الاجتماع الرياضي:
- الاختلاف من حيث النشأة: إن أصل الفعاليات الدولية مثل (فعاليات ألعاب الميدان، فعاليات ألعاب المضمار، فعاليات المنازلات وفعاليات الألعاب الجماعية مثل (لعبة كرة القدم، لعبة كرة السلة)، يعود إلى الزمن القديم، حيث كان الإنسان في الوقت الماضي يقوم في ممارسة الفعاليات لإشباع حاجاته الاجتماعية والأولية الذاتية، حيث كان يقضي معظم أوقات فراغه في بداية حياته في إقامة مسابقات العدو، الجري، المشي السريع، السباحة، ألعاب الرمي دون وجود أي قواعد وقوانين وأنظمة تحكم اللعبة.
وبعد فترة من الزمن تم الإضافة إلى السباقات الرياضية الأساسية بعض الأدوات والكرات والشبكات ووضع القوانين والقواعد، كما أنه تم إضافة أوقات التدريب الرياضي قبل السباقات الرسمية، كما أصبحت الرياضة أحد أهم المظاهر الاجتماعية، كما أصبحت صورةً للصراع الإنساني الرياضي ضد الزمن وضد المسافة، وذلك بسبب أن يصل الفرد الرياضي إلى أعلى المستويات في ممارسة الأداء الرياضي، كما أن الفعاليات الدولية هي عبارة عن الإرث الحركي والرياضي للمجتمع الإنساني الذي تم نقله من جيل إلى جيل.
أما بالنسبة إلى الرياضة حيث نشأت بشكل تلاقي في العصور القديمة، أي بمعنى دون تخطيط أو تفكير لإقامتها، كما كان وجود الكثير من المطالب بضرورة أن تصبح الرياضة حق للجميع أي بمعنى جميع الأفراد المجتمعات يمارسونها، حيث أنّ ذلك استجابة لمطالب الاستعداد الدفاعي والقتال الذي كان يلزم له توافر إعداد بدني بصورة كبيرة، كما أن الرياضة أصبحت هي حاجة الإنسان الرياضي ليمارس النشاط البدني الحركي في الحضارة القائمة والحضارة المستقبلية.
- الاختلاف من حيث المعنى: إن الفعاليات الدولية تعني كل نشاط بدني حركي يتسم بروح اللعب الجماعي، يقوم الفرد الرياضي بممارسته بكل حب وصدق، حيث يجب أن يتضمن تنافس مع الأفراد الآخرين أو مع ذات الفرد أو مع عناصر البيئة، كما أنها هي عبارة عن نشاط حركي متقن بصورة كبيرة الهدف من ممارسته تحقيق النصر وتقبل الخسارة للفريق الرياضي المنافس بكل روح رياضية.
أما بالنسبة إلى الرياضة يقصد بها هي قيام أفراد المجتمعات بالرغم من اختلاف أعمارهم (كبار، صغار، شباب) أجناسهم (ذكر أو أنثى بممارسة الأنشطة البدنية والأنشطة الحركية حيث أنّ ذلك وفقاً للظروف وميول كل فرد رياضي ووفقاً لقدراته وإمكانياته ضمن جو دميقراطي ينتشر به أجواء الفرح والسعادة والمرح، وذلك بهدف تحقيق النمو والتطور المتكامل للفرد الرياضي.
- الاختلاف من حيث الهدف: إن الفعاليات الدولية تهدف إلى ممارسة الأنشطة الرياضية بهدف أن يصل الفرد الرياضي إلى أعلى المستويات الرياضية الممكنة، أي بمعنى الوصول إلى الهدف النهائي المحدد مسبقاً وهو العمل على تدريب الفرد الرياضي حتى يصل إلى أعلى المستويات الرياضية المتمثل في إحراز الفوز في مختلف البطولات والمنافسات والسباقات الرياضية.
أما بالنسبة إلى الرياضة الهدف من ممارستها هو مزاولة القاعدة الأساسية الكبيرة من أفراد المجتمع الرياضي نحو الفعاليات الرياضية بمختلف أنواعها، والتي تعمل على تحقيق أهدافها المتمثل في تحسين الصحة وصيانتها وتحقيق الترفيه وزيادة الإنتاج الرياضي مع العمل على تحسين وتطوير اللياقة البدنية، التي تعمل على خلق القدرة على الدفاع عن الوطن الذي يعيش به الفرد الرياضي المؤدي لمختلف الأنشطة الرياضية.
- الاختلاف من حيث الشكل: حيث تم تقسيم الفعاليات الدولية حسب الأفراد المشاركين بممارستها وفقاً للأمور التالية: (الرياضات الفردية يقصد بها هي التي يلعبها الفرد الرياضي بمفرده دون العون من الأفراد الآخرين مثل “رفع الأثقال، الجمباز، الدراجات، ألعاب القوى، الجري، الوثب العالي، رمي الرمح”، الرياضات الجماعية حيث يقصد بها هي التي يمارسها الفرد الرياضي مع مجموعة من الأفراد الرياضيين مثل “كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد، كرة الطائرة”، والرياضات الزوجية حيث يقصد بها هي التي يمارسها الفرد الرياضي مع فرد رياضي ثاني مثل “الملاكمة، المصارعة، الجودو، السلاح”).
أما بالنسبة إلى الرياضة فهي تظهر في أنواع كثيرة ومتدرجة وتضم جميع أنواع النشاط الحركي الذي يمكن لإنسان الرياضي أن يفعله ويمارسه بصورة منتظمة بهدف التمتع به وليس بهدف تحقيق الأموال أو المكافأة أو الجائزة، ويمكن تقسيمه إلى ثلاثة أقسام أساسية وهمها:
1. الرياضة البنائية: حيث يقصد بها هي عبارة أن الأنشطة الحركية التي يقوم الفرد الرياضي بتطبيقه في كل مواقع شغلهم في المصانع، المزارع، المستشفيات، حيث أن ذلك بهدف تنمية وتطوير لياقاتهم البدنية مثل التمرينات اللياقة البدنية الحركية.
2. الرياضة الترفيهية: هي الأنشطة الحركية التي يمارسها الأفراد بهدف الترويح عن النفس في أوقات الفراغ مثل الألعاب الشعبية مثل “لعبة نط الحبل، لعبة شد الحبل”، والألعاب الصغيرة مثل “لعبة تمرير الكرة، لعبة البحث عن المكان”، والممارسات الحركية اليومية المقصودة مثل” الجري، المشي، الجري للمسافات معينة بانتظام، صعود السلم عوضاً عن استخدام المصعد، ممارسة التمرينات الصباحية”.
3. الرياضة المقننة: حيث يقصد بها هي النشاطات الرياضية التي تتلائم مع قدرة بعض الأفراد الذي يتميزون بالقدرة الحركية الفعالة، حيث يمكن أن تشتمل على برامج ذات طبيعة تخصصية مثل (كرة القدم، كرة السلة، كرة القدم، كرة الطائرة، ألعاب القوى)، كما تشمل الرياضة المقننة على أنشطة رياضية معدلة التي تتلائم مع الأفراد الذين يتصفون بالإعاقة البدنية، الإعاقة العقلية.
- الاختلاف من حيث التقييم: إن الجهة الضابطة لكل أنواع ووسائل العمل الرياضي في الفعاليات الدولية، والاختبار الوحيد لقياس لمستوى الرياضي المتمثل في تحقيق الفوز والخسارة، هو النتائج التي تعمل على تحقيقها الفرق الرياضية وأفرداها الرياضيين في المباريات والسباقات الرياضية الدولية، أي بمعنى تحقيق الفوز والخسارة، حيث يدلّان على تقدم تطوير الشعوب رياضياً.
أما بالنسبة إلى الرياضة فهي ترفض أن يكن المعيار الوحيد لقياس المستوى الرياضي للأفرقة الرياضية هو تحقيق الفوز في المباريات الدولية، وذلك بهدف أن داعمها الأساسي هو أن تكون شاملة للجميع أفراد بغض النظر عن جنسهم وأعمارهم، ومن أهم المعايير في الرياضة (عدد الأفراد الممارسين، المرافق والتجهيزات الرياضية المتوفرة، الموارد والأجهزة المختصة بها، عدد مدربين الرياضة والتربية البدنية الحركية، عدد مدرسين التربية الرياضية، عدد المطبوعات المتخصصة في الرياضة).
- الاختلاف من حيث الانتشار: إن إنتشار الفعاليات الدولية تأخذ الاتجاه الرأسي، حيث غالباً ما يكون عامودياً إلى أعلى، وذلك بواسطة العمل على استخدام كل الطرق والوسائل الممكنة للارتقاء يمستوى الأداء الرياضي، أما بالنسبة إلى الرياضة يكون انتشارها في جميع الإتجاهات، ففي الاتجاه الأفقي يعمل على توسيع القائدة إلى أعلى حد ممكن حتى تضم جميع فئات المجتمع.
والاتجاه الرأسي يقصد به العمل الارتقاء بمستوى أداء الأفراد الرياضيين المحترفين والوصول بهم إلى أعلى المستويات العالية بما تسمح لهم إمكانياتهم وقدراتهم، كما يشمل الانتشار الجنسين (الذكر، الأنثى)، ومختلف الأعمار (صغار السن، كبار السن، الشباب)، كما يكون الانتشار في كل مكان سواء كان في المدارس أو في الملاعب أو في الجامعات أو في الجبال والأودية أو في دور الحضانة.
- الاختلاف من حيث الخصائص: إن الفعاليات الدلية تحمل في تفاصيلها قيم التنافس والصراع، حيث أن ذلك بهدف تحقيق التفوق على الأفراد الآخرين وبهدف إظهار الفرد الرياضي الغالب والفرد الرياضي المغلوب، وذلك يؤدي إلى قيم التنافس الرياضي الذي يتسم بالعنف والنتائج السلبية الظاهرة مثل أعمال الشغب بكافة أنواعه، أما بالنسبة إلى الرياضة فهي لا تتأسس على نوع من أنواع المنافسة بشكل أساسي، حيث إنها لا تحتوي على أفراد رياضيين غالبين أو أفراد رياضيين مغلوبين.
فإن الفعاليات الدولية تتركز بصفة رئيسية في أنماط التدريب الرياضي المتعلق بالمجهود البدني ما يتطلب من أعباء نفسية أعباء بدنية وأعباء اجتماعية، حيث أن هذا يؤثر على سير العمليات الإنفعالية للفرد الرياضي؛ لأنه يحتاج إلى نسب عالية من الإنتباه التركيز، أما بالنسبة إلى الرياضة فهي عبارة عن ظاهرة ترويحية بناءة تظهر من خلال الدوافع الاجتماعية والدوافع البدنية حيث تظهر بشكل واضح في أنشطة الممارسة الحركية الهادئة والمستمرة.
حيث إن الفعاليات الدولية يتم تطبيقها وفقاً لقواعد وأنظمة وقوانين ثابتة ومحددة بوقت سابق، أما بالنسبة إلى الرياضة ليس لها قوانين وأنظمة ثابتة، حيث إن الفعاليات الدولية يتم ممارستها في الملاعب والساحات الرياضية بأدوات وأجهزة خاصة بكل لعبة ذات مواصفات عالية، كما تتميز تكاليف أجهزتها غالية الثمن حيث في أغلب الأوقات تكون مقتصرة على فئات الأفراد الرياضيين المحترفين والبارزين، أما بالنسبة إلى الرياضة يمكن ممارستها في أي مكان وبأي نوع من الأدوات والأجهزة المتوفرة، حيث ذلك يجعلها ذات تكاليف إقتصادية قليلة ممّا يجعل جميع أفراد المجتعات يمارسوها.
ومن الممكن أن تصل الفعاليات الدولية بأفرادها إلى مراحل الاحتراف الرياضي، أي مراحل عليا متقدم بشكل كبير، أما بالنسبة إلى الرياضة فهي يتم ممارستها في أوقات الفراغ من أجل تغيير أجوائهم ولنشر أجواء الفرح والسعادة، كما تتميز الفعاليات الدولية بوجود عدد كبير من الجماهير الذين يتابعوها أما الرياضة يمكن ممارستها دون وجود جماهير مشجعة.