ما هي الأشكال الاجتماعية للنشاط البدني في علم الاجتماع الرياضي؟

الأشكال الاجتماعية للنشاط البدني في علم الاجتماع الرياضي:

إن النشاط البدني بمفهومه الاجتماعي هو عبارة عن تعبير عام فضفاض يتسع ليشمل كل ألوان النشاط البدني التي يقوم بها الإنسان الرياضي والتي يستخدم فيها بدنه بشكل عام، حيث أنَّ قليل منهم كان يقصد به عملية التدريب والتنشيط والتريض في مقابل الكسل والوهن والخمول، كما يُعدّ النشاط البدني جزء مكمل، كما أنه عبارة عن مظهر رئيسي لمختلف الجوانب الثقافية لبني الإنسان الرياضي.

كما أن النشاط البدني هو عبارة عن تغلغل في كل المظاهر والأنشطة الحياتية اليومية الاجتماعية، إن لم يكون هو الحياة الاجتماعية نفسها، بدءاً بالواجبات الرياضية ذات الطبيعة الاجتماعية البيولوجية مروراً بمجالات التربية الرياضية والعمل الرياضي والإنتاج والدفاع الرياضي والاتصال الرياضي والخدمات الرياضية، مثل الترويح وأوقات الفراغ أو العادات والتقاليد والمظاهر الاجتماعية الاحتفالية.

حيث استخدم تعبير  النشاط البدني على اعتبار أنه المظلة أو المجال الرئيسي المشتمل على ألوان وأشكال وأطر الثقافة الرياضية والبدنية للإنسان الرياضي، حيث تم اعتبار أن النشاط البدني هو عبارة عن منزلة نظام اجتماعي رئيسي تندرج تحته كل الأنظمة الرياضية الفرعية، حيث تم ذكر أن هناك معطيات اجتماعية رياضية ومعطيات تربوية حركية من خلال ممارسة الأنشطة البدنية الحركية سواء كانت أنشطة جماعية مثل (كرة القدم أو كرة السلة أو كرة اليد أو كرة الطائرة)، أو أنشطة فردية مثل (ألعاب القوى أو السباحة أو ركوب الخيل).

كما اعتبر النشاط البدني التعبير المتطور تاريخياً من خلال التعبيرات التدريب البدني، الثقافة البدنية، حيث أن التعبيرات ما زالت تستخدم إلى الآن ولكن بمضامين مختلفة، فعلى سبيل المثال دولة روسيا ودولة ألمانيا وبعض دول أوروبا تستخدم مصطلح الثقافة البدنية للتعبير عن نظام التربية البدنية والتربية الرياضية، كما أنه ما زال النشاط البدني جزءاً متكاملاً من حياة الفرد الرياضي والأسرة الرياضية بأكملها، حيث أسهم النشاط البدني في الترابط الأسري والحياة الاجتماعية بمختلف أنشطتها ومجالتها.

كما تساعد أنشطة النشاط البدني على منح أفراد الأسرة السعادة والمتعة والبهجة، من خلال القيام بممارسة أنشطة الترويح وقضاء وقت الفراغ بشيء مفيد وصحي ومن خلال المظاهر الاحتفالية المتعددة الأغراض والأهداف، كما كان له أثره الطيب في إضفاء الأمن والأمان الاجتماعي للأفراد الرياضيين وللمجتمعات الرياضية وللمجتمعات بأكملها، وعلاوة على مظهر الصحة والحياة الطيبة كأحد معطيات النشاط البدني.

كما أن النشاط البدني لا يتأثر بكل القوى الاجتماعية المحيطة به فقط، إنما يؤثر فيها أيضاً، كما أن النشاط البدني هو عبارة عن إطار اجتماعي عام يتيح القيام بعملية تصوّر أبعاد العلاقة بين النشاط البدني وسائر القوى الاجتماعية المحيطة وأهمها:

• علاقة النشاط البدني بالقوى ذات التفاعل النشط في البيئة الاجتماعية الرياضية وهي: القوى الاجتماعية، القوى الثقافية، القوى الفردية، حيث أنها في مجموعتها تعمل على تشكيل خصائص الفرد الرياضي، وبذلك تتقرر ردود الأفعال نحو النشاط البدني من خلال الحاجات الاجتماعية والاهتمامات، كما أنها بحد ذاتها تقرر حدود وامتدادات النشاط البدني في علاقته بالقوى.

• علاقة الأنشطة البدنية بالقوى التي تمثل الشكل الوظيفي للأنظمة البدنية، فهي عبارة عن أكثر القوى قيمة من خلال الأنشطة البدنية والرياضية، حيث أنها تتشكل من خلال علاقة الفرد الرياضي بالثقافة الرياضية والمجتمع الرياضي، كما أنها لا تمتلك وجود القدرة على التغيير الاهتمامات والاحتياجات والبرامج والتسهيلات ومتطلبات الرياضة التي يحتاج إليها المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله.

• علاقة الأنشطة البدنية بالقوى الضابطة التي من شأنها أن تمد أو تحد من النشاط البدني، فبالضرورة أن تتصل بالبيئة الطبيعية المحيطة، كما تتصل بالمؤسسات الاجتماعية الموجودة مثل الاقتصاد، الحكومة، السياسة، باعتبارها قوى ضابطة اجتماعية مؤثرة في النشاط البدني، كما ظهرت ثلاثة مفاهيم أساسية تعبر عن النشاط البدني في مجال الدراسات الاجتماعية الرياضية وهي:

1- اللعب: حيث يعتبر اللعب هو أصل الظاهرة الرياضية وجوهرها، ومن الأمثلة عليه (الوثب، العبث في الماء، اللعب في الطين، التزحلق، تسلق الأشجار).

2- الألعاب: حيث تعتبر طور وسيط ما بين اللعب بصورته الساذجة، كما تتمثل في الألعاب الصغيرة مثل (لعبة قذف المعالم، لعبة صيد اللاعب، لعبة التمرير إلى أعلى، لعبة الأرقام)، والألعاب الشعبية مثل (لعبة عسكر وحرامية، لعبة ياعمي وين الطريق، لعبة نط الحبل، لعبة شد الحبل، لعبة الطائرة الورقية).

3- الرياضة: حيث تتمثل في (كرة القدم، كرة السلة، كرة الطائرة، كرة اليد، السباحة، التنس، السكواش، رياضة ركوب الخيل).