الخصائص الأساسية في تنظيم النشاط الترويحي في علم الاجتماع الرياضي:
يتأثر النشاط الترويحي وفقاً لعوامل ذاتية وبيئية للفرد الذي يمارسه، حيث لأن مرحلة النمو الذي يمر بها الإنسان الرياضي لها أثرها في النشاط الرياضي، حيث أن للأفراد الصغار نشاطهم وللأفراد الكبار نشاطهم، كما يوجد الأسس التي من شأنها تساعد الأفراد والجماعات على اختيار ما يناسبه من أنواع النشاط الترويحي الرياضي، ومعاونتهم في الحصول على أقصى ما يمكن تحقيقه من فوائد، وفيما يلي أهم الخصائص والأسس التي تساعد الأفراد الرياضيين على كيفية اختيار النشاط الرياضي:
- السن: إن وجود اختلاف من العوامل والأسس المهمة والضرورية التي تؤثر في طابع الترويح الرياضي، حيث أن النشاط الرياضي الذي يحبه الطفل يفقد قيمته عندما يكبر، حيث تنمو لدى اللاعب رغبات وميول جديدة، حيث يقبل الأطفال والشباب على النشاط الرياضي الذي يتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً، أما بالنسبة إلى الكبار فهم يقبلون إلى ممارسة النشاط الثقافي والنشاط الاجتماعي الذي يتطلب قدرات عقلية وقدرات فكرية إدراكية.
حيث أن لعامل السن أهمية خاصة وكبيرة وضرورية في تقرير وتحديد نوع النشاط الترويحي الرياضي الملائم، إلا أنه في ذات الوقت من الصعب وضع قوائم معينة ومحددة وكشوفات مفصلة ومحددة للأنواع النشاط الرياضي الذي يناسب كل سنة من سنوات العمر؛ وذلك لأن مراحل النمو ليس محدودة بقياس زمني ثابت بالنسبة إلى جميع الأفراد، كما لأن عملية النمو والتطوير عملية مستمرة مرتة لا يمكن إخضاعها لتقسيم دقيق. - الجنس: إن اختلاف الجنس (ذكور، إناث)، يؤثر على ميول ورغبات الفرد الرياضي، كما يؤثر في مدى الإسهام في أنواع النشاط الرياضي المختلف، ويؤثر أيضاً في تحديد نواع النشاط الترويحي أو في درجته؛ وذلك لما بين الذكور والإناث من فروق في التكوين الجسماني، وفي الميول والقدرات والاتجاهات النفسية والسلوكية، كما يوجد فروق في الطابع السلوكي العام وفي المستويات العاطفية الوجدانية.
حيث تنعكس تلك الفروق بين الجنسين (ذكور، إناث)، على أنواع النشاط الرياضي الترويحي، كما نجد أن الهوايات والرياضات العنفية التي يوجد فيها إحتكاك مثل (كرة القدم أو كرة السلة)، من هوايات اللاعبين الذكور، أما بالنسبة إلى الحركات الإيقاعية مثل (الجمباز أو السباحة)، من هوايات اللاعبات (الإناث)، كما يوجد أنواع رياضات مشتركة من النشاط الترويحي يميل إليها الجنسين معاً مثل (ركوب الخيل، ألعاب القوى). - البيئة: إن شخصية الفرد الرياضي وكيانه يتأثران تأثراً عميقاً بالبيئة التي يعيش فيها، حيث أن علاقة الفرد الرياضي ببيئته علاقة مستمرة، حيث تتفاعل شخصية اللاعب بعلاقة الفرد الرياضي بما يتضمن من مقومات وعادات وتقاليد وعقائد واتجلهات قومية واجتماعية وثقافية واقتصادية، حيث نجد أن النشاط الرياضي يتأثر وفقاً لذلك، كما نجد أن اللاعب ابن الريف يختلف عن حاجاته الترويحية من اللاعب ابن المدينة، كما نجد اللاعب الذي يعيش في الصحراء تختلف أنشطته الترويحية عن اللاعب الذي يعيش في المنطقة الساحلية، حيث أن الترويح يتأثر بالبيئة ومقوماتها وظروفها.
- الثقافة: حيث للثقافة أثر واضح ومفهوم في اتجاهات الفرد الرياضي وفي ميوله الترويحية، كما تُعدّ الثقافة عاملاً مهماً في كيفية تحديد نوع النشاط الرياضي الترويحي المناسب للفرد الرياضي، حيث لا يقصد بالثقافة مستوى معين من التعلم، بل أنها عبارة عن محطة ما اكتسبه الفرد الرياضي من معارف وخبرات وقيم خلقية واجتماعية، كما أن الميول الترويحية تتأثر بهذا العمل، حيث أن برامج الترويح المرتبطة بالفن والأدب يزداد الإقبال عليها بازدياد الثقاقة والمعرفة الرياضية.
- العمل: حيث يتأثر النشاط الرياضي الترويحي للفرد الرياضي بنوع العمل الذي يؤديه، حيث يوجد الكثير من الأعمال التي يغلب عليها الطابع الجسماني، وأعمال تعتمد على القوى الفكرية، كما يعتمد تقسيم العمل من ناحية الطاقة التي تبذل فيها إلى ثلاثة أنواع وهي: الطاقة الجسمانية، الطاقة الفكرية، الطاقة النفسية، كما يحدد نوع الطاقة التي يبذلها الفرد الرياضي في عمل معين من خلال نواع النشاط الترويحي الملائم الذي يحقق له التوازن والتعادل في قواه.
- الحالة البدنية: حيث يختلف الأفراد فيما بنهم اختلافاً واضحاً في حالاتهم الجسمانية من ناحية الطول، القصر، البدانة، النحافة، كما يختلفون أيضاً في الحالة الصحية، حيث يؤثر في هذه العوامل في نوع النشاط الذي ينبغي إن يمارسه الفرد وينتفع به، كما أنه من حسن الحظ أن تكون أنواع النشاط الترويحي البدني متنوعة ومتبانية في أهدافها وأغراضها وما تتطلبه من إمكانيات زمنية وعينية وفسية حتى تلائم جميع أنواع الأفراد.
- القدرات والمواهب الفردية: حيث يختلف كل فرد رياضي عن الآخر في القدرات والاستعدادات العزيمة والجسمانية والنفسية التي تحدد نمط سلوك كل واحد منهم في المجتمع، حيث أن للنشاط الترويحي مكانة كبيرة في حالة وضع الاعتبار عند رسم خطة له ضرورة كشف ما يكون عند الأفراد من مواهب كامنة واستعدادات وميول، كما يُعدّ رأس مال أو ثروة ينبغي استثمارها، كما يعد الترويح المنظم خير وسية التدريب الأفراد على استخدام قدراتهم بطريقة حرة نافعة تشعرهم بلذة التفوق وتدعم إيمانهم بأنفسهم بالمجتمع.