نبذة عن تاريخ المنشآت الرياضية:
يعود الفضل في فكرة المنشآت الرياضية إلى الإغريق، حيث كانوا أول من اهتم بإقامة دورات رياضية المتمثلة في إقامة الألعاب الأولمبية القديمة في عام (486 قبل الميلاد)، فنظراً لكثرة أعداد الأفراد الرياضيين المشاركين من مختلف القطاعات الإغريقية تمثلت فكرة إنشاء ملاعب رياضية كبيرة تتسع لأكبر عدد من الجمهور المشاهد؛ وذلك للاستمتاع بالمنافسات الرياضية وتشجيع الأبطال، واستمرت منافسات الألعاب الأولمبية في الوقت القديم لمدة خمسة أيام؛ نظراً لكثرة عدد اللاعبين المشاركين.
ومنذ تلك الفترة تم الاستمرار في إنشاء الملاعب الرياضية وخاصةً في عصر الحضارة الرومانية، والتي اتصفت بالإبداع في المنشآت الرياضية، حيث كانت كلمة (عالم رياضي) تطلق على مضمار الجري ثم على الملعب الكبير، وبعد ذلك وتحديداً في العصر الروماني أطلقت على مجموعة المنشآت الرياضية التي تحتوي على ملاعب متعددة.
كما يعتبر عام 1890م الذي يمثل تاريخ إعادة تنظيم وترتيب الألعاب الرياضية الأولمبية البداية الحقيقة للتقدم الاجتماعي والرياضي في المنشآت الرياضية، كما أخذت كثير من دول قارة أوروبا على تطويرها، ثم بعد ذلك انتشرت المنشآت وبفنون معمارية متقدمة ومتطورة بشكل تدريجي في بعض الدول الأوروبية مثل (فنلندا، ألمانيا، إيطاليا)، ثم انتقلت تلك التقنية والتجهيزات الرياضية إلى الدول الغربية الثانية (إنجلترا، أمريكا، فرنسا، تركيا).
كما أنه مازال التطور والتقدم في فن العمارة الرياضية مستمر حتى الوقت الحالي، وذلك يتضح في عمارة المنشآت الرياضية من خلال تتبع الألعاب الأولمبية من بدايتها عام 1896م بمدينة أثينا ومروراً بالدورة التي أقيمت في مدينة ميونخ الألمانية عام 1972م، وحتى آخر دورة رياضية أولمبية، حيث يلاحظ مدى التطور الذي نجم من خلال التنافس بين الدول لاستضافة الألعاب الأولمبية وإظهار ما لديها من تقنيات ومواد وأجهزة حديثة في فن عمارة وتجهيز المنشآت الرياضية.
وفي الوقت الحالي أصبح مسمى منشأة رياضية يطلق على أي مكان معد ومجهز لممارسة الأنشطة البدنية والأنشطة الحركية بمختلف أنواعها، سواء كانت أنشطة فردية مثل (التنس، السباحة)، أو أنشطة جماعية مثل (كرة القدم، كرة السلة)، وسواء كانت تلك الأماكن مكشوفة أو مغطاة، كما أن المنشآت الرياضية تضم العديد من الأدوات الرياضية والمخازن والمستودعات، والغرف والقاعات والمباني والأجهزة الرياضية والمسابح.
كما تختلف المنشآت الرياضية عن بعضها البعض من حيث الحجم، وذلك نسبة إلى الهدف التي أنشئت من أجله، حيث يوجد الكثير المنشآت المخصصة للتعليم والمنشآت المخصصة للتدريب والمنشآت المخصصة للتنافس والمنشآت المخصصة للترويح عن النفس، كما يوجد الكثير من ملاعب الخاص بالأطفال والمسطحات الخضراء والساحات الشعبية والأندية الرياضية والمدن الرياضية.
مفهوم المنشآت الرياضية:
المنشآت الرياضية: هي المكان التي تم تجهيزه بالوسائل والطرق والإمكانات الرياضية الخاصة؛ وذلك لممارسة الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها مثل (التنس، ألعاب القوى، كرة السلة، ركوب الخيل)، مع ضرورة تقديم الخدمات اللازمة لتحقيق الأهداف الرياضية حاضراً أو مستقبلاً.
كما يمكن تعريف المنشآت الرياضية أنها عبارة عن مؤسسة عمومية إدارية، حيث تنحصر مهامها في تنظيم وتيسير الممارسة الرياضية التنافسية، والجماهير، وأيضاً في الأنشطة الرياضية المدرسية والجامعية، بالإضافة إلى البيئات العسكرية التي تقوم بتشكيل المنشآت الرياضية في الملاعب الخاصة بكرة القدم وفي القاعات المتعددة للرياضات، مثل (قاعة كرة اليد، قاعة كرة السلة، قاعة كرة الطائرة، قاعة المسبح، قاعة الجمباز، قاعة الجودو، قاعة السكواش).
ويعتمد طبيعة ممارسة الأنشطة الرياضية وتطورها على هذه المنشآت الرياضية والمواد المتوفرة بها، حيث يعمل ذلك سهولة تحقيق الأهداف والغايات التي أنشئت من أجلها هذه المنشآت، مع تحقيق الإفادة الكبيرة من هذه المنشآت الرياضية الذي يتطلب مراعاة ذات طبيعة خاصة لتحقيق فعالية ممارستها عن طريق اتباع أسلوب إداري مخطط، مع ضرورة الإشراف على تطبيق كل النصوص والتعليمات الإدارية، مع الأخذ بعين الاعتبار الجانب الاجتماعي للموارد البشرية التي تعمل من أجل رقي وتقدم الرياضة وممارستها، ولإعطائها مكانة لائقة بها وسط المجتمع الرياضي.
كما تعد المنشآت الرياضية القاعدة التي تمارس فيها الرياضة لكل أنواعها وعلى جميع مستوياتها بتوفر هذه المنشآت الرياضية وجودتها وحسن تسييرها، حيث يتحسَّن ويرتفع مردود مستوى الرياضة العالي ويتألق في المحافل الدولية، حيث إن ذلك يدفع الدولة إلى الاهتمام والعناية بإنشاء وتمويل المنشآت الرياضية.
وأيضاً للمنشآت الرياضية احتياجات مالية؛ فهي بحاجة لأموال تساعدها على تسيير احتياجاتها لدورة الاستغلال والمتمثلة في مجمل الأنشطة الرياضية الدورية التي تتعدى السنة التي تقوم بها المنشآت الرياضية، كما لها حاجات على المدى الطويل والمتمثلة في احتياجات دورة الاستثمار من مشاريع جديدة أو بهدف توسيع المنشأة الرياضية أو تطويرها.
كما تعتبر المنشآت الرياضية مؤسسات اقتصادية تخضع لقانون السوق الحر، خاصة بعد انتقالها من النظام الاشتراكي الممركز إلى النظام الرأسمالي الذي يحمل طابع الحرية الفردية المشروطة بفلسفة المجتمع الرياضي، وبعد ما ضلت الرياضة لفترة زمنية طويلة خارج اهتمامات وعنايات الاقتصاد، ولكن الشواهد والعوامل الحديثة أثبت بأنها إلى جانب الترفيه، فاتصالها وثيق بالقيم الاستهلاكية مثل الصحة والإنتاج والاقتصاد والسياسة؛ فهي تدخل ضمن إطار الدورة الاقتصادية سواء باعتبارها منتجاً أو شريكاً للإنتاج أو قيمة مضافة، ففي دول قارة أوروبا يتم تخصيص جزء من الميزانية العائلية للرياضة.
أنواع المنشآت الرياضية:
تختلف المنشآت الرياضية عن بعضها البعض بناء على ما تضمه من أماكن تتعلق بأداء الأنشطة الرياضية، حيث يمكن تقسيم المنشآت الرياضية إلى عدة أنواع، وذلك من حيث النقاط التالية:
1. الأهداف: حيث تختلف المنشآت الرياضية من حيث الهدف التي أنشئت من أجله، حيث تم إنشائها لأهداف تنافسية واجتماعية متكاملة.
2. المظهر العام: حيث تختلف المنشآت الرياضية من حيث شكلها وهيئتها العامة، حيث يوجد منشآت خارجية؛ أي بمعنى منشآت مكشوفة، كما يوجد منشآت رياضية داخلية؛ أي بمعنى منشآت مغطاة.
3. اللعبة الرياضية: حيث تختلف المنشآت الرياضية من حيث نوع الألعاب الرياضية الممارسة فيها، سواء كانت ألعاب جماعية مثل (كرة القدم، كرة اليد)، أو ألعاب فردية مثل (لعبة التنس الأرضي، لعبة السكواش، ألعاب القوى مثل الجري ورمي الرمح).
4. القانونية: فمنها منشآت ذات ملاعب قانونية؛ أي بمعنى يتم الإجراء عليها المنافسات الرياضية الرسمية سواء كانت على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي أو على المستوى القاري، ومنها منشآت ذات ملاعب غير قانونية؛ أي بمعنى تم إنشائها للتعليم والتدريب والترويح.
5. التابعية: أي بمعنى منها منشآت حكومية المتمثلة في (المدارس، الجامعات، المعاهد، الكليات، الساحات الشعبية)، ومنها منشآت خاصة مثل (النوادي الرياضية، المراكز، الشركات)، وأيضاً منشآت تجارية وسياسية واقتصادية.
6. مراكز رياضية متخصصة: أي بمعنى منها منشآت خاصة بالأنظمة الدفاع عن النفس واللياقة البدنية وألعاب البولو.
7. نوعية الأرضية: حيث تعتمد على نوعية وطبيعة الأنشطة الرياضية الممارسة، ومنها يكون عشب زراعة طبيعية أو عشب صناعي أو أسلفت أو بلاط خشبية أو أرضية جليدية أو أرضية رملية أو أرضية فلينية.