ما هي مشكلات الضغوط المتعارضة في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مشكلات الضغوط المتعارضة في علم الاجتماع الرياضي:

مشكلات الضغوط المتعارضة في علم الاجتماع الرياضي: هي أحد المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي يتعرَّض لها الأفراد الرياضيين داخل المجتمع الرياضي، حيث تأتي المشكلات الضغوط المتعارضة من الجماعات الرياضية المرجعية المختلفة التي ينتمي إليها الأفراد الرياضيين، كما أن هذه الجماعات غالباً ما تتناقض في سياساتها وبرامجها وأهدافها وفلسفتها ومصالحها، حيث أنَّ وجود التناقض يؤثر سلبياً في العلاقات التي تنشأ بين الأفراد الرياضين، كما تؤثر سلباً على سلوك الأفراد الذين ينتمون إلي الجماعة الرياضية، كما ينتج عتها تصدع وتذبذب شخصيات الشباب الرياضيين، واضطرابها وعدم قدرتها على أداء واجباتها والإيفاء بالتزاماتها.
حيث أن الجماعة المرجعية عبارة عن جماعة أولية أو ثانوية ينتمي إليها الفرد الرياضي انتماءً إلزامياً أو اختيارياً، كما يكون معها علاقات إنسانية صميمية وقوية، كما يتأثر فيها الفرد الرياضي تأثراً واضحاً بحيث تكون مرجعاً لسلوكه وقيمه وهدفه وميوله وطموحاته، حيث تتجسَّد الجماعات المرجعية في العائلة، المدرسة، المجتمع المحلي، جماعة اللعب، الجامع، الكنيسة، الحزب، النادي، البيئة الاجتماعية ومكان العمل، كما ينتمي الشباب الرياضيين في العادة إلى عدة جماعات مرجعية في وقت واحد.
حيث أن مثل هذه الجماعات (المدرسة أو العائلة أو الحزب أو الجامع أو الجامعة)، تزوّد الشباب الرياضيين بمعلومات وقيم ومبادىء وتعاليم ومعرفة تؤثر سلبياً سلوكه وإتزانه وطرق تفكيره ومدى انسجامه مع البيئة وتكيفه معها، كما أنه في الغالب تتناقض أفكاره وتعاليمه ومبادىء وقيم هذه الجماعات الرياضية المرجعية، كما تختلف سياساتها وأهدافها، حيث أن كل هذه الأمور تترك آثارها السلبية في نشاط وقوة وفاعلية الشباب الرياضيين، كما أنها تضعف شخصياتهم ودرجة تكيفهم مع البيئة المحيطة بهم.
كما أن انتماء الشباب الرياضيين لعدد من الجماعات المرجعية المتقاطعة في مبادئها وفلسفتها وصيغ عملها وأهدافها يجعلون يدخلون في حالة ضياع وارتباك وقلق وحيرة؛ أي بمعنى لا يعرفون ما يجب عليهم أن يؤدوه من واجبات ومهام ووظائف، حيث أن تعاليم ومطالب العائلة قد تتناقض مع مطالب وتعاليم المدرسة أو المجتمع المحلي.
حيث أن العائلة تُعلّم وتُلقّن أطفالها الرياضيين وشبابها الرياضيين مجموعة من المبادىء والقيم، مثل ضرورة ممارسة العمل من أجل مصلحة العائلة واحترام الوالدين والتعاون مع الأقارب، والالتزام بتعليم أفراد الكبار من أعضاء العائلة، أما المدرسة قد تقوم بتعليم طلابها الذين يمارسون النشاط الرياضي ببعض المبادىء والقيم التي تتعارض مع تلك التعلميات التي علمتها له العائلة مثل الإلتزام بتعليم ووصايا المعلمين، حتى لو كانت تتناقض مع تعاليم ووصايا الوالدين، وأداء الواجبات المدرسية وتفضيلها على الواجبات المنزلية والأسرية.
كما أن أوامر ومطالب العائلة من أبنهم الرياضي تتناقض مع أوامر ومطاليب المدرسة أو فريقهم الرياضي، فعلى سبيل المثال قد يطلب الأب من أبنائه الرياضيين الحضور إلى البيت حال انتهاء الدوام الرسمي للتدريب الرياضي، وانتهاء الدوام الرسمي للمدرسة، أما بالنسبة إلى المدرسة قد تتطلب من التلاميذ البقاء داخل المدرسة بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي؛ وذلك للمارسة الأنشطة الأدبية أو الأنشطة العلمية أو الأنشطة الفنية أو الأنشطة الرياضية.
كما أنه من الممكن أن يطلب النادي الرياضي مثلاً (نادي الفيصلي، نادي الوحدات)، من اللاعبين الصغار ممارسة التدريب وتعلم المهارات الرياضية عن بعد؛ أي متابعة اللعب أثناء تواجدهم في المنزل، كما تطلب العائلة من أبنهم الرياضي أداء ووممارسة الواجبات المنزلية، أما في ذات الوقت تطلب معلمين المدرسة من الطالب الرياضي أداء الواجبات العلمية، وتكريس معظم الوقت للدراسة وللتحصيل العلمي.
حيث أنه في هذا الوضع يكون الفرد الرياضي تحت ضغوط متعارضة سلطه عليه من عدة جهات، حيث أن الفرد الرياضي في ذات الوقت لا يعرف أي أوامر سوف ينفذها، ففي حالة نفذ الفرد الرياضي أوامر الأسرة، ولم يقوم بتنفيذ أوامر المدرسة وأوامر الفريق الرياضي الذي يلعب له؛ فإن الجماعتين الذي لم يطلبق الفرد الرياضي أوامرهم ستغضبان عليه، كما أن من الممكن إعطاءه العقاب مثل المقاطعة أو التوبيخ أو الفصل أو الطرد.
ولكي يتم تفادي الضغوط المتعارضة التي يتعرض لها الشباب الرياضيين، يجب على الفرد الرياضي القيام بتنسيق بين المبادىء والقيم والسياسات وأهداف الجماعات المرجعية المختلفة، كما يجب عليه القيام بتوحيد بين أوامرها وخططها وبرامجها، بحيث لا تتقاطع أو تتشابه مع بعضها البعض، فمبادىء وقيم المدرسة يجب أن تتشابه وتتماثل مع مبادىء قيم العائلة؛ أي بمعنى أن تقوم العائلة بتشجيع أفرادها الرياضيين على أداء وممارسة الواجبات المدرسية، كما يجب على المدرسة أن تنصح الطلاب الرياضيين بأداء وممارسة المهام البيتية وإطاعة الوالدين، ففي هذه الحالة تكون الأسرة والمدرسة مُكمّلات لبعضهم البعض.


شارك المقالة: