نبذة عن السلوك الحركي في الرياضة:
إن السلوك الحركي الرياضي هو عبارة عن دراسة للأفعال والأوضاع الإنسانية الأدائية والحركية الرياضية، حيث تكون نتيجة لعمليات داخلية مدمجة تقود إلى تغيّر دائم بشكل نسبي في الأداء والفعل الحركي؛ أي بمعنى أن السلوك الحركي يشمل جميع الحركات والأوضاع الجسمية الإنسانية التي يقوم بها الفرد الرياضي (اللاعب أو المدرب الرياضي)، كما أنه يشمل على جميع العمليات التي تقود إلى تغيّر مؤقت نسبياً في الحركة.
حيث أن دراسة السلوك الحركي يمكن أن يتم تقسيمه ضمن مجالين أساسيين وهما (التحكم الحركي، وهو عبارة عن مجموعة متعددة الأوجه من العمليات الداخلية التي تحدث بموجبها تغيرات دائمة نسبياً في أداء اللاعب خلال الممارسة الفعلية، شرط أن يكون التغير ناتج عن نضج اللاعب مثل نمو جسمه من عمر السنتين إلى عمر اثنا عشرة سنة، أو إلى حالة مؤقتة مثل استخدام أدوية محفزة للأداء والدافعية والإثارة والاستشارة، حيث يمكن أن يكون التغير فطرياً؛ أي بمعنى أن التغير السلوك قد يكون أكثر ديمومة أو أقل ديمومة.
أما بالنسبة إلى المجال الثاني هو التحكم الحركي، حيث أنه عبارة عن دراسة الحركات والأوضاع الجسدية الإنسانية والعمليات الداخلية التي تقودها، كما أن بسبب عمليات التحكم الحركي والتعلم الحركي، فإنه من الصعب فهم واستيعاب متى يمكن أن يعتبر السلوك الحركي تعلماً حركياً ومتى يعتبر تحكم حركي.
فإن إحدى الخصائص المحورية للمهارة من منظور التعلم الحركي والتحكم الحركي تشمل الفعل، فالمهارة والفعل يمكن العمل على استخدامها بشكل متبادل أو شكل تبادلي، حيث أن مجموعة من أنماط المهارات أو الحركة يمكن أن تساهم بفعل حركي معين، فعلى سبيل المثال أن ضرب الكرة الغولف من العشب إلى الحفرة يتطلب أنماط معينة ومحددة من الحركة؛ وذلك لإتمام المهمة في أداء اللعبة الرياضية.
كما أن استخدام إشارات ذات معنى والقدرة على تحديد ما هي متطلبات الأداء الرياضي بشكل متقدم مع وجود الانسجام الأدائي الفعلي، كلّها تشكل وتعمل على تكوين الأداء الرياضي الماهر، فعلى سبيل المثال عند انتظار رمية الإرسال في الكرة الطائرة فإن اللاعب الرياضي يحصل على إشارات هامة وضرورية من وضعية وقوف المرسل طريقة ضرب الكرة وضعية اليد عن الاتصال.
بينما الاعب الرياضي غير الماهر سوف يكون غير قادر على تمييز إشارات مشابهة، كما أن في لعبة الهوكي الجليدي يستطيع حارس المرمى الماهر أن يتوقع بنجاح مسار القرص المطاطي القادم قبل الضربة، في حين أن الحارس غير الماهر ينتظر إلى أن يتم ضرب القرص.
نظريات السلوك الحركي في الرياضة:
النظرية اللاإرادية في الرياضة:
حيث إن الحركة يتم التحكم بها من خلال ردود الأفعال، على أساس أن الفعل كان خاتمة مجموعة من ردود الأفعال التي تم ربطها مع بعضها البعض؛ وذلك لإنتاج رد الفعل، وبشكل أساسي كان مقترحاً أن ردود الأفعال والانعكاسات على مستوى الحبل الشوكي كان مستشارة من قبل المستقبلات الحسية، فهي تجمع المعلومات من المجتمع الرياضي، وذلك كانت العضلات مستشارة لتستجيب.
ولقد تم تصميم نظريات رد الفعل لتفسير السلوك الحركي الذي كان قابلاً للملاحظة، حيث أنه لسوء الحظ كان عمق التفسير محدداً بالمثير والاستجابة ولم يأخذ بعين الاعتبار الأداء الموجه نحو الهدف، حيث أن لم تشرح النظرية الحركات التي حدثت عندما قام الفرد الرياضي باتخاذ الخيارات في السلوكيات المنوي القيام بها.
النظرية الهرمية في الرياضة:
حيث كان ثمرة تطور نظريات التحكم الحركي أنه عبَّر عن ذاته من خلال فكرة تراتبية وهرمية، وهي وظيفية الجهاز العصبي المركزي، ووفقاً لهذه النظرية، فإن كل الأجزاء المكونة لعمليتي التخطيط وتنفيذ الحركة قد تم تعيينها وتحديدها في مركز واحد أو أكثر من مراكز القشرة الدماغية، ضمن ترتيب هرمي للجهاز العصبي المركزي.
حيث يوجد نظام الحلقة المفتوحة الذي يشير إلى توليد الخطط الخاصة بالفعل الرياضي من قبل منفذ مركزي في القشرة الدماغية، حيث أنه يتم إكمال الفعال بدون تغذية راجعة حسية إضافية، كما يحدد المستوى التنفيذي لنظام الحركة المفتوحة ما هي الحركة التي سيتم إجراءها؛ أي معرفة أنّ العضلات ستتقلص ومتى ستتقلص وبأي ترتيب ستتقلص.
ومن الناحية النظرية هو يحتوي على جميع المعلومات الضرورية بالنسبة للمستوى المستجيب للقيام بالحركة حتى يتم إتمامها بشكل كامل، حيث أن المستوى المستجيب ينظم العضلات والمفاصل لإنتاج الحركة المخطط لها مسبق، فعلى سبيل المثال لاعب الجمباز الذي يؤدي جملة حركية في الجمباز يستخدم المستوى التنفيذي؛ وذلك لتحديد ما هو تسلسل اجتياز الجملة الحركية الذي يريد أداءها ومتى يبدأ به، ومع بدء التنفيذ يضبط المستوى المستجيب الحركة.
نظرية الأنظمة الفعالة في الرياضة:
حيث تعرف هذه النظرية بالنظرية البيئية أو نظرية أنظمة الفعل الرياضي، حيث يبنى على أساسها طبيعة العلاقة الديناميكية الفعالة بين الفرد الرياضي والمجتمع الرياضي المحيط بها، كما أنها هي عبارة عن المخطط الذي يوصف التحكم بالحركة المنسقة، حيث تجعل هذه النظرية من البيئة المصدر الذي منه يتم الحصول على المعلومات اللازمة لأداء حركة محددة، وأن كل المعلومات الخاصة بالحركة موجودة في البيئة، ويمكن العمل على إدراكها بشكل مباشر من قبل الفرد الرياضي.
كما أن أصحاب هذه النظرية يدافعون بوجود تفاعل مدمج أو تفاعل متبادل للأنظمة الأصغر حجماً مثل (الحيوية، العضلية، العظمية، القلبي)؛ وذلك عن طريق العمل بشكل جماعي وتعاوني مشترك لتلبية المتطلبات البيئية، حيث أن هذا التعاون المشترك بين الأنظمة الصغرى ليس لديه آمر أعلى، وبدلاً من ذلك يستمد ترتيب أولوياته من خصائص المعلومات المجموعة من البيئة الرياضية المحيطة.
فعلى سبيل المثال إذا كان فرد رياضي يخطط لرمي الكرة نحو هدف معين ومحدد يبعد خمسة أمتار، فإن العضلات والمفاصل في الجسم تعمل معاً؛ وذلك لتلبية الهدف المحدد وهو رمي الكرة إلى هدف يبعد خمسة أمتار، حيث أن أجزاء محددة من الجسم سوف تبدأ وتنهي حركتها، بناءً على الفعاليات الرياضية الخاصة بمجموعة من الحركات والتوتر والجاذبية الأرضية والتوازن، ووفقاً لارتباطها بالهدف والبيئة.
حيث تعتبر رياضة الكاراتيه المشتركة هي مثال على نظرية الأنظمة الفعالة، وإضافة إلى ذلك أن الأداء الحركي يتأثر بما ينوي الفرد الرياضي القيام به، كما هو الحال أيضاً بما هو متحكم به بيئياً حسب تنسيق الأنظمة الصغرى في الجسم، فإن تعديلات طفيفة في الحركية يمكن القيام بها بسهولة وبسرعة، حيث أن هذه التعديلات مبنية على التغذية الراجعة الحسية أو حلقات تغذية راجعة قصيرة، للتأقلم والتكيف مع المواقف الرياضية غير المألوفة.
كما يعتبر أداء المحرك هو التحكم المناسب والفعال في العمليات الحركية وحركات الجسم، مثل الرقص والقفز والجري والمشي، حيث أن التحكم الحركي في المحرك هو القدرة على تنظيم أو توجيه الآليات الضرورية للحركة، حيث تتم الحركة في تفاعل بين الشخص والبيئة، حيث يتيح التعلم الحركي تطوير مهارات جديدة، مثل إتقان إرسال التنس.