تُعدّ الكاراتيه من أهم الفنون التي تتطلّب عدد من المكوّنات البدنية، التي تتلاءم مع بعضها البعض بشكل متّصل، فاللاعب الذي لا يتتطلب مواصفات بدنية خاصة للكاراتيه، يصعب عليه الوصول إلى مستويات مرتفعة. ويتم تقديم اللاعبين من خلال أداء تمارين بدنية تُنمّي اللاعب قبل الخوض في تعليم الكاراتيه. وتنقسم منافسات الكاراتيه إلى الكوميته والكاتا، حيثُ لا يجوز استبدال منافس بآخر خلال المباراة الفردية. ويحسن تدريب الكاراتيه من هيئة وشكل الجسم، والتخلص من الأوجاع والآلام التي من المتوقع أن يشعر بها اللاعب بعد الانتهاء من ممارسة الكاراتيه، والتقليل من خطر حدوث الإصابات ومتابعة تنفيذ التدريبات اليومية بكفاءة ونشاط.
هل الكاراتيه تجعل الأطفال عدوانين:
الكاراتيه رياضة يحبها الأطفال كثيراً عن طريق الرسوم المتحركة، أو مشاهدتها على التلفاز. ويريد الكثير من الأطفال تجربة تلك الرياضة كفعالية مدرسية أو في الأندية، لكن يوجد خوف من الأهل من أن يصبح أطفالهم أكثر عدوانية.
وفي الحقيقة لرياضة الكاراتيه أهمية عديدة لا يمكن اكتسابها من أي رياضة أخرى، وتبرز أهمية الكاراتيه بالحاجات الأساسية للأطفال خلال مراحل تقدمهم ونموَّهم إلى أهمية الإثارة والمغامرة والانتماء لمدارس ونوادي لصرف الطاقة وإظهار الذات.
فممارسة نشاط الكاراتيه هادف ومنظم، وهذا ما توفره رياضة الكاراتيه، فالكاراتيه عند كتابة كلمة كاراتيه باللغة اليابانية نجد أنها تحتوي على نصفين الأول “كرا”، الثاني “تيه” أو “شو” ويعني اليد. وتعني الكاراتيه لغوياً “اليد الفارغة”؛ وذلك لأنها تكون قتال من دون سلاح؛ أي أنها ليست خطرة على الأطفال.
وتساعد الكاراتيه الأطفال على النضج الانفعالي، فممارسة الكاراتيه تكيّف الأطفال على الهدوء والسيطرة على الانفعال والعواطف؛ حيثُ أن نمو الصفات الرياضية تتضمنت اتجاهات تجعل الطفل يتقبل النتائج مهما كانت. وتُعدّ الكاراتيه وسيلة مناسبة للتخلّص من التوتر والاكتئاب؛ حيثُ يكون الأطفال فرحاً عند ممارستها بحيثُ يصدر الأندورفين هرمون السعادة والذي يعود على الأطفال بالسعادة.
والكاراتيه تساعد على تنمية الوظائف الذهنية للطفل، إذ تساعده على العناية بجسمه وتحسين صحته في تفعيل العملية العقلية؛ تبعاً للترابط المتصل بين الجسد والنشاط الفكري. وتعمل الكاراتيه على تحسين التكيف الاجتماعي للطفل من خلال زيادة العادات الاجتماعية، كالتعامل مع الآخرين وانسجامهم سواء كانوا أصدقاء أو منافسين.
وتساعد في تخفيف العواطف والدوافع لدى الطفل وعلاج بعض المشكلات، فعندما يندفع الأطفال نحو أداء أمور تعاكس أهداف النمو الاجتماعي والأخلاقي، يمكن تحفيزهم من خلال ممارسة الكاراتيه لإشغالهم عن الأعمال المنافية للآداب وتطوير السلوك السليم.