كيف تنمو زهرة القرطم؟

اقرأ في هذا المقال


تاريخ زهرة القرطم:

نبات القرطم (Carthamus tinctorius L): هو محصول بذور زيتية سنوي واسع الأوراق يتكيف بشكل رئيسي مع مناطق إنتاج الحبوب الصغيرة في السهول الكبرى الغربية، وبدأت عمليات تقييم نبات القرطم في ولايات (Great Plains) في عام 1925، ولكن كانت البذور تحتوي على نسبة زيت منخفضة جدًا لاستخراج الزيت المربح.

وفي السنوات التالية، طوّرت محطة التجارب الزراعية في نبراسكا أصنافًا تحتوي على حوالي 35% من الزيت مقارنة بالأصناف القديمة التي تقل عن 30%، وأصبح الإنتاج التجاري مركّزًا في غرب نبراسكا وشرق كولورادو، ولكنه يقع الآن في العديد من الولايات الغربية ومقاطعات البراري الكندية.

وتزرع كاليفورنيا ما يقارب من 50% من القرطم في الولايات المتحدة، بينما ينمو في ولاية نورث داكوتا ومونتانا معظم الإنتاج المحلي المتبقي، كما تنتج ولاية ساوث داكوتا وأيداهو وكولورادو وأريزونا ( South Dakota, Idaho, Colorado, and Arizona) نبات القرطم، ولكن بمساحات أصغر بكثير.

أنواع نبات القرطم:

هناك نوعان من أصناف القرطم، النوع الذي ينتج الزيت الذي يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (حمض الأوليك)، وتلك التي تحتوي على تركيزات عالية من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (حمض اللينوليك).

وكلا النوعين من القرطم الذي يتم تربيته في السهول الشمالية الكبرى نسبة الأحماض الدهنية المشبعة فيه منخفضة جدًا، عند مقارنته بالزيوت النباتية الأخرى، فقط قرطم اللينوليك يزرع تجارياً في أعالي الغرب الأوسط، وقد يتم قريباً زراعة الأصناف التي تحتوي على نسبة عالية من حمض الأوليك على نطاق أوسع.

استخدامات نبات القرطم:

كان ينمو القرطم في الأصل للزهور التي كانت تستخدم في صنع الأصباغ الحمراء والصفراء للملابس وتحضير الطعام، ويوفر هذا المحصول اليوم الزيت والطحين وبذور الطيور والقدم (بقايا من معالجة الزيت)، لأسواق المنتجات الغذائية والصناعية، على الرغم من أن هذا المحصول يُزرع الآن بشكل أساسي للزيت.

ويحتوي الزيت الموجود في قرطم اللينوليك على ما يقارب 75% من حمض اللينوليك، وهو أعلى بكثير من زيوت الذرة وفول الصويا وبذور القطن والفول السوداني أو الزيتون، ويستخدم هذا النوع من القرطم أساسًا في إنتاج زيوت الطعام مثل زيوت السلطة والسمن.

ويختلف الباحثون حول ما إذا كانت الزيوت التي تحتوي على نسبة عالية من الأحماض المتعددة غير المشبعة، مثل حمض اللينوليك، تساعد في تقليل نسبة الكوليسترول في الدم وما يرتبط بها من مشاكل في القلب والدورة الدموية، ومع ذلك، فإنه يعتبر زيت طعام “عالي الجودة” وقلق الناس حول هذا الموضوع جعل القرطم محصولًا مهمًا للزيوت النباتية.

وقد تكون الأصناف التي تحتوي على نسبة عالية من حمض الأوليك بمثابة زيت طهي مستقر للحرارة، ولكنه غالي الثمن يستخدم في قلي البطاطس، كزيت صناعي، ويعتبر زيتًا جافًا أو شبه مجفف يستخدم في تصنيع الدهانات وطلاءات الأسطح الأخرى.

وهذا الزيت فاتح اللون ولن يصفر مع تقدم العمر، لذلك فهو يستخدم في الدهانات البيضاء وذات الألوان الفاتحة، ويمكن أيضًا استخدام هذا الزيت كبديل لوقود الديزل، ولكن مثل معظم الزيوت النباتية، ويعد حاليًا مكلفًا للغاية لهذا الاستخدام.

كيفية نمو نبات القرطم:

نبات القرطم هو نبات سنوي في نفس عائلة نبات عباد الشمس، ويتكيف هذا المحصول مع أنظمة الزراعة في الأراضي الجافة أو المروية، وتنبت كل بذرة وتنتج جذعًا مركزيًا لا يطول لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وتنمو الأوراق بالقرب من الأرض، على غرار الشوك الصغير.

وغالبًا ما يؤدي النمو البطيء للشتلات في أوائل الربيع إلى محصول الأعشاب، وتنمو السيقان المركزية القوية، بأعداد متغيرة من الفروع، إلى ما بين (12 إلى 36) بوصة حسب الظروف البيئية، وهذا المحصول يتحمل الجفاف أكثر من الحبوب الصغيرة لأنه يحتوي على جذر رئيسي يمكن أن ينمو من (8 إلى 10) أقدام إذا سمحت درجة حرارة التربة والرطوبة.

وتتطور الأشواك القاسية على هوامش الأوراق لمعظم الأصناف في مرحلة تبرعم الزهرة تقريبًا، وهذا يجعل من الصعب جداً السير في الحقول، وتنتج الفروع عادة من رأس إلى خمسة رؤوس أزهار، وعادة ما تكون رؤوس الزهور، التي يبلغ قطرها حوالي بوصة واحدة، صفراء أو برتقالية اللون، على الرغم من أن بعض الأصناف تحتوي على أزهار حمراء أو بيضاء.

وتتشكل براعم الزهور في أواخر يونيو ويبدأ الإزهار في منتصف إلى أواخر يوليو، ويستمر لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حسب الظروف البيئية، والاختلافات بين الأصناف، وينتج كل رأس زهرة من (15 إلى 30) بذرة بمحتوى زيت بذور عادة ما بين (30 إلى 45٪).

ويتم وضع البذور في الرأس عند النضج، مما يمنع التمزق قبل الحصاد ويؤخر إلى حد ما فقدان التغذية من الطيور، وتنضج البذور عادة في شهر سبتمبر، أي بعد حوالي أربعة أسابيع من انتهاء الإزهار، ويحتاج هذا المحصول عادة من (110 إلى 140) يومًا لينضج في أعالي الغرب الأوسط.


شارك المقالة: