اقرأ في هذا المقال
يتعلم الفرد فقط ما يقوم به أو يستخدمه بيديه ويـخـتـبـره بـفـمـه، ومن هنا يُدرك أن الطفل لا يتعلم الكلام إلا ما يستخدمه من كلامه، فالمحادثة هي الطريقة الأكثر فعالية لتعلم اللغة للأفراد، وهي الأسلوب الواقعي الذي يساعد على تعلم اللغة والفكر.
أثر المحادثة واللعب لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة
يعتبر الطفل أن اللفظ الذي ينطق به يصبح مُلكاً له، ولذا سببتهج ويفرح بإعادة لفظ ما، أو حين يضرب الصينية بالملعقة حين يلعب بهما، فاللعب يُعدّ الكائن الذي يدربه على النجاح في المستقبل، وهكذا يستطيع المربي الاستفادة من الألعاب اللغوية كوسيلة مثلى ورائعة.
فـالهدف من تعليم المهارات اللغوية هو الزيادة من قدرة الطفل على الاتصال بالآخرين، حيث أن القراءة والكتابة يمكن تعليمها فقط بعد أن يكون الطفل قد طوّر المهارات الأساسية والضرورية لفهم الآخرين والاتصال بهم، وإذا ما توصل طفل إلى مستـوى مقبول من القراءة والكتابة، فإنه يمكن بالتالي تدريبه على هذه المهارات مع الأخذ بعين الاعتبار بُعدها الوظيفي المُستخدم.
مهارة الاستماع واللعب لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة
تحتل مهارة الاستماع مكان الصدارة من حيث الأهمية والترتيب الطبيعي لمهارات اللغة، الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، والاستماع مهار لغوية معقدة تتكون من مجموعة من المهارات الذهنية والأدائية، وهذه المهارات تتفاعل مع بعضها وتعمل كمنظومة واحدة أثناء قيام المتعلم بعمليات التلقي واستقبال الرسائل الصوتية من مصادرها المتنوعة، سواء أكان ذلك داخل الصف أم خارجه.
ويعتبر الاستماع إحدى الوسائل التي يعتمد عليها الطالب في اكتساب المعلومات والمعارف المختلفة، حيث تؤدي الكلمة الشفهية دوراً مهماً في عملية التعليم والتعلم، وهي أيضاً وسيلة أكثر فاعلية في المرحلة الابتدائية، ولذا فإن الاستماع والتحدث ومهاراتهما هما الأساس الذي يعتمد عليه المعلم والطالب في تعليم جميع أنواع المعارف، وهذا كله يعمل كحصيلة من المعلومات والمفاهيم التي تُنمّي خبرات الفرد وتزيد ثقافته.
بالإضافة إلى وجود علاقة قوية بين الاستماع والمحادثة، وبين الاستماع والقراءة والكتابة لاحقاً، حيث تُعدّ فترة الاستماع هي فترة إعداد خصبة لبقية المهارات، ومهارة الاستماع تَسبق مهارة القراءة، وسابقاً كان الاستماع ذو أهمية في آلية التعلم أكثر من القراءة، حيث اعتمد الفرد حينها على الكلمة المنطوقة في مجالات الثقافة بمتعدد فروعها، واعتبرت الكلمة المسموعة لها أثر بالغ على السامع، وأصبح الفرد ليس ملتزماً فقط بالقراءة والكتابة، بل بالكلام والاستماع بدقة وفهم.
ومن المعروف أن الاستماع إلى تتابع الأصوات داخل الكلمة الواحدة، وتتابع الكلمات داخل الجملة الواحدة يُنمّي عند الطفل القدرة على فهم بناء الكلمة وبناء الجملة، وإن تدرب الطفل على الاستماع الجيد، يُعدّ ضرورة مُلحّة في حياة العائلة، حتى يتعلم أسس النظام وكي يعطي الفرصة ليكون عاملاً فعالاً في المستقبل، سواء في الإطار العائلي أو إطار المدرسة أو الشارع، لذلك لا بد من توفير فرصاً للاستماع الجيد.
وذلك حتى تصبح لدى الطفل أذن صاغية مُدركة قادرة على الاستيعاب والتطور المستمر، ومعظم المدارس تهتم بمهارات اللغة المتمثلة بصفة خاصة في القراءة والكتابة، وتهمل جانب تعليم الكلام الاسـتـمـاع، وفي هذا مـا يؤثر على قدرة الطلاب على الانـتـبـاه والتركيز، ومن هنا ينبغي تدريب الطلاب على هذه المهارة في سن مبكرة لأهميتها في عملية التعلم.
وفي أنشطة المجتمع وفي الحياة بصفة عامة، وقد أثبتت الدراسات أن أول اتصال للطفل باللغة يتم من خلال الاستماع، بل إنه الاتصال الوحيد له باللغة في السنة الأولى من عمره، وسيظل للاستماع دور كبير في أنشطته مدى الحياة، والاستماع مهارة مـهـمـة من مهارات الاتصال بين أفراد المجتمع في معظم المواقف الحياتية، مما يتوجب القيام بدراسة وصفية حول تطوير مهارة الاستماع، وما يندرج تحتها من مهارات فرعية.
ويُعرَف أيضاً أن الاستماع هو الإصغاء الواعي من قِبَل الفرد للرسائل المُتلَقاة بقصد الفهم الإجمالي لما تشتمل عليه من أفكار ومضامين وأحداث والتفاعل معها، وتتألف مكونات الاستماع من العناصر التالية، التلقي والتفاعل والنقد وإصدار الأحكام، ويحقق الاستماع للطلاب مجموعة من الفوائد، من أهمها تعريف الطلاب بالصورة الصوتية للحروف والكلمات المنطوقة، وتطوير القدرة على التفريق بين المتشابه والمختلف من الأصوات.
وأيضاَ مـعـرفـة مـواضـع الفصل والوصل في الكلام المسموع، ومـعـرفـة الأداء المناسب للوحدات الصـوتـيـة المُتلقّاة، والتـدريب على مـهـارات الـتـركـيـز والمتابعة واستخراج الأفكار وتصنيفها، وإدراك العلاقات بين الأفكار والمعاني ومعرفة أهم الأفكار والموازنة بينها، والتفريق بين الأفكار الرئيسية والأفكار الثانوية في الكلام المسموع.