أساليب الإرشاد النفسي المستخدمة في أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:
1- الإرشاد النفسي الفردي:
لعل من بين أهم العوامل التي تتطلب الإرشاد الفردي، كأسلوب للعمل مع أولياء الأمور ذوي الإعاقة العقلية وأسرهم، ما يكلفه من خصوصية في العلاقة الإرشادية من ناحية.
وأيضاً تنوع الحاجات الإرشادية للمرشد؛ بسبب حاجات الأهل من ناحية القلق والتي تختلف عن احتياجات الأهل الذين يشكون في التشخيص، وأيضاً احتياجات الأهل الذين يكونون على دراية مختلفة عن حاجات الأهل الذين ليسوا على دراية بالمشكلة.
تحتاج المجموعة الأولى إلى مساعدة في التخلص من القلق ومشاعر الذنب واليأس، والثانية تحتاج إلى الإقناع والتبصير بالحكمة والنصائح الحسنة.
وتحتاج المجموعة الثالثة إلى التنصير والحصول على المعلومات، بينما تحتاج المجموعة الرابعة إلى تشجيع على الاستمرار في رعاية الطفل.
2- الإرشاد النفسي الجماعي:
هو من أساليب الإرشاد النفسي الذي يتم بعد عملية الإرشاد الفردي، حيث تعمل على الإرشاد في حالة جماعية مع أولياء أمور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أو أفراد أسرهم لمناقشة اهتماماتهم وانفعالاتهم وخبراتهم.
وكذلك همومهم المشتركة، من أجل زيادة فهمهم ووعيهم بأنفسهم، ومساعدتهم على تعديل أو تغيير مواقفهم، وتنمية قدراتهم على التعامل مع مشاكلهم على أساس واقعي وبطريقة بناءة.
ويتميز الإرشاد الجماعي لأولياء الأمور الأطفال ذوي الإعاقة العقلية وأسرهم بالعديد من المزايا، ومن أهمها کسر دائرة العزلة الاجتماعية، والانفتاح على الآخرين الذين يعانون من نفس الظروف.
حيث يتبادل الخبرات والتجارب معهم، مما يساهم في تحسين توافقها من جهة، وتعلم واكتساب مهارات وأنماط سلوكية جديدة تزيد من درجة التكيف مع الصعوبات التي تواجههم من جهة أخرى.
والحد من مقاومة الوالدين وأفراد الأسر لإثارة مشاعرهم اتجاه الطفل ومشكلته، ومساعدتهم على التنفيس الانفعالي في مناخ يتسم بالود والتفاهم.
يوفر هذا المزيد من الفرص لتقليل التوتر والقلق والضغوط الانفعالية ويساعد على عدم لوم الذات، وإشعار الأهل بالمساندة والتأييد والدعم الانفعالي، والطمأنينة من خلال شعورهم المتزايد بأنهم ليسوا الوحيدين اللذين يعانون من مشكلات الطفل ذو الإعاقة العقلية.
3- الإرشاد النفسي المباشر الموجه:
تسمى هذه الطريقة أيضاً المتمركز حول المرشد، حيث تشمل على الافتراض الأساسي لها أن على الأفراد اتخاذ قرارات، غالباً ما يتطلب معرفة خبرات الفرد، وأيضاً المسترشد قادراً على اكتسابها.
ولكنه ليس لديه الفرصة، لذلك ربما بسبب توتره أو تسرعه أو قلة معرفته، وباستخدام خبرة المرشد المدرب، ومعلوماته وكفاءته المهنية، ويمكن للمسترشد أن يتعلم كيفية اتخاذ القرارات واختبارها معهم.
ويمكن القول بأن أسلوب الإرشاد الموجه أو المباشر، يكون دور المرشد فيه أكثر إيجابية من دور الأهل أو الشخص المستفيد من الإرشاد، وأن من شأنها تعزيز الاعتماد على المتخصص.
تعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق في تحقيق الغايات العقلية المعرفية من الخدمات الإرشادية، وفي تلبية الاحتياجات التعليمية والمهارية لأولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة العقلية وأسرهم.
حيث يفترض أنهم يعانون من عدم اليقين وغموض الأفكار، ومن المعتقدات الخاطئة عن حالة الطفل، حيث يعاني من عدم معرفة الأساليب التي تسهم في حل المشكلات العملية اليومية التي يواجهونها.
فإن أكثر ما يحتاجون الأهل من المرشد التعرف على معنى الإعاقة ودرجته وقدرات الطفل وإمكاناته الحقيقية، وحاجاته وتأثيرات الإعاقة على جوانب نموه الأخرى، وعلى أشقائه وحياة الأهل وكيفية تعليمه وتدريبه.
4- الإرشاد النفسي غير المباشر غير الموجه:
ويطلق عليه أيضاً الإرشاد المتمحورة حول المسترشد، وهي تستند على افتراض أن المسترشد له الحق في تقرير المصير، وأنه يمتلك بداخله طاقات كافية للنمو الشخصي.
وكذلك الموارد الذاتية الإيجابية إذا ما استثمرها جيداً واستخدامها في ظروف بيئية خالية من التهديد، ويمكن إعادة تنظيم نفسه وتجاربه وتغيير أساليب سلوكه لاستعاده توازنه وتوافقه دون الاعتماد على مصدر خارجي.
وعليه فإن دور المرشد في هذه الطريقة غير المباشرة في قبول المسترشد كما هو، والاستماع إليه بشكل كامل، ومساعدته على التعبير عن مشاعره الحقيقية، وفهمها بشكل مباشر من خلال إعطاء نصائح.
ولكي يكتشف المسترشد نفسه على حقيقتها، وليخبر دون وعي بالعوامل التي أدت إلى سوء توافقه، ويصل إلى فهم معظم مشاكله، ولزيادة اعتماده على نفسه في تحمل مسؤولياته واتخاذ قرارات بمفرده لحل هذه المشاكل.
ومن المحتمل أن يكون الأسلوب الإرشادي النفسي، غير مباشر مجدي أكثر في تحقيق الغايات الوجدانية من الخدمات الإرشادية بالنسبة لأولياء الأمور الأطفال ذوي الإعاقة العقلية وأسرهم.