أشارت الأبحاث العلمية، أن الشخص الذي لا يعبر عن مشاعره لأي أحد هو أكثر عُرضة للوفاة المبكرة، كما دلّت هذه الأبحاث إلى مدى إصابة هؤلاء الأشخاص بالعديد من الأمراض المزمنة الناجمة عن قمع مشاعرهم وكتمها بداخلهم، ومنها أمراض القلب والإصابة بالجلطات الناتجة عن الكبت المستمر.
المشكلات الصحية للكتمان النفسي:
إن كبت المشاعر بصورة دائمة ينجم عنه ارتفاع نسبة هرمون النورادرينالين في الدم، حيث تقوم الناقلات العصبية والخلايا المرتبطة بالجهاز العصبي بإفراز هذا الهرمون والذي ينتج عنه ما يلي:
1- زيادة مستوى السكر في الدم.
2- زيادة مستوى ضغط الدم.
3- ظهور انقباضات وتقلصات في العضلات.
4- ارتفاع وعدم انتظام في نبضات القلب.
5- توفر مشاكل في العمود الفقري والظهر.
6- ألم في الأعصاب الطرفية.
7- آلام المعدة والحموضة الناجمة عن اراتفاع إفراز حمض المعدة.
8- مشاكل في القولون العصبي.
9-الصداع المستمر.
10- الإحساس بآلام في الأسنان.
11- الإصابة بنقص المناعة.
تمكن العلماء من إعداد دراسة حول الكتمان النفسي، وجاءت النتائج أن الأشخاص الذين لا يستطيعون البوح عما في صدورهم هم أكثر عرضة عن غيرهم للوفاة المبكرة بنسبة 35%. كما دلت هذه الدراسة أن 47% من الأشخاص الذين تعجز لديهم القدرة على البوح هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، والتي قد تؤدي بهم إلى الموت المفاجئ، كما أن 70% من الأشخاص يصابون بمرض السرطان نتيجة كمية الضغوط النفسية والمشاعر يصعب التعبير عنها وبالأخص مشاعر الغضب لديهم والتي تعرضهم للجلطة.
أسباب الكتمان النفسي:
هناك العديد من الأسباب المنتشرة التي تؤدي إلى الإصابة بهذه الحالة، منها ما هو نفسي ومنها ما هو بيئي وأسري، ومن أهمها ما يلي:
1- تربية الطفل من جهة الوالدين على عدم إخراج المشاعر والأحاسيس و التعبير عن الأراء وإعطاء أرائهم في الأشياء، كما أن ضرب الأطفال في صغرهم يجعلهم يشعرون بالخوف من التعبير عن ما يشعرون به في داخلهم، مما يؤدي إلى الإصابة بهذه الحالة منذ الصغر.
2- عدم عثور الشخص على أشخاص وأصدقاء مقربون منه جداً، ويفهمون شخصيته ومشاعره ويعرفون تفاصيل حياته ومشاكله التي يشتكي منها، والظروف التي مر أو يمر فيها.
3- يتعرض بعض الأشخاص لهذه الحالة بسبب معتقداتهم الخاطئة، يظن الشخص المصاب بهذه الحالة أنه لا يمكن مشاركة المشاعر الخاصة مع الآخرين، وليس من الضروري التواصل في الأمور الخاصة، هذا الأمر يولد لدى الشخص العزلة والصمت، حتى في باقي الأمور الأخرى العادية.
4- يساعد أيضاً الحب والاهتمام الزائد بالأشخاص والخوف من خسارة وفقدان الآخرين من الأصدقاء والعائلة في جعل الشخص كتوم، إذ يخاف من أن يتكلم في شيء يؤذيهم أو لا يفرحهم، ويفضل الصمت بدل المشاركة بسبب الخوف من الاستجابة.
5- يوجد بعض الأشخاص الكتومين العاجزين عن الإفصاح عن أحساسيهم وعن وجهة نظرهم والتفاعل مع الآخرين، ليس بسبب القلق أو التربية، لكن بسبب عدم إدراكهم للأسلوب الذي يبوحون به عما بداخلهم مهما حاولوا جاهدين فعل ذلك.
6- ثقافة البلدان ونمط العيش، تطورت في الأشخاص منذ الصغر ثقافة الكتمان والصمت بدل التعبير عن الآراء والدفاع عن الحقوق، مما يولد جيل من الأشخاص المصابين بهذه الحالة.
علاج الكتمان النفسي:
أُكد من خلال بعض الكتب الرسمية في علم النفس لعلماء كبار، أنه يوجد حلول عديدة للتخلص من هذه الحالة، وعلاجها عن طريق بعض النقاط التي لا بد من القيام بها بصورة مستمرة لفترة محددة، منها:
يكمن علاج هذه الحالة لدى الأشخاص في دور العائلة والمحيطين حولهم، في دفع الأشخاص وتشجيعهم على التعبير عما بداخلهم والاستماع إليهم، إيجاد الحلول لمشاكلهم، لكي يشعروا بالراحة والطمأنينة مع الآخرين.
كما يمكن الاستعانة بأخصائيين نفسيين ذوي خبرة في هذا المجال، من أجل التحدث مع هؤلاء الأشخاص ومعرفة ما يدور بداخلهم ومساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة.
كما أن الرغبة مع الشجاعة لدى المصاب بهذه الحالة مع محاولة الاندماج في المحيط والمجتمع، يساعدان في العلاج.
كما أنه تكمن رغبة الشخص في التخلص من الذي بداخله من خلال القضاء على بعض العادات السيئة مثل:
1- حاجته في البقاء لوحده، فلا بد أن يفعل عكس ذلك حينما يشعر به، ويبدأ في الخروج والجلوس مع الآخرين والتحدث إليهم.
2- تبديل الروتين اليومي له ومحاولة صنع عالم جديد وممتع أكثر مع من حوله، بأن يمارس بعض الهوايات التي كان يضعها على الحافة منذ زمن ولا ينظر إليها، مما سيساعده على تحسين مزاجه وحالته النفسية.
3- العثور على شخص يشعر بالراحة بقربه والتحدث إليه، ومحاولة التحدث عن مخاوفه ومشاعره أمامه إلى أن يتم إخراج كل المشاعر السلبية والتخلص منها.