إنّ التّدخين ضار، سواء كان المُدخن في سنّ المُراهقة أو في أي مرحلة عمرية أخرى، لكن بالتأكيد هناك تأثير أكبر للتدخين على أجسامِ المُراهقين وذلك لأن جسم المُراهق غالباً ما يكون في طورِ النّمو، خصوصاً الهيكل العظمي، فضلاً عن الأضرار الصحيّة التي يمكن أن يُعاني المراهق بسببها مشاكل اجتماعية أو عائلية بسبب التّدخين.
ما هي أنواع التدخين
- التدخين الإرادي: يعني التدخين بشكل مقصُود ومباشِر من الشّخص المُدخن لإِحدى أنواع الدُّخان.
- التدخين غير الإرادي أو اللاإرادي: هو تعرُّض الشّخص غير المُدخن لأضرار التّدخين، من خلال استنشاق الدُّخان الناتِج والمُنبعث نتيجة تدخين شخصٍ آخر قرِيب منه أو في مُحيط المكان الذي يعيشُ فيه.
أضرار التدخين على المجتمع
ينتُج عن نشاط التّدخين جُملة لا مُتناهية من الآثار السلبيّة الخطيرة، التي تهدِّد سلامة كافّة المجالات الحياتية، سواء على الصّحة النفسيّة أو الجسديّة للإنسان أو على صعيد البِيئة والحضارة، استقرار المُجتمع المُرتبط باستقرارِ الحياة الاجتماعيّة، تشير أَحدث الإِحصاءات العالميّة إلى أنّ آفة التدخين تقضِي على ما يُقارب من خمس إلى ست ملايين شخص سنويّاً حول العالم في أمراضٍ مُختلفة، تتمثل هذه المخاطر فيما يلي:
- يُؤدي التّدخين إلى إِصابة المراهقين والشباب الذين يشكِّلون أساس المُجتمع بأَزمات وأَمراض خطيرة، كأمراض الجِهاز التّنفسي، الرئتين، القلب، تعتبر أساساً للإصابة بالجلطات بأنواعِها العديدة، الدماغيّة، السكتة القلبيّة، تصلب الشرايين.
- يُهدد التّدخين صحَّة النِساء الحوامِل، كذلِك صحة الأجنَّة بشكلٍ مُباشر، حيث يزيد من احتِمالية التعرُّض للإجهاض، النزيف، سقوط المشيمة، يُسرع من عمليات الولادة المبكرة.
- يُؤدي التّدخين إلى الإصابة بأمراضِ الفم واللثة، حيث يُؤدي إلى التهاب اللثة وتسوّس الأسنان واصفرارها، بالتالي ابتعاد الآخرين عنه بسبب مظهره الغير لائق.
- يُؤثر التدخين على الجهاز العصبي والصّحة النفسيّة للإنسان، ذلك من خِلال تأثيره على الطّاقة، زيادة الشّعور بالكسل والتعب عند القيام بأي نشاط بدني بالتالي يقل احتكاكه بالآخرين .
- إن المشاكل الصحية تستنزف طاقات المجتمع، تتمثل هذه الطّاقات بالوقت والجهد والمال لعلاجها، مما يؤثِّر سلباً على قُدرات المراهقين في العيش بشكل طبيعي.
أسباب انتشار التدخين بين المراهقين
- تقلِيد الكبار والقدوة السّيئة: من أكثر الأَسباب التي تؤدّي إلى انتشار التّدخين بين المراهقين، سعيهم لتقليد آبائهم أو أقاربهم المُدخّنين.
- رفقة السُّوء: فالرّفيق السّوء للأطفال واليافعين سببٌ من أسباب انحرافهم عن السّلوك السويّ بتشجيعه إياهم على اقتراف العادات الذّميمة ومن بينها عادة التّدخين السّيّئة.
- عدم وجود رقابة على بائعي الدخان: بعض الدُّول لا تُوجد فيها تشريعات صارِمة تفرض رقابة على سلوكيّات المراهقين واليافعين في المُجتمع، هذا يؤدِّي إلى سُهولة حُصول المراهقين واليافعين على المواد الممنوعة والمضرَّة كالتّبغ وغيره.
- المشاكل الأسريّة: التي تؤدِّي إلى الطَّلاق وتدمِير الأُسرة وما ينتُج عنه من انحِراف المُراهقين، سلوكهم لمنهج غير سويّ في الحياة.
- عدم وجود حملات توعية: يجب عمل حملات توعويّة للمُراهقين والأطفال عن خطورة التّدخين ومضارّه.
أضرار التدخين الاجتماعية على المراهقين
يُمكن للتّدخين أن يُسبب الكثير من المشاكل الاجتماعيّة للمراهق، حيث إنّ التدخين يجعل المُراهق منبوذاً من قِبل المُجتمع بشكلٍ عام
- يؤدي التدخين بدوره إلى فقدان بعض الاصدقاء، أمّا بالنسبة للعائلة فإنّها بالتأكيد تُعارض أن يصبح أحد أفرادها مدخن، هذا يضع المُراهق في مواجهاتٍ مُستمرة مع والديه، قد يتطوُّر الأمر إلى حُدوث تحدّي بين الوالدين والمُراهق، هذا بالطّبع يُؤدي إلى زِيادة الضّغوطات النفسيّة وقد ينتهي المطاف بالشّاب أو الفتاة إلى الإنحراف.
- نفور أفراد المُجتمع من المدخن، ذلك نتيجة الرّوائح الكريهة النّاتجة عن الدُّخان، بالتالي يؤدِّي إلى تفكُّك العلاقات الاجتماعية وضعفها.
- إنّ الإدمان يدفع المُدخن إلى استخدام الطُّرق غير المشروعة للحُصول على الدّخان كالسّرقة وارتِكاب الجرائم، بالتالي يسُود الخوف، عدم الأمان في المُجتمع، تضَعف قوامه أمام الدّول العاديّة.
نصائح عامة لوقاية المراهقين من التدخين
- كن نموذجاً يُحتذى به.
- بدء التحدث مع المراهق وإعطاء الثقة.
- شجّع ابنك المُراهق على مُشاركتك مخاوفه.
- عبِّر عن عدم حبك للسجائِر الإلكترونيّة.
- ساعد طِفلك المُراهق على التّخطيط.
استراتيجيات الاقلاع عن التدخين:
- حدد الأسباب بشكل واضح: اطلُب من ابنك المُراهق التفكير في أسباب رغبته في الإِقلاع عن التّدخين،هذه القائِمة يُمكن أن تُساعد ابنك المراهق على البقاء مُتحمساً بشأن الإقلاع، حتى لو عاودتهُ الرّغبة في التدخين مرّة أخرى.
- حدد تاريخاً للإقلاع عن التدخين: ساعِد ابنك المُراهق على تحديد تاريخ للإقلاع عن التدخين؛ لأن ذلك سيقوي من زيمته و إرادته.
- تجنب مصادر الإغواء: يجب أن تُشجع المراهق على الابتعاد عن الأفراد والأماكِن والأنشِطة التي تُحفزه على التدخين.
- كن مستعدًا لنوبات الرغبة المُلحّة: ذكِّر ابنك المُراهق بأنه إذا استطاع التّحمل لفترة طويلة بما يكفي عادةً ما تكون الرغبة بالتدخين لبضع دقائق فقط، فإنّ الرّغبة المُلحة بالنيكوتين ستختفي، قدِّم العِلكة الخالية من السكّر أو الحلوى الصّلبة أو أصابع الجزر لمُساعدة ابنك المُراهق على إبقاء فمِه مشغُولاً.
- فكِّر في المنتجات البديلة: على الرّغم من أنّ المُنتجات البديلة للنيكوتين، مثل عِلكة النيكوتين، اللصقات، أجهزة الاستنشاق، بخاخات الأنف، لم تُصمم للمُراهقين إلا أنها قد تكون مُفيدة في بعض الحالات، اسأل الطبيب عن الخيارات.
- ابحث عن الدّعم: يُمكن لأخصائي الإقلاع عن التدخين إنّ التّدخين ضار، سواء كان المُدخن في سنّ المُراهقة أو في أي مرحلة عمرية أخرى، لكن بالتأكيد هناك تأثير أكبر للتدخين على أجسامِ المُراهقين أن يُوفر لابنك المُراهق الأدوات، كذلك الدّعم الذي يحتاجُه للتوقف عن التّدخين، توفِّر بعض المُنظمات المحليّة مجموعات دعم شبابيّة للإِقلاع عن التّدخين، يُمكن للبرامِج المُتاحة عبر الإنترنت توفير الدّعم لابنك المُراهق في أيّ وقت يحتاج إليه.