جميع الأشخاص يواجهون أفكار سلبية من وقت لآخر، إنما العامل المحدد بتأثر الشخص بها من عدمه هو كيفية إدارته لها، فإن التعامل الخاطئ معها يتسبب في الشعور بالخوف واليأس وعيش شعور الضحية، وإن التعامل بالشكل الصحيح معها يعطي الشعور بالثقة والأمل.
أفكار تجلب التعاسة وكيفية التخلص منها
الحديث الهادم للذات
وهو عبارة عن رسائل يقوم الشخص بتوجيهها لنفسه، فإنه يُنقِص ثقته بذاته وتصغر إنجازاته وتحدّ قدراته، وتدمر مسار نجاحه، ومن التعابير منتشرة الاستخدام والتي تتضمن بدايات الجمل كما يلي: أنا لا أستطيع، أنا لست جيداً بما فيه الكفاية، أنا لا أملك ما يلزم، سوف أفشل وغيرها.
في هذه الحالة على الشخص ألا يحدّث نفسه أو يفكر فيها بهذه الطريقة؛ لأن هذا الحديث مع النفس هو بمثابة أن يعادي الشخص نفسه.
الفرضيات السلبية
وهو نوع منتشر من التفكير السلبي الذي يعتاد فيه الشخص على افتراض السيناريو السلبي أثناء الموقف، أي النظر لمنتصف الكأس الفارغ بصورة تلقائية حتى لو كان الأمر متعلق بحدث عادي مثل يوم ماطر أو أزمة سير.
لا يوجد ما هو سلبي أو إيجابي بشكل مطلق فيما يتعلق بالطقس أو أزمة السير، فأن الأمر يعود لاختيار الشخص إن يربط الموقف بظروف سيئة أو إيجابية، وهذا الاختيار له أهمية فهو يجعل الشخص أقوى أو أضعف، سعيد أو تعيس، أكثر قدرة أو ضحية، فمثلاً، يمكن أن يفكر الشخص بالازدحام بأنه فرصة لسماع موسيقى هادئة والتركيز فيها بدلاً من الطريق.
أسلوب المقارنة السلبية مع الآخرين
وتعتبر من أكثر الطرق انتشار لجلب المشاعر السلبية للشخص وتفكيره السيء عن ذاته، فإنه يقوم بمقارنة نفسه بالناس الأكثر إنجاز أو شهرة أو يملكون مال أكثر منه أو أن لديهم أصدقاء أكثر، وأثبتت الدراسات عن المقارنة السلبية بأنها قد تجلب للشخص نسبة عالية من الضغط والتوتر والاكتئاب، وتفتح الباب أمام الحديث الهدام للذات والمحبط.
اجترار الماضي بصورة سلبية
ويوجد فرق كبير بين التعلم من أخطاء الماضي وتجاربه، وهو شيء مفيد؛ وأن يعلق الشخص في ماضيه ويجتره بأسلوب لا ينفع الحاضر في شيء، الاجترار يمنع الشخص أن يرى الفرص الحقيقية والجديدة وأن يقدر قدراته الحالية بصورة دقيقة.
على الشخص أن يتذكر في هذه الحالات أن ما حدث لا يمكن تغييره، هي تجارب وقعت وانتهت، الأمر الذي يعتبر جيد، وأن القادم لم يحصل بعد وبذلك يمكن التأثير عليه والتخطيط له بما لا يرجع السيناريو الماضي غير المحبوب.
الرغبة في لوم الآخرين
وهي عندما ينحاز الشخص في إلقاء المسؤولية للآخرين عن سوء حظه أو مشاكله الحالية، فإنه أحياناً يُلقي اللوم على الأهل أو الشريك أو العلاقات السلبية أو على الحالة المادية السيئة أو الصحة، من أجل تبرير التعاسة الحالية.
وتوجد خصائص وهمية لعيش دور الضحية؛ لأن توجيه إصبع الاتهام للآخرين يوفر تبرير مناسب لعدم الرضا عن ظروف الحياة، لكن اعتياد اللوم يسبب مع مرور الوقت مرارة حادة وعجز وضعف وما يسمى بـاليأس الهادئ، كما أن يقوم الشخص في تبرير التعاسة بلوم الآخرين قد يريح الشخص ذاته من تحمل المسؤولية عن وضعه، لكنه لن يجعله أكثر سعادة ولن يحل له مشاكله.
الخوف من الفشل وارتكاب الأخطاء
وهو الذي يرتبط بالكمال والسعي خلفه حتى من غير إدراك ذلك، فمن المحتمل أن يفكر الشخص بأنه ليس جيداً بما فيه الكفاية، لكن يمكنه تحويل هذه الفكرة لدافع لإحراز النجاح، كما أن وضع الشخص معايير عالية لنفسه يمكن أن يكون أداة فعالة ومحفزة، إلى جانب ذلك فإن السعي وراء الكمال بأسلوب مقيد، تمنع الشخص من التجربة ومن استعمال إمكاناته واختبارها.
تخمين النهاية السيئة من غير السعي لتعديلها
فهذا الشخص ينظر للحياة من ناحية سلبية، إذن فهو يصدر أحكام على المواقف المنوعة من خلال هذا الأساس لذا من المعروف لدى الشخص التعيس قول جمل مثل لا يمكن إصلاح الناس، مستحيل أن تنجح هذه الطريقة، هذا النوع من الأفكار ليست سوى توقيف الفرد لنفسه وإبعادها حتى عن التجربة، مثل هذه الأفكار عادةً ما تكون نابعة من خوف داخلي يعيش في الفرد وهذا الخوف يعمل على إعاقة الشخص عن القيام بالاستفادة من الفرص المتوفرة أمامه وتجربة أساليب جديدة في مختلف مجالات حياته.
لذا ينبغي على الشخص في البداية أن يتخلص من الخوف وعليه أن يسعى بكل جهده بدون أن يضع توقعات مُسبقة لما سوف تكون عليه الأمور.