علم النفس الإيجابي:
علم النفس الإيجابي: هو علم ودراسة السمات النفسية الجيدة للحياة مثل الرفاهية والسعادة والتكيف والتوافق والقوة والتصميم على الازدهار والتطور في حياتنا اليومية، بحيث يبحث الحقل ما يدخل في بناء حياة هادفة غنية بالمعنى الذي يسمح للفرد بالازدهار.
من أسس علم النفس الإيجابي هو توجيه الأشخاص من أجل القدرة على اكتشاف وتحديد مواضع القدرات والمهارات الجيدة في ذواتهم وأنفسهم بدلاً من توجيه أتعابهم لتصحيح مواضيع العجز، بحيث يهتم علم النفس الإيجابي بالقدرة إلى أن يغير المرء رأيه السلبي إلى رأي أكثر إيجابية من أجل تحسين نوعية الحياة.
من خلال نظريات علم النفس الإيجابي، تعتبر الإيجابية هي من أساسيات القواعد التشجيعية والتوجيهية أي الدافعية الأساسية للفرد، بحيث يعرف كل منا بنمط معروف الآثار المميزة والسلبية، ولكن غالبًا ما يكون من الأسهل التركيز على النتائج السلبية، متجاهلين الطرق التي يمكننا بها تسخير تأثير الأشياء الجيدة لعلاج السيء.
ركزت الدراسات النفسية في أغلب تطورها على السلبيات النفسية والحدود التي تجعل البعض منا لايشبه الآخرين، والتحليلات التي تحلل وتبين السلوكات السلبية وأشكال السلوك، بحيث تشمل هذه التشخيصات تحديات الصحة النفسية التي يعاني منها الكثير منا بما في ذلك القلق والاكتئاب.
ومع ذلك، فإن الاهتمام في علم النفس الإيجابي يؤدي أكثر إلى التحليلات العلمية للذكاء والسلوكات الإيجابية، ولا يرفض علم النفس الإيجابي وجود سلبيات ومحددات في نظرتنا وسلوكنا، لكنه يجادل بأنه يجب إيلاء الاعتبار المتساوي لقوى الناس وفضائلهم.
علم النفس الإيجابي ذو أهمية واضحة؛ لأن تحديد ما يسير الأفراد إلى التكيف مع حياة ذات هدف أكبر يمكن أن يترجم إلى وسائل أفضل لعلاج وتقويم الأمراض العقلية، وتعديل التصرفات السلبية، وزيادة سعادتنا وإنتاجيتنا، على سبيل المثال، بدلاً من تحليل الخصائص الرئيسية المرتبطة بالعديد من العادات الخطيرة، وقد يدرس عالم النفس الإيجابي مرونة أولئك الذين تمكنوا من التعافي بنجاح وتعزيز هذه المرونة بين المرضى في المستقبل.
أهمية علم النفس الإيجابي:
تتمثل أهمية علم النفس الإيجابي من خلال ما يلي:
1- يكمل علم النفس التقليدي:
إذا ذهبنا للعلاج بأعراض نفسية خفيفة مثل الاكتئاب بسبب بعض المواقف، فيمكن للمعالج النفسي أن يختار بين ثلاثة مسارات يمكنهم مساعدتنا في التركيز على الخلل الذي نعاني منه، وسبب إصابتنا بالاكتئاب، ويمكنهم إعطائنا تشخيصًا، وربما بعض الأدوية والمتابعة مرة أخرى مستقبلاً، كما يحدث في علم النفس التقليدي الإيجابي.
يمكن لهؤلاء المعالجين النفسيين من خلال علم النفس الإيجابي التركيز على ما نعمل بشكل جيد في حياتنا، ويمكن للمعالج أن يعلمنا كيف تنظر إلى الجانب المشرق من الحياة، فإنهم يساعدون الأشخاص والعملاء في العثور على الأسباب التي تجعل الحياة تستحق العيش بالنسبة لهم، أو يمكنهم إقران أسلوب نمطي في علم النفس الإيجابي.
يتعامل المعالجين النفسيين الإيجابيين الجيدين دائمًا مع احتياجات ومخاوف العملاء الفورية، ولكن عند الاهتمام فقط بأعراض الاكتئاب مثلاً، فمن المرجح أن تستمر في التركيز على تلك الأعراض السلبية، وبمجرد معالجة الأعراض السلبية، فإن إعادة توجيه انتباه الأشخاص إلى الإيجابيات في حياتهم سيسمح لهم بالشعور بالأمل في مستقبل أفضل.
2- يشجع على الالتزام بالصحة:
هناك أوقات يشعر فيها الشخص المصاب بمرض عقلي أو نفسي وكأنه يستسلم، ويكون هذا مفهومًا عندما يكون كل ما تتم معالجته هو نتائج سلبية أو سلوكيات سلبية أو تجارب نفسية سابقة سلبية حصلت في الماضي، بحيث يسعى علم النفس الإيجابي، إلى مساعدة الشخص على الالتزام بتحسين وضعه من خلال أهداف مختلفة.
في علم النفس الإيجابي برنامج يهتم في العديد من أشكال التقنية الذي يتمثل في معاونة الأشخاص الذين يحسون أن لديهم هدف كبير، بحيث يتم تدريبهم على البحث عن التجارب التي تعود على المجتمع وتتجاوز مرضهم، وعلم النفس الإيجابي يعلم الناس أيضًا كيفية التعامل مع الشدائد والإنتاجية، وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين.
3- التركيز على مواضع القوة في الشخصية:
يعتبر بناء وإعداد علم النفس الإيجابي لتظهر للشخص أن لديه مواضع قوة ومواضع عجز، والمعالج النفسي في هذا المجال سوف يعلم الشخص طرق تحديد مواضع قوته وتطويرها أكثر لتكون أفضل، ومن خلال تطوير وتنمية مواضع القوة، يصبح الأشخاص أكثر ثقة، ولديهم الكثير من المهارات والحماس للحياة، ويصبحون أكثر مرونة.
4- التركيز على العلاقات:
أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتمتعون بأعلى درجات السعادة لديهم أيضًا علاقات قوية وإيجابية مع العائلة والأصدقاء، وكيفية التواصل مع الآخرين أمر مهم، ويمكن أن تفيد الشخص الاستجابة بطريقة إيجابية وصادقة بطريقة ما هو والشخص الذي يتواصل معه، ففي الوقت الحال، يتواصل الأفراد بطريقة خاطئة مع بعضهم البعض، وتعلم الاحتكاك وإنشاء أصدقاء ومعارف بشكل صحيح من خلال اللغة اللفظية وحتى لغة الجسد يمكن أن يعزز رفاهية الأشخاص العامة.
يعتبر علم النفس الإيجابي مهم لبناء العلاقات وخاصة لتحقيق السلوك الجمعي في علم النفس الاجتماعي، والذي يهدف للتعرف على مفهوم الجماعة والتعاون بين الأشخاص للوصول للقمة المطلوبة للجميع.
5- يحسن المكان الوظيفي:
هناك الكثير من الوسائل لتنفيذ علم النفس الإيجابي في المكان الوظيفي، بحيث يمكن أن يؤدي تطوير الموظفين للحصول على شكل أفضل عن الوظيفة وولائهم المهني تجاهه إلى زيادة استمتاعهم في أداء الواجبات والمهام المهنية المنشودة منهم، ويمكن أن يؤدي منحهم منظورًا جديدًا إلى تحسين كيفية استجابتهم للعملاء أيضًا.
يزيد علم النفس الإيجابي من أهمية النظر إلى الأزمات والصعوبات والمنافسة على أنها مجال للتطور في المسار المهني مقابل مجرد محاولات غير إيجابية من الأصل، بحيث يمكن لعلم النفس الإيجابي أن يجعل الموظفين يشعرون بالتقدير وكأنهم يمثلون أولوية على واجباتهم.
6- يزيل الفشل:
علم النفس الإيجابي لا تطرق إلى أن الأمور غير المرغوب فيها ستنتهي عن الحصول في حياة الشخص، وهذا يعني أنه سيغير أفكاره ونظرته حول الأحداث التي تحدث في حياته، وقد يكون الخوف من الفشل صعبًا بالنسبة للكثيرين، ومن خلال تغيير الطريقة التي ينظر بها إلى الفشل وإعطائه قوة أقل في حياته، يمكنه الشعور بالثقة في مواجهة العقبات التي تظهر.
يمكن للشخص أن يبدأ في رؤية الفشل على أنه وسيلة للتعلم وأن يصبح أفضل بكثير، بدلاً من رؤيته كجزء من هويته، والفشل هو مجرد طريقة أخرى ليكون الشخص أقوى في المستقبل فتكرار الفشل يؤدي إلى النجاح لا محالة لكل شخص سوي ويرغب بالنجاح من الأساس.
يمكن أن يساعد علم النفس الإيجابي في تحقيق أهداف الشخص نحو النجاح، بحيث يمكن أن يفعل ذلك من خلال إعطائه طريقة جديدة وابتكارية للنظر إلى حواجز الطرق والحماس ليكون مثابرًا حتى عندما تبدو تلك الحواجز غير قابلة للتغلب عليها.