تعتبر النظرية العقلانية الانفعالية من الطرق المتكاملة للعلاج والتعلم، فهي تستند على أرضية نظرية معرفية إدراكية، انفعالية، سلوكية، هي تؤيِّد العلاج النفسي الإنساني والتعليمي، تتكون من نظرية الشخصيَّة التي تعدُّ نظام فلسفي وطريقة علاجية نفسية.
الأفكار اللاعقلانية في النظرية العقلانية الانفعالية
توقع الحب والتأييد والتشجيع من الجميع
تلك الفكرة غير العقلانية تدور حول محور أنِّي يجب أن أكون محبوباً مرضيّاً عني من الكل، أيضاً يجب على الجميع تشجيعي وتأييدي والتصفيق لي، إن لم يحدث هذا فستتجلَّل حياتي بالسّواد وسيتوقف عطائي.
الحل، ابذل جهداً واستفرغ سببك وافعل ما يمكنك فعله، لا تتسوَّل محبَّة ولا تتلمّس ثناءً، لا تنتظر تصفيقاً، صدقني بعدها سيحبك الصفوة الكرام أمَّا اللئام فقد قرروا كرهك مهما فعلت.
لن أشعر بقيمتي حتى أكون صاحب إنجازات عظيمة أتفوق بها على من حولي
هذه فكرة في غاية الخطورة، فهي تجعل من الإنسان في حالة من الرَّكض واللهث الدَّائم حتى يصل للمراتب العليا من الإنجاز، هو ما يتعذَّر الوصول إليه، لذا ينتج عند أصحابها اضطرابات نفسية وشعور بالضآلة والدونية ومركّبات نقص تؤثر على حياته بشكل قوي، إضافة إلى أنَّ صاحبه لن يستمتع بحياته الشخصيَّة، لأنَّ الإحساس بالنقص ومشاعر الفشل ملازمته، من مسلّمات هذه الفكرة أنَّنا لن نحترم من لا يملك إنجازات، فالفقير والمجنون ومن يشكو من مرض الخرف ليسوا جديرين بالاحترام.
الحل، ليكن لديك خطة واعمل بجهد وإتقان، فمكانتك وقوّتك ترتبط بمدى استثمارك لجهدك وأدائك لمهامِّك بإخلاص وحسب قدراتك، ليست بحسب تفوقك على الآخرين، فكل البشر جديرون بالاحترام، تذكَّر أنَّ قيمتك الكبرى تأتي من كونك إنساناً.
أنَّ كل مخطئ يجب أن يعاقب
تدور هذه الفكرة على أنَّ البشر مصدر للشر، أنَّ الزلل مرفوض والخطأ مستهجن، يجب عليّ مراقبة تصرفات الناس ومتابعة سلوكياتهم ورصد ما أراه خطأ، التشنيع عليهم وإن أمكن عقابهم.
نقض الفكرة، تلك فكرة غاية في السَّقم، فما تراه خطأ ربما غيرك لا يراه خطأ وربما كان صواباً، لكن في سياق آخر لم يتجلَّ لك، لذا كفّ عن متابعة الناس وعدّ أنفاسهم وتلمُّس هفواتهم، توقَّف عن ممارسة دور الشرطي فلن تُسأل عن الآخرين.
الحل، عليك بنفسك أولاً وإن رأيت زللاً بيناً وخطأً فاضحاً؛ فانصح برفق بدون شرط القبول والموافقة، ثمَّ انسحب وتابع حياتك وعليك بروح المسامحة والتغافل.
توقَّع حدوث الأخبار السيئة والحوادث الموجعة يمنع حدوثها
يعتقد الفرد بأنَّ الحالات التي تمثِّل خطراً عليه ينبغي الاهتمام بها والتفكير فيها بشكل مستمر، هو ما يسمّى بالاعتقاد (بالقوَّة الوقائية للقلق )، فصاحبها يفترض لا شعورياً أنَّ الأشياء السيئة لم تحدث له؛ لأنَّه قلق بشأنها ويفكِّر فيها باستمرار، فيشعر وكأنَّها حارس يقظ يعمل على حمايته ويمنع المشكلات من الاقتراب منه.
نقض الفكرة، الواقع والمنطق يكذِّب تلك الفكرة، فالأمور مقدّرة ولا علاقة بالقلق بها، بل ربما أنَّ القلق المفتعل هذا يدمِّر الصحَّة ويعطِّل الحياة.
الحل، الإنسان دائماً يتوقَّع الخير، يعمل ما بوسعه لردم المخاوف ثمَّ ينام قرير العين.
أن يعتقد الفرد أنَّ الأمور يجب أن تسير حسب رغبته
نقض الفكرة، لم نكتب موثقاً مع الحياة على أن تصفوا لنا في كل مشرب، على أن تحلوا لنا في كل موقف، هذه طبيعة الحياة وما وفَّرت كبير ولا صغير من نقائصها.
الحل، تقبُّل ما حدث من أمور سلبية أو أخطاء تقبلاً إيجابياً، لا تضيع جهدك على محاولة تغيير الماضي؛ لأنَّه ضرب من الجنون، ذلك بالاستفادة والتعلُّم منها ثمَّ واصل مسيرتك للأمام.
أنَّ التعاسة صناعة خارجية ونحن أبرياء منها
يقول جاك كانفيلد إمّا أن تصنع ما يحدث لك أو تدع ما يحدث لك، يحدث لك، الله أعطانا نعمة الاختيار والإنسان هو من يقع في الأخطاء هو من يبذر المال وهو من يهمل الصحَّة، هو من يقصر في حق الشريك وهو من لا يعتني بتربية أولاده، قانون السببية قانون لا يتخلف ولا يتأخر وهو من نواميس الكون، فلكل سبب ومسبِّب، اللجوء لما وراء الطبيعة يضعف البشر ويفتِّت قدراتهم ومواهبهم.
الحل، افعل ما في وسعك وابذل جهدك مستعيناً بالله متوكلاً عليه، مختاراً الوسائل المناسبة والطرق الموصلة، ثق أنَّ النتائج بحول الله ستسرُّك.