أهم العوامل الكبرى للشخصية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


ظهور العوامل الكبرى للشخصية في علم النفس:

تم تطوير العديد من البرامج النفسية والتي تهتم بالعوامل الكبرى للشخصية في الثمانينيات والتسعينيات والتي تتمثل بالفرضية المعجمية، والتي اقترحت أن السمات الأساسية للشخصية البشرية، مع مرور الوقت، أصبحت مشفرة وغير واضحة إلى حد كبير، ووفقًا لهذه الفرضية الخاصة بالعوامل الكبرى للشخصية في علم النفس، تتمثل مهمة عالم نفس الشخصية في انتقاء السمات الأساسية للشخصية من بين آلاف الصفات والسمات الموجودة في اللغة.

والتي تميز الأشخاص وفقًا لميولهم السلوكية الخاصة بكل شخص، ويمكن إرجاع الفرضية المعجمية إلى الثلاثينيات، وظهور التحليل متعدد العوامل والذي يتمثل بطريقة إحصائية لشرح الفروق الفردية في مجموعة من السمات المرصودة من حيث الاختلافات في عدد أقل من السمات غير المرصودة أو الكامنة غير الواضحة، وفي تقديم نفس العقد التجريبية طريقة لاستبعاد هذه الأوصاف اللفظية.

وفي النصف الثاني من القرن العشرين أيضاً، اعتمد علماء نفس الشخصية في الواقع بشكل أساسي على تحليل العوامل لاكتشاف والتحقق من صحة العديد من نظريات السمات الخاصة بهم، وقد خلص عدد كبير من علماء نفس الشخصية إلى أن العوامل الكبرى للشخصية في علم النفس يمثل النتيجة الأكثر نجاحًا لهذه الجهود.

ظهرت العوامل الكبرى للشخصية في علم النفس باستمرار من تحليلات العوامل التي أجريت على مجموعات بيانات عديدة تتكون من مصطلحات سمات وصفية من عدد من اللغات المختلفة، بما في ذلك الإنجليزية والصينية والألمانية، ومن بعدها كشفت دراسات التوائم والتبني عن وجود مكون وراثي كبير للعوامل الكبرى للشخصية.

ثم تم تطبيق العوامل الكبرى للشخصية مدى حياة الإنسان، فعلى سبيل المثال، تبين أن الأطفال يستخدمون هذه العوامل الكبرى للشخصية عند وصف أنفسهم والآخرين بحرية، ويمكن تصنيف أوصاف الوالدين باللغة الطبيعية لأطفالهم وفقًا للعوامل الكبرى للشخصية، كما ثبت أن الترتيب النسبي للأفراد في العوامل الكبرى للشخصية مستقر إلى حد ما عبر معظم فترات حياة البالغين.

أهم العوامل الكبرى للشخصية في علم النفس:

من المهم معرفة أن كل عامل من العوامل الكبرى للشخصية يمثل نطاقًا بين نقيضين، وفي العالم الحقيقي، يقف أغلب الأفراد في مكان معين بين الطرفين القطبيين لكل بُعد من حيث الشديد جداً أو السهل جداً، بحيث تتمثل أهم العوامل الكبرى للشخصية في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الصراحة أو الانفتاح: يشتمل هذا العامل على الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من الميول إلى امتلاك مجموعة واسعة من الاهتمامات والرغبات الخاصة، فهؤلاء الأفراد يتسمون بالفضول العالي بشأن العالم والأشخاص الآخرين، ويتجهون بشكل كبير إلى تعلم أشياء جديدة حديثة والاستمتاع بخبرات جديدة غير موجودة أو مألوفة من قبل، بحيث يميل الأفراد الذين يتمتعون بمستوى عالي من هذا العامل إلى أن يكونوا أكثر سعياً إلى المغامرة والابتكار والإبداع، وغالبًا ما يكون الأشخاص المنخفضون في هذه السمة أكثر تقليد وقد يعانون من التفكير المجرد.

2- الوجدان الحي: يشتمل هذا العامل على الميزات والصفات القياسية التي تكون ذات مستويات عالية من التفكير والتحكم الجيد في الانفعالات والسلوكيات الموجهة نحو الهدف بشكل مباشر، بحيث يميل الأفراد شديدو الوجدان الحي إلى التنظيم والوعي بالتفاصيل بشكل كامل، وإنهم يقومون بعملية التخطيط المسبق لكل موقف أو عمل يقومون به، ويفكرون في كيفية تأثير سلوكهم على الآخرين سواء بالإيجابية أو السلبية.

ويضعون في اعتبارهم المواعيد النهائية ويلتزمون بها، يكون هذا العامل مؤثر على الأفراد الذين لديهم تحضير مسبق للأمور المهمة مع الاهتمام بالعمل وإنهاء المهام المهنية بشكل فوري وعدم التراكم مع الاهتمام بأدق التفاصيل لجميع المواقف والأمور المهمة، في حين يتصف الأفراد الين يفتقرون لهذا العامل الوجداني بالعبث وعدم التخطيط مع التشتيت وعدم الترتيب والتنظيم وعدم الاهتمام بالعمل.

3- الاجتماعية: يشتمل هذا العامل على جميع من يتصفون ويتميزون بالانبساط أو الانبساطية والتميز بالإثارة، والتواصل الاجتماعي، والثرثرة وكثرة الكلام، والحزم في المواقف المختلفة، والمستويات الكبيرة من التعبير العاطفي، فالأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من الاجتماعية هم منفتحون ويميلون إلى اكتساب الطاقة في المواقف الاجتماعية المختلفة.

ويساعد التواجد حول أشخاص آخرين على الشعور بالنشاط والإثارة بشكل أكبر، بينما يميل الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في الاجتماعية أو الانطوائيين إلى أن يكونوا أكثر تحفظًا ولديهم طاقة أقل لإنفاقها في البيئات الاجتماعية المختلفة، ويمكن أن تشعر الأحداث الاجتماعية بالاستنزاف وغالبًا ما يتطلب الانطوائيين فترة من العزلة والهدوء من أجل إعادة الشحن.


شارك المقالة: