اضطراب المسلك عند المراهقين

اقرأ في هذا المقال


يظهر الأفراد الذين يُعانون من اضطراب المسلك أي “اضطراب السلوك البادئ من المراهقة” اختلالاً نفسيا أقل من الذين يعانون من “النوع البادئ من الطفولة”، لا يتّصفون بنفس المرض النفسي. في بعض الأحيان تخف الأنماط المنحرفة للأشخاص قبل مرحلة البُلوغ. أظهرت الأبحاث أنّ هُناك عدد أكبر من الأطفال الذين يعانون من اضطراب المسلك في بداية مرحلة المراهقة عن الأطفال الذين يعانون منه في بداية الطفولة، يعني ذلك أنّ اضطراب السلوك عند المراهقين يُعتبر مبالغة في سلوكيّات التطور التي تُرى عادة في مرحلة المراهقة، مثل التمرُّد ضد سلطة الأهل، رفض القيم التقليديّة أيضاً.

ما هو اضطراب المسلك

هو اضطراب عقلي يتم تشخيصه في مرحلة الطفولة أو المراهقة، يظهر من خلال نمط مُتكرر ومستمر من السلوكيّات التي يُنتهك فيها حقوق الآخرين الأساسية أو الأعراف الرئيسيّة المناسبة للعمر، غالباً يُشار إلى هذه السلوكيّات باسم السلوكيات المعادية للمجتمع. يعتبر اضطراب المسلك مقدمة لاضطراب الشخصيّة المعادية للمجتمع، فهو تعريف لا يتم تشخيصه حتى يبلغ الشخص سن 18 سنة، يُقدَّر عدد الأشخاص المصابين باضطراب السلوك أو المسلك حوالي 51,1 مليون شخص على مستوى العالم اعتباراً من عام 2015.

تشخيص اضطراب المسلك

تشخيص اضطراب المسلك هو عملية متعددة الخطوات يتعين أن تتم على يد متخصص في الصحة النفسية مثل طبيب نفسي أو معالج نفسي. يتضمن التشخيص تقييمًا دقيقًا يتناول عدة جوانب لتحديد ما إذا كان المراهق يعاني من اضطراب المسلك. فيما يلي الخطوات الرئيسية في عملية التشخيص:

1- التقييم الشامل:

  • سلوكيات المراهق: يقوم المتخصص بتقييم السلوكيات المتمردة أو العدوانية للمراهق، والتي تشمل السلوكيات التي تتعارض مع القوانين الاجتماعية أو الأسرية.
  • تاريخ الأسرة: يتم فحص التاريخ العائلي لتحديد وجود مشكلات نفسية أو سلوكية مشابهة في الأسرة، حيث يمكن أن يكون للعوامل الوراثية دور في تطور الاضطراب.

2- التاريخ الطبي والنفسي:

  • التاريخ الطبي: يشمل التحقق من أي حالات صحية سابقة قد تؤثر على سلوك المراهق.
  • التاريخ النفسي: يتناول التاريخ النفسي للمراهق، بما في ذلك أي مشاكل سلوكية أو عاطفية سابقة، وكيفية تطورها.

3- استخدام الأدوات التشخيصية:

  • المقاييس النفسية: يتم استخدام مقاييس نفسية ومعايير تشخيصية لتحديد مدى توافق الأعراض مع معايير اضطراب المسلك.
  • المقابلات السريرية: يتم إجراء مقابلات مع المراهق وأفراد أسرته لجمع معلومات حول سلوكياته، ونمط حياته، وأي مشكلات محتملة.

4- التقييم النفسي الاجتماعي:

  • التحليل الاجتماعي: يشمل تقييم التفاعلات الاجتماعية للمراهق وتأثير سلوكياته على علاقاته الشخصية والأسرية.
  • التقييم الأكاديمي: فحص الأداء الأكاديمي للمراهق لتحديد مدى تأثير السلوكيات على أدائه في المدرسة.

5- التشخيص التمييزي:

  • استبعاد الحالات الأخرى: يتأكد المتخصص من عدم وجود اضطرابات نفسية أو سلوكية أخرى قد تتداخل مع تشخيص اضطراب المسلك، مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) أو الاضطرابات العاطفية.

تشخيص اضطراب المسلك يتطلب إجراء تقييم شامل للتأكد من دقة التشخيص وتحديد خطة العلاج المناسبة. إذا كنت تشك في أن مراهقًا قد يعاني من هذا الاضطراب، من الضروري استشارة متخصص في الصحة النفسية للحصول على تقييم دقيق والعلاج المناسب.

أعراض اضطراب المسلك عند المراهقين

ظهور مُستوى أقل من الخوف، إذ تُظهر الأبحاث التي أُجريت على تأثير التعرُّض للخوف والضيق على الأطفال والمراهقين، أنّ الخوف يتنبأ برد فعل المراهق العاطفي تجاه الضيق. إذا لم يتعلَّم المراهق وهو طفل كيف يتعامل مع الخوف أو الضيق، فمن المرجح أن يكُون الطّفل أكثر عدوانيّة تجاه الأطفال الآخرين. إذا كان مقدم الرعاية قادر على توفير التدخُّل العلاجي وتعليم الأطفال المُعرضين للخطر مهارات عاطفية أفضل، سيكون الطفل معرض بدرجة أقل لاضطراب السلوك أو المسلك حتى يصل لمرحلة المراهقة.

علاج اضطراب المسلك عند المراهقين

1- العلاج النفسي:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد المراهقين على التعرف على أنماط السلوك غير الصحية وتطوير مهارات جديدة للتعامل مع المشكلات بطرق أكثر إيجابية.
  • العلاج الأسري: يمكن أن يساعد في تحسين ديناميات الأسرة وتعزيز التواصل الفعّال بين الأعضاء.

2- العلاج الدوائي:

قد يصف الأطباء أدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان في بعض الحالات للتعامل مع الأعراض المصاحبة مثل القلق أو الاكتئاب.

3- الاستراتيجيات التربوية:

  • التوجيه السلوكي: تطوير استراتيجيات للتعامل مع السلوكيات السلبية وتعزيز السلوكيات الإيجابية.
  • تعليم المهارات الاجتماعية: مساعدة المراهقين على تحسين مهارات التواصل وبناء علاقات صحية مع الآخرين.

4- الدعم الاجتماعي:

  • الأنشطة الاجتماعية: تشجيع المراهقين على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية يمكن أن يساعد في تحسين مهاراتهم الاجتماعية ويعزز من تقدير الذات.
  • الدعم المدرسي: التعاون مع المدرسة لتوفير بيئة تعليمية داعمة قد يكون مفيدًا في تحسين الأداء الأكاديمي والسلوكي.

اضطراب المسلك لدى المراهقين هو حالة تتطلب اهتمامًا متخصصًا للتعامل معها بشكل فعّال. من خلال العلاج النفسي، والأدوية، والتوجيه السلوكي، والدعم الاجتماعي، يمكن أن يحصل المراهقون على المساعدة التي يحتاجونها للتغلب على هذا الاضطراب وتحسين نوعية حياتهم. توفير بيئة داعمة وفهم شامل يمكن أن يسهم في نجاح العلاج وتطورهم الإيجابي.


شارك المقالة: