الإكمال النفسي والترويج النفسي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعريف الإكمال النفسي الرمزي في علم النفس:

يشير الإكمال النفسي الرمزي إلى وجود أو البحث عن رموز اجتماعية للإنجاز فيما يتعلق بهدف مهم للهوية الذاتية للفرد، حيث استندت نظرية الإكمال النفسي الرمزية إلى العمل الرائد لكورت لوين ومعاونيه، حيث افترض أنه بمجرد أن يلتزم الفرد بهدف، فإن التوتر النفسي موجود حتى يتم تحقيق هذا الهدف.

إذا شارك الفرد في مهمة لتحقيق الهدف ولكن تمت مقاطعته فإن التوتر سيحفز على العودة إلى المهمة أو إلى مهمة بديلة يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تحقيق نفس الهدف، منها اقترح علماء نفس الشخصية بدءًا من ألفريد أدلر مفهومًا مشابهًا لقابلية الاستبدال في مفهومهم للتعويض.

البحث النفسي في الإكمال النفسي الرمزي:

تقترح نظرية الإكمال النفسي الرمزي أنه عندما يلتزم الفرد بهدف محدد ذاتيًا، مثل دور مهم مثل الطبيب أو سمة شخصية مثل الذكاء، فإن هذا الفرد سيبحث عن رموز الاكتمال، والمؤشرات المعترف بها اجتماعيًا التي حقق الفرد هذا الهدف، على سبيل المثال تعد الدرجة الطبية أحد رموز كون الشخص طبيبًا، كما أن الدرجات العالية في اختبار القدرات الدراسية هي رموز للذكاء.

عندما يكون لدى الفرد عدد كبير من الرموز المتعلقة بهدف محدد ذاتيًا، فلن يحتاج إلى البحث عن رموز إضافية للاكتمال، ومع ذلك إذا أدرك الفرد وجود عجز في الرموز فسيتم بذل الجهود لعرض الرموز التي تعيد الاكتمال، تم استخدام استراتيجيتين لاختبار هذه الأفكار:

1- مقارنة الأشخاص بخلفية قوية لرموز الاكتمال وبدون خلفية قوية، على سبيل المثال طلبت إحدى الدراسات من الأشخاص ذوي الخلفيات التعليمية الواسعة والمحدودة في مجالات تحديد الذات الخاصة بهم الاعتراف بأخطاء في هذا المجال.

2- إحضار المشاركين إلى المختبر وحث نصفهم على الاعتقاد بأنهم غير مكتملين فيما يتعلق بهدف محدد ذاتيًا.

في إحدى الدراسات طُلب من المشاركين الكتابة عن الأخطاء التي ارتكبوها في مجال محدد ذاتيًا أو في مجال غير مهم، ثم طُلب من المشاركين كتابة مقال يصف النفس أو مفهوم الذات فيما يتعلق بمجال التعريف الذاتي، كما تنبأت النظرية فإن هؤلاء الذين أدوا إلى الشعور بعدم الاكتمال في مجال التعريف الذاتي قضوا وقتًا أطول في كتابة المقالة، على الأرجح لاستعادة اكتمالها.

الآثار النظرية للإكمال النفسي الرمزي في علم النفس:

توفر نظرية الإكمال النفسي الرمزي نظرة ثاقبة للسعي نحو الهدف وقد تم استخدامها للمساعدة في شرح الرغبة في الجراحة التجميلية والتسوق المندفع والاشتراك في مجلات معينة، حيث تشير النظرية والبحث النفسي المتعلق بها أيضًا إلى أن أولئك الذين يشعرون بأنهم أقل ملاءمة في مجال مهم قد يكونون أكثر تفاخرًا، وأقل استعدادًا للاعتراف بالأخطاء.

على الأرجح لعرض الشهادات والجوائز، ويشير هذا إلى أنه لا ينبغي للناس أن يحكموا على كفاءة أي شخص بناءً على العرض الخارجي لذلك الشخص لمؤهلاتهم وصفاتهم الخاصة، فإذا فعل المرء ذلك فقد تكون أحكامه مخالفة للحقيقة تمامًا.

تعريف الترويج النفسي في علم النفس:

يشير الترويج النفسي في علم النفس إلى ممارسة المحاولة الهادفة لتقديم الذات على أنها عالية الكفاءة لأشخاص آخرين، حيث أنه عندما يقوم الناس بالترويج لأنفسهم، فإن دافعهم الأساسي هو أن ينظر إليهم الآخرين على أنهم قادرين أو أذكياء أو موهوبين حتى على حساب كونهم محبوبين.

يصبح الترويج النفسي مفيدًا وبارزًا بشكل خاص عندما يتنافس شخص مع الآخرين على موارد مرغوبة وغالبًا ما تكون نادرة، مثل وظيفة جيدة أو شريك جذاب، ويمكن للناس تعزيز قدراتهم بأنفسهم بشكل عام أو في مجال معين.

سياق الترويج النفسي في علم النفس:

الترويج النفسي موجود كجزء من دافع بشري عام ولكنه واسع الانتشار، أي يمكن أن ينظر إليه الآخرين بشكل إيجابي، ففي حالة الترويج الذاتي يريد الناس أن ينظر إليهم الآخرين على أنهم يتمتعون بالكفاءة والفعالية العالية لكل شيء، ليس من المستغرب إذن أن يقوم الناس عمومًا بالترويج لأنفسهم فقط في الأماكن العامة، وحول الأشخاص الذين يريدون التأثير عليهم مثل الرؤساء في العمل.

كيف يروج الناس لأنفسهم في علم النفس؟

حدد علماء النفس والباحثين في علم النفس عدة تكتيكات يستخدمها الناس للترويج لأنفسهم، تتمثل من خلال ما يلي:

1- قد يروج الناس لأنفسهم من خلال التحدث عن أنفسهم بعبارات مجاملة، حيث أنهم قد يسلطون الضوء على مهاراتهم القيادية، أو براعتهم في المدرسة أو العمل، أو براعتهم في التغلب على العقبات وحل المشكلات.

2- إذا شاركوا شخصيًا في حدث أو موقف أو سلوك إيجابي، فقد يطالبون بمسؤولية أكبر عن الحدث أكثر مما يستحقون بموضوعية، أو قد يبالغون في أهمية الحدث على أمل أن يبدو أكثر إثارة للإعجاب.

3- يمكن للأشخاص الترويج لأنفسهم بلباقة أكثر من خلال توجيه مسار المحادثة إلى نقطة يكون من المناسب فيها ذكر الإنجازات والترقيات السابقة.

4- محاولة تجنب موضوعات المحادثة التي قد يكون الآخرين خبراء فيها أو توفير الفرص للآخرين للترويج لها.

هل يعمل الترويج النفسي في علم النفس؟

لقد درس علماء النفس والباحثين على نطاق واسع في علم النفس ما إذا كان الترويج النفسي يساعد الأشخاص على الظهور بمظهر أكثر كفاءة وأكثر فعالية، وإلى حد بعيد كانت أكبر ساحة بحثية للترويج النفسي هي أماكن العمل المهني، وخاصة في عملية المقابلة المهنية، على وجه التحديد درس الباحثين في علم النفس ما إذا كان الترويج النفسي يساعد الأشخاص في تأمين الوظائف والترقيات.

في دراسة نموذجية سيطلب الباحثين من كل من مقدم الطلب والمحاور إكمال استطلاعات ما بعد المقابلة التي تسأل عن حالات الترويج النفسي التي استخدمها مقدم الطلب طوال المقابلة؛ قد يطلب الباحثين أيضًا الإذن لتصوير المقابلة، ثم يقوم الباحثين إما بالاتصال بالمشاركين لاحقًا لمعرفة ما إذا كانوا قد حصلوا على الوظيفة التي قابلوا من أجلها أو بعد ذلك يسألون المحاورين عن المتقدمين الذين قد يفكرون في توظيفهم، وباستخدام هذه المعلومات يمكن للباحثين بعد ذلك فحص ما إذا كان الترويج النفسي أثناء المقابلة قد أثر على قرارات التوظيف.

نتائج هذه الدراسات مختلطة، بشكل عام غالبًا ما يستنتج الباحثين أن الترويج النفسي له تأثير ضئيل على قرارات التوظيف على الرغم من وجود دراسات بالتأكيد تجد آثارًا إيجابية أو سلبية، ولسوء الحظ لم يقدم الباحثين أسبابًا قاطعة لتفسير هذه النتائج الفارغة، لكنهم على الأرجح يعكسون توقعات المحاورين بأن معظم الأشخاص سيروجون لأنفسهم بطريقة ما أثناء المقابلة مما ينفي محاولة الترويج النفسي.

تأثير الترويج النفسي على الترقيات الوظيفية غير حاسم إلى حد كبير أيضًا، حيث يمكن أن يؤدي الترويج النفسي في العمل أحيانًا إلى الترقية المهنية، لكن الكثير من الدراسات تظهر أن الترويج النفسي ليس له أي تأثير فعليًا على الترقية، وربما تعكس هذه النتائج المتضاربة تعقيدات بيئات العمل الفردية، فضلاً عن الخصائص الشخصية وتفضيلات الأشخاص المعنيين.


شارك المقالة: