الاختبارات في الإرشاد المهني

اقرأ في هذا المقال


يلجأ المرشد المهني إلى استخدام طرق معيَّنة يستطيع من خلالها جَمْع المعلومات المهنية الخاصة بكل فرد؛ بهدف الوصول إلى التشخيص السليم لمختلف الصعوبات والمشاكل التي يمكن أن يواجهها الفرد في حياته المهنية، والتنبؤ بها، ومحاولة مساعدته وتقديم الحلول المناسبة له، خلال فترة قصيرة، ومن أهمّ هذه الوسائل هي الاختبارات التي سنتحدث عنها.

ما هي الاختبارات في الإرشاد المهني

يقصد بالاختبارات في الإرشاد المهني: أنَّها مجموعة من الخُطوات المتسلسلة التي يقوم المرشد المهني من خلالها على اختبار الفرد، وذلك من خلال تقديم مجموعة من الأسئلة المطبوعة على ورق وتقدم لكل فرد؛ بهدف الحصول على معلومات ذاتية مهنية تخص كل فرد فقط ؛ بهدف التوصل إلى أفضل الطرق في مساعدة الشخص باختيار التخصص والمهنة التي تناسبه، تقيس الاختبارات في الإرشاد المهني ميول واتجاهات الفرد، والقدرات المهنية التي يتمتع ويتميز بها الفرد، وتقيس أيضاً تطلعات الفرد للمستقبل المهني ومدى تقبله للتدريب المهني.

تتنوع الاختبارات في الإرشاد المهني، وتتمثل هذه الاختبارات بما يلي:

  • اختبارات التحصيل، التي تتم في المدارس، فيمكن للمرشد المهني الاطلاع عليها بمساعدة من المعلم والمدير.
  • اختبارات الأداء.
  • اختبارات القدرات، سواء القدرات الذهنية مثل الذكاء والقدرات الجسدية.

أهمية الاختبارات في الإرشاد المهني

تعتبر الاختبارات جزءًا لا يتجزأ من عملية الإرشاد المهني، حيث تساعد على:

  • تحديد القدرات والمهارات: الاختبارات المهنية تساهم في تقييم قدرات الفرد المختلفة، مثل المهارات التحليلية، والقيادية، والتواصلية، والتقنية. هذه المعلومات تساعد الشخص على فهم المجالات التي يمتلك فيها نقاط قوة.

  • تحديد الاهتمامات المهنية: بعض الاختبارات تساعد على استكشاف اهتمامات الأفراد وتوجيههم نحو المهن التي تتوافق مع تلك الاهتمامات. معرفة المجالات التي تجذب الشخص تسهل عليه اختيار مهنة يحبها ويستمتع بها.

  • تحليل الشخصية: من خلال اختبارات الشخصية، يمكن فهم سمات الفرد مثل الانطوائية، الانفتاح، الالتزام، وتقبّل المخاطر. هذه التحليلات تسهم في تقديم توصيات مهنية تتناسب مع شخصيته.

  • تحليل القيم والاحتياجات: القيم المهنية تمثل الأولويات التي يسعى الفرد لتحقيقها من خلال عمله، مثل الاستقرار المالي، الاعتراف الاجتماعي، أو الإبداع. الاختبارات تسهم في تحديد القيم التي يقدّرها الفرد، مما يساعده في اتخاذ قرار مستنير حول المهن التي تتماشى مع تلك القيم.

أنواع الاختبارات في الإرشاد المهني

هناك عدة أنواع من الاختبارات التي تستخدم في الإرشاد المهني، وكل نوع منها يخدم غرضًا محددًا:

  • اختبارات القدرات: تقيس مستوى المهارات الفردية في مجالات محددة مثل التفكير التحليلي، القدرة اللغوية، والمهارات الرياضية. أمثلة على هذه الاختبارات تشمل اختبار القدرات العامة (SAT)، واختبارات القدرات الخاصة بالمجالات التقنية مثل اختبارات البرمجة أو الهندسة.

  • اختبارات الشخصية: تهدف هذه الاختبارات إلى تحليل سمات الشخصية وتقديم توصيات مهنية بناءً على تلك السمات. اختبار مايرز-بريغز (MBTI) واختبار بيج فايف (Big Five) هما أمثلة شهيرة على اختبارات الشخصية المستخدمة في الإرشاد المهني.

  • اختبارات الاهتمامات المهنية: تهدف إلى قياس اهتمامات الأفراد وتوجيههم نحو المجالات المهنية التي تتناسب مع هذه الاهتمامات. اختبار سترونغ للميول المهنية هو أحد أشهر الأمثلة على هذا النوع من الاختبارات.

  • اختبارات القيم المهنية: تهدف إلى تحديد القيم التي يقدّرها الفرد في مهنته المستقبلية. اختبار القيم المهنية يساعد الأفراد على فهم ما إذا كانت مهنة معينة تلبي توقعاتهم من حيث الاعتراف، الاستقلالية، أو الاستقرار.

كيفية استخدام الاختبارات في الإرشاد المهني

تستخدم الاختبارات في الإرشاد المهني كأداة مساعدة وليست وسيلة وحيدة لاتخاذ القرار. يتم تنفيذ عملية الإرشاد المهني عبر عدة خطوات تبدأ بتحديد الأهداف الشخصية والمهنية للفرد، ومن ثم يتم إجراء الاختبارات وتحليل النتائج بالتعاون مع المرشد المهني.

  • إجراء الاختبارات: يتم تحديد الاختبارات الأنسب بناءً على الاحتياجات الفردية للشخص. قد يختار المرشد اختبارًا أو أكثر بناءً على ما إذا كان الشخص يحتاج إلى معرفة المزيد عن اهتماماته، قدراته، أو قيمه المهنية.

  • تحليل النتائج: بعد إجراء الاختبارات، يتم تحليل النتائج من قبل المرشد وتقديم تقرير شامل للشخص يوضح ما تم اكتشافه. هذا التحليل يشمل تفسيرات حول كيفية توافق سمات الشخص مع مجالات مهنية محددة.

  • تقديم التوصيات: بناءً على نتائج الاختبارات، يقدم المرشد المهني توصيات حول المهن أو المجالات التعليمية التي قد تكون مناسبة للفرد. يتم تقديم هذه التوصيات بشكل مرن بحيث يتمكن الفرد من التفكير فيها واختيار ما يتناسب مع طموحاته الشخصية.

  • المتابعة والتقييم: يعد الإرشاد المهني عملية مستمرة، حيث يتابع المرشد تقدم الشخص ويقوم بإعادة تقييم الخيارات المهنية بناءً على التغييرات في حياته المهنية أو الشخصية.

دور المرشد المهني في استخدام الاختبارات

المرشد المهني يلعب دورًا مهمًا في استخدام وتفسير نتائج الاختبارات. يتمثل دوره في توجيه الشخص لفهم نتائج الاختبارات بشكل صحيح واستخدامها كأداة لاتخاذ قرارات مهنية مستنيرة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد المرشد على تعزيز الثقة لدى الفرد فيما يتعلق باختيار المهنة الأنسب ويقدم الدعم النفسي والمهني في كل خطوة من العملية.

تعد الاختبارات في الإرشاد المهني أداة قوية تساعد الأفراد على فهم قدراتهم، اهتماماتهم، وشخصيتهم بشكل أعمق، مما يسهل عليهم اتخاذ قرارات مهنية مستنيرة. ومع ذلك، يجب استخدامها كجزء من عملية شاملة للإرشاد المهني، حيث تكون الاستشارة والتوجيه المستمر من المرشد المهني جزءًا أساسيًا من تحقيق النجاح المهني المستدام.


شارك المقالة: