التسريع والتحصيل الدراسي للطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


التسريع والتحصيل الدراسي للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

بينت الدراسات التي تمت تأكيدها والتي طُبقت على مدى عقود طويلة في دول متعددة، أن التسريع الأكاديمي للطالب المتفوق عقلياً وبالذات الذين يحظون بقدرة عقلية عالية، قد انعكس بصورة إيجابية على تحصيلهم الدراسي وتقدمهم الأكاديمي، سواء أكان التسريع بصورة راديكالية من خلال القبول المبكر في الجامعة قبل ثلاث سنوات او أكثر من العمر المعتاد.

فقد وجد في دراسات (أجانوس روبنسون ولونیورج) أن المعدل التراكمي لهؤلاء الطلبة يفوق بدلالة إحصائية في مستوى أقل المعدل التراكمي للطلبة الذين حصلوا على درجات مكافئة في اختبارات القبول لجامعة واشنطون، ولكنهم فضلوا الالتحاق بالجامعة في العمر المعتاد.

وكذلك دراسة (ليو وبارنهارت و روبنسون) حول التسريع الراديكالي في أظهرت أن الطلبة الذين دخلوا الجامعة في عمر يقل (3_4) سنوات عن المعتاد، حققوا نتائج متميزة بصورة استثنائية في تحصيلهم الجامعي، وأنهم وجدوا فرصاً للالتحاق بجامعات أجنبية مرموقة.

وأظهرت دراسة (روجرز 1991 ,Rogers) التي استعملت أساليب إحصائية لتصنيف نتائج الكثير من الدراسات تتضمن آثار التسريع الأكاديمي بانواعه متعددة، التي تكونت من القبول المبكر في الروضة أو الصف الأول أو الجامعة، وتسريع المادة الدراسية الواحدة والالتحاق المتزامن في المدرسة الثانوية والجامعة، وتقديم اختبارات و مقررات جامعية في المدرسة الثانوية وتعدي الصفوف وغيرها.

وقد بينت مخرجات التحليل التسريع الأكاديمي للطفل حيث بينت تفوق الطفل المسرع في التحصيل الأكاديمي على الطفل من نفس الفئة العمرية نفسها غير المسرعين بشكل كبير، ولا يختلف الأمر بالنسبة لآثار التسريع الناتجة عن تجاوز صف واحد خلال المرحلة الابتدائية الترفيع الاستثنائي.

كما كانت مخرجات الدراسة الموسعة التي قام بها الباحثون (ويلن والوهمان ومارون) على عينة كبيرة ممثلة من المجتمع، حيث توصلوا  إلى أن الطلبة الذين تعرضوا لخبرة التسريع كان أدائهم الأكاديمي متفوق على أقرانهم الذين كانوا مؤهلين مثلهم للتسريع ولكنهم ظلوا في صفوفهم العادية.

وقد أشارت دراسة (جروان و فیلدهيوزن 1993,Jarwan & Feldhusen) حول مدارس وأكاديمية الطلبة الموهوبين في الرياضيات والعلوم في المجتمع، وإلى أن جامعة شمال تكساس تقبل طلبة أكاديمية تكساس من الصف العاشر في السنة الجامعية الأولى، وأن تحصیل هؤلاء الطلبة لا يقل عن مستوى أقرانهم الذين يكبرونهم بسنتين.

التسريع والتكيف الانفعالي والاجتماعي للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

أجرى (جاجر) مقابلات مع (٣٠) طالب موهوب أكاديمي كان يتلقى تسريع في موضوع واحد، فوجد أن لدى الطالب تقدير ذاتي عالي ومستويات عالية من الرضا عن برامج التشريع الملتحقين بها، وأن يستمتع جداً بالعمل مع الطلبة أكبر منهم بسنة واحدة على الأقل.

وبالتالي لم يبينو أي علامات على سوء التكيف الاجتماعي والانفعالي، وأنهم ولم يكونوا قلقياً؛ بسبب انفصالهم عن أقرانهم في الفصل وتوصلت دراسة (أشتن) إلى استكشاف الآثار المتربتية على الطالب من ناحية الأكاديمية والاجتماعية والانفعالية نتيجة التسريع.

وأن خبرة التسريع من خلال اجتياز الصفوف بشكل عام من الناحية الأكاديمية والاجتماعية والانفعالية، وأن الطلبة كان يشعرون بالملل والإحباط وبعض الأعراض الجسمية قبل التسريع ولكنهم شعروا بسعادة أكثر من الناحية الانفعالية والاجتماعية كما أدات إلى إشباعهم وثقتهم بأنفسهم بعد التسريع.

وكشفت نتائجها أن الطلبة أظهروا مستويات عالية من التوافر النفسي والاجتماعي والمدرسي، وأبدى جميع أفراد العينة وأولياء الأمور الذين تمت مقابلتهم ورضاهم وسعادتها جراء خبرة التسريع كما حافظ معظمهم على متوسطات تحصيل (٩٠%) فما فوق وتصنيفهم ضمن فئة الممتاز المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية.

أما ملخص (مؤسسة تمبلتون الوطنية) بالنسبة لعملية التسريع الأكاديمي فقد بينت الادعاءات الموجهة بأن التسريع يعمل على التعجيل بمرحلة الطفولة وحرمان الطفل من المتعة بطفولته، وكانت النتائج مدعمة بدراسات رصينة، ومن أهمها ان التسريع يعد من أكثر برامج التدخل الفعالة بالنسبة للأطفال الموهوبين والمتفوقين.

كذلك إن التسريع الراديكالي سنتين أكثر فعالية من الناحية الأكاديمية والاجتماعية بالنسبة للطلبة الموهوبين بمستوى مرتفع، وأن الطلب الموهوبين الذي قبلوا في الجامعة وهم في عمر أصغر نالوا خبرات نجاح أكاديمي إلى المدى القصير وحققوا نجاحات مهنية ورضا شخصي على المدى البعيد.

وهناك عدد ضئيل من هؤلاء قد واجهتهم مشكلات اجتماعية أو انفعالية لمدة زمنية قصيرة كجزء من عملية التكليف،كما بينت دراسة (جروس 2006,Gross) التي تتبعت فيها على مدى عقدين من الزمن النمو الانفعالي والاجتماعي لستين طالباً معدل ذكائهم (١٦٠) وتم تسريعهم بالترفيع.


شارك المقالة: