اقرأ في هذا المقال
- تعريف التصاميم غير التجريبية في علم النفس الاجتماعي
- خصائص التصاميم غير التجريبية في علم النفس الاجتماعي
- أدلة التصاميم غير التجريبية في علم النفس الاجتماعي
يتم البحث النفسي في علم النفس الاجتماعي من خلال العديد من الطرق والمناهج، وخاصة الطرق التي تعتمد على التجريب، ولكن في بعض الأوقات يحتاج الباحثين للطرق غير التجريبية أي العشوائية التي تهتم ببعض المعلومات المفقودة لإتمام الدراسة.
تعريف التصاميم غير التجريبية في علم النفس الاجتماعي:
التصاميم غير التجريبية هي طرق بحث تفتقر إلى السمات المميزة للتجارب وهي التلاعب بالمتغيرات المستقلة والتخصيص العشوائي للظروف، حيث أن المعيار الذهبي للأدلة العلمية في علم النفس الاجتماعي هو التجربة العشوائية، ومع ذلك هناك العديد من المواقف في علم النفس الاجتماعي التي تكون فيها التجارب العشوائية غير ممكنة أو لن تكون الطريقة المفضلة لجمع البيانات.
لا يمكن التلاعب بالعديد من المتغيرات النفسية الاجتماعية، أو أن الأخلاق المهنية في البحث النفسي ستمنع المرء من القيام بذلك، على سبيل المثال لا يمكن للباحث تعيين أشخاص بشكل عشوائي ليكونوا في علاقة اجتماعية أو لا، أو للبقاء في علاقة اجتماعية لفترة طويلة مقابل فترة زمنية قصيرة، وبالمثل لا يمكن تعيين المشاركين في البحث بشكل عشوائي ليكونوا ذكرًا أو أنثى، أو نفس الجنس أو من جنسين مختلفين أو أسود أو أبيض.
خصائص التصاميم غير التجريبية في علم النفس الاجتماعي:
تتناول العديد من الدراسات والتصاميم غير التجريبية نفس أنواع الأسئلة البحثية التي يتم تناولها في التجارب، بحيث تهدف إلى اختبار ما إذا كان متغير الاهتمام يجعل الناس يتفاعلون بطرق معينة مع المحفزات الاجتماعية، وعندما يكون هذا هو الهدف غالبًا ما تقيس الدراسات غير التجريبية متغير الاهتمام، وغالبًا عن طريق مطالبة الأشخاص بالإبلاغ عن معتقداتهم أو تصوراتهم مثل مقاييس مقدار الثقة بالنفس والالتزام بعلاقة الفرد الاجتماعية أو تحديد الهوية مع المجموعة العرقية للفرد.
ثم تُستخدم التحليلات الإحصائية لربط تقييمات الأشخاص بمقاييس المتغيرات الأخرى التي يُعتقد أنها تتأثر بالمتغير الأولي، بالتالي وضع في الاعتبار مثالًا بسيطًا يريد فيه الباحث معرفة ما إذا كان الالتزام بالبقاء في صداقة معينة يؤدي بالناس إلى أن يكونوا أكثر سعادة من عدم الالتزام بعلاقات غيرها، وقد يقوم هذا الباحث بمسح المشاركين في البحث الذين هم في علاقات اجتماعية، ويطلب منهم الإبلاغ عن مستوى التزامهم الحالي بعلاقة الصداقة الحالية ومستواهم الحالي من السعادة العامة.
قد يكون النوع النموذجي من التحليل الإحصائي في هذه الحالة هو ربط التزام العلاقة بمستوى السعادة؛ نظرًا لأن الارتباط هو نوع شائع من التحليل في هذه التصميمات، حيث يستخدم العديد من الأشخاص مصطلح التصاميم الارتباطية عندما يشيرون في الواقع إلى التصميمات غير التجريبية، ويُفضل المصطلح غير التجريبي في المقام الأول لأنه يمكن إجراء نفس التحليلات الارتباطية على البيانات غير التجريبية أو البيانات التجريبية، ويتم تحديد حالة الدراسة من خلال طرق البحث النفسي وليس نوع الإحصائيات المستخدمة لتحليل البيانات.
إذا أظهرت البيانات في المثال السابق أن الأشخاص الملتزمين حاليًا بعلاقاتهم المقربة في الصداقة الجديدة أكثر سعادة من الأشخاص غير الملتزمين بعلاقاتهم الاجتماعية، فهل يعني هذا أن الالتزام بعلاقة يجعل الناس أكثر سعادة؟ ربما ولكن ربما لا، واحدة من المشاكل الرئيسية في التصميمات غير التجريبية هي أن النتيجة قد تكون حدثت بعدة طرق، في هذا المثال حيث يمكن أن يكون الالتزام بعلاقاتهم الحالية يجعل الناس أكثر سعادة بشكل عام، ومع ذلك قد يكون الأشخاص الأكثر سعادة بشكل عام هم أيضًا رفقاء أكثر جاذبية.
قد يتدفق الناس على أولئك الذين يبدون سعداء وقد يرغبون في البقاء معهم، ولكنهم قد يخجلون من الأشخاص الذين يبدون متجهمين وغير سعداء وقد يرغبون في تركهم، إذا كان الالتزام يحب الشركة، فإن السعادة قد تجعل الناس أكثر ميلًا للالتزام بعلاقة مهنية مع زملاء العمل الحاليين، بدلاً من الالتزام بالعلاقات الاجتماعية الثانية مما يجعل الناس أكثر سعادة.
وقد يكون أيضًا أن متغيرًا ثالثًا قد يشجع الناس على الالتزام بالعلاقات وقد يجعل الناس أيضًا سعداء، على سبيل المثال إذا كان المشاركين في البحث طلابًا، فقد يكون الأشخاص الذين يقومون بعمل جيد في المدرسة أكثر سعادة من الأشخاص الذين لا يقومون بعمل جيد في المدرسة.
قد يكون أيضًا أن الأشخاص الذين يقومون بعمل جيد في المدرسة لديهم وقت للأنشطة الاجتماعية التي تقربهم من شركائهم في الصداقة، ومع ذلك إذا كان أداء الناس سيئًا في المدرسة فإن قضاء المزيد من الوقت خارج الفصل الدراسي للحاق بالنجاح أو ضغوط الكفاح من أجل اللحاق بالنجاح قد يدفعهم بعيدًا عن شركائهم في الزمالة، ويمكن أيضًا تسمية المتغيرات الثالثة بالمتغيرات المربكة.
أدلة التصاميم غير التجريبية في علم النفس الاجتماعي:
في دراسة غير تجريبية قد يكون من الصعب تحديد الأفضل من بين مجموعة متنوعة من التفسيرات، لهذا السبب يجب على الباحثين تضمين ميزات دراسة إضافية تساعد في تحديد التفسيرات التي تدعمها البيانات بشكل أفضل، على سبيل المثال إذا كان باحث العلاقات الاجتماعية لدينا قلقًا من أن السعادة قد تؤدي إلى الالتزام بالعلاقة بدلاً من الالتزام الذي يؤدي إلى السعادة نفسها، فقد يقيس سعادة الناس والتزام العلاقة الاجتماعية بمرور الوقت.
إذا كان صحيحًا أن السعادة تسبق الالتزام بعلاقة اجتماعية معينة، فيجب أن يكون من الممكن أن نرى أن الأشخاص السعداء غير الملتزمين من المرجح أن يصبحوا ملتزمين بدرجة عالية أكثر من الأشخاص غير السعداء غير الملتزمين، بحيث سيكون من الممكن أيضًا النظر إلى آثار التزام العلاقة الاجتماعية الذي يتحكم في مستوى السعادة للفرد قبل الالتزام بالعلاقة الاجتماعية.
يمكن أن يساعد قياس المتغيرات الثالثة أو المربكة في التصاميم غير التجريبية المحتملة أيضًا في تحديد العلاقات السببية الأكثر احتمالًا بين المتغيرات، حيث أنه عندما يتم قياس هذه المتغيرات الثالثة أو المربكة، يمكن اختبار تفسيرات بديلة محددة، على سبيل المثال إذا كان الباحث قلقًا من أن أداء الفصل يؤثر على احتمالية التزام العلاقة الاجتماعية بين الأفراد والسعادة العامة، فيمكن استخدام مقياس لأداء الفصل للتنبؤ بكل من هذين المتغيرين.
يمكن إجراء البحوث غير التجريبية في المختبرات أو في البيئات الطبيعية، بشكل عام قد يكون من الأرجح رؤية تصميمات غير تجريبية عند إجراء البحث في إعدادات طبيعية ميدانية؛ لأن الإعدادات الطبيعية نفسها قد تجعل من الصعب أو المستحيل تعيين الأشخاص بشكل عشوائي للظروف أو التلاعب بالمتغيرات، على الرغم من أن المرء قد لا يزال يلاحظ أو قياس المتغيرات في هذا الإعداد، ومع ذلك من المهم أن ندرك أن التمييز بين البحث التجريبي وغير التجريبي يختلف عن التمييز بين البحث المخبري والبحث الميداني.