التصميم التعليمي ووسائله لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


هناك طرق للاتصال التكنولوجي لذوي الاحتياجات الخاصة واستراتيجيات لتصميم الموقف التعليمي لذوي الإعاقة البصرية التي تساعد على التعلم، وهناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها عند تعليم ذوي الإعاقة العقلية.

طرق الاتصال التكنولوجي لذوي الاحتياجات الخاصة

تعمل فكرة هذا الاتصال على أساس توظيف الكمبيوتر، والتي تبينت في استعمال اللغة الصناعية سواء كانت منطوقة أو كانت مكتوبة باستعمال الكمبيوتر، فهي عبارة عن نظام بديل عن نظام الصوت الإنساني الطبيعي ليساهم في مساعدة الأشخاص ذوي المشكلات اللغوية في الاتصال بالأفراد المكفوفين والأفراد الصم والأفراد البكم، المصابين بالشلل الدماغي.

وكذلك ذوي المشكلات التعبيرية اللغوية في التعبير عن ذواتهم عن طريق هذا النظام الصوتي البديل القائم، ويمكن تشغيل الكمبيوتر للأفراد ذوي الإعاقة البصرية، في حل مشكلة الاتصال اللغوي بصورة أكثر فعالية من الأساليب التقليدية في الاتصال، مثل طريقة برايل تتبين خدمات الكمبيوتر للأفراد ذوي الإعاقة البصرية، وبشكل خاص في مجال التعليم في قراءة الرسائل النصية بصورة لفظية مسموعة.

وذلك عن طريق تحويل هذه النصوص المطبوعة إلى مواد منطوقة مسموعة، كما يساهم هذا النظام للأفراد ذوي الإعاقة البصرية على معرفة المواد المخزنة في الكمبيوتر من دون مساهمة من الأفراد الآخرين، وذلك عن طريق مطالعة هذه المواد بصورة منطوقة.

أما تشغيل الكمبيوتر لمساهمة الأفراد ذوي الإعاقة السمعية، والأفراد ذوي المشكلات اللغوية تتبين في استعمال اللغة الصناعية في الاتصال بدلاً من الطرق التقليدية في عملية الاتصال، مثل لغة الشفاه أو لغة الإشارة إذ تتيح تلك اللغة البديلة للأشخاص إمكانية التعبير، عن ذواتهم بصورة أكثر وضوحاً من الأساليب التقليدية وبأقل قدر من الوقت ومن الجهد.

استراتيجية تصميم الموقف التعليمي لذوي الإعاقة البصرية

تهيئة الأفراد المتعلمين والعمل على استثارة انتباههم واستثارة دافعيتهم للتعلم، إذ يبدأ الموقف التعليمي من خلال تهيئة الطالب الكفيف إذ يكون أكثر استعداداً للاهتمام بموضوع الدرس، وكذلك أکثر قابلية للمساهمة في الموقف التعليمي، واسترجاع التعلم السابق، إذ يبدأ الدرس من خبرات الطلاب المكفوفين السابقة.

مما يساعد في الانتقال بصورة متدرجة من المادة التي سبق معالجتها، كما يفترض كذلك التأكد من إتقان الطالب الكفيف كيفية التعامل مع رموز برايل قراءة ورموز برايل للكتابة قبل التعلم، العمل على عرض مثيرات التعلم الجديد، إذ يتم عرض المعلومات الجديدة عن طريق الوصف اللفظي للموضوعات التي تستند في دراستها على الإدراك البصري.

والاهتمام على توظيف الحواس الصحيحة الأخرى مثل اللمس والشم لمساعدة الطلاب على الاستيعاب الكامل للموضوع، فالطالب الكفيف يعاني من صعوبة في تعلم المصطلحات المجردة مما أوجب استعمال الكثير من الأدوات التي تساهم في استيعاب تلك المفاهيم والتعامل معها، كذلك يفترض مراعاة أن أغلب الأفراد المبصرين یکتسبوا الكثير من الخبرات المرتبطة بمحتوى البرامج التعليمية قبل دخولهم المدرسة.

مما يساعد هذا الفرد المبصر على استيعاب والتعامل مع المعلومات التي يدرسها، لهذا يواجه الطالب الكفيف صعوبة في التعامل وصعوبة في استيعاب بعض المصطلحات بالمدرسة، مما أوجب إكسابهم الخبرات المناسبة والمرتبطة بالمصطلحات المتضمنة في مناهجهم الدراسية، ونتيجة ذلك تهيئتهم للتعامل بصورة إيجابية مع هذه المصطلحات عند دراستها.

وتنشيط استجابة المتعلم يميل الفرد الكفيف إلى حب الاستطلاع عن جميع ما يحيط به في البيئة، وعن كل ما يسمعه أو كل ما يستطيع إدراكه بواسطة حواسه بل أنه أکثر استفساراً من صديقة المبصر، نظراً لغياب الإدراك البصري، بالتالي يفرض هذا على المدرس أن لا يتجاهل أسئلة الفرد الكفيف، والإجابة عن أسئلته  واستفساراته وإعطاء المعلومة له بصورة سهلة.

وتزويده بالخبرة الضرورية كذلك تنشيط استجابة الطالب الكفيف في التعلم، يتجلى في قيام الفرد المتعلم بالأنشطة المدرسية المتعلقة بعناصر المنهج سواء كان فردياً أو كان جماعياً مع الأفراد من عمره، مع مراعاة ميول الطلاب من ذوي الإعاقة البصرية واهتماماتهم وإمكاناتهم والفروق الفردية بينهم.

إعطاء التعزيز، والتعزيز عبارة عن سلوك يقوم به المدرس حتى يعبر عن موافقته أو يعبر عن رفضه لسلوك الطالب  الكفيف، بالإضافة إلى القيام بتعزيز إجابات الطلاب عن أسئلة المدرس بعد حصولها، مع مراعاة أن مدرس المكفوفين لا يتمكن أن يستعمل طرق التعزيز غير اللفظية مثل الابتسامة، ولكن يمكنه استعمال الإيماءات وكذلك الإشارات الصوتية.

قياس أداء الفرد المتعلم باستعمال أدوات القياس الخاصة والملائمة للطالب الكفيف، والتي تحتاج الصياغة الواضحة لأسئلة الدرس، والتنوع في استعمال الأسئلة الموضوعية والتنوع في الأسئلة؛ وذلك بهدف مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وطرح الأسئلة بصوت واضح، وتشجيع الطلاب على المشاركة في الإجابة عن الأسئلة.

ممارسة التعلم إذ يتم توجيه الطلاب للقيام بأنشطة وللقيام بتدريبات تعليمية؛ بهدف ممارسة ما تعلمه الأخذ في الاعتبار أن الكتابة وأن القراءة بطريقة برايل تحتاج وقتاً طويلاً يفوق الوقت الذي يحتاجة الفرد المبصر في القراءة وفي الكتابة بالصورة العادية، مما أوجب مراعاة ذلك أثناء تكليف الأفراد ذوي الإعاقة البصرية بواجبات إذ نوفر لهم الوقت الكافي لها.

الأمور التي يجب مراعاتها عند تعليم ذوي الإعاقة العقلية

إن تصميم التعلم للأفراد ذوي الإعاقة العقلية يحتاج إلى الحيط ويحتاج الى الحذر، حتى تتناسب مع خصائصهم ويتناسب مع احتياجاتهم ويتناسب مع قدراتهم، ويراعى في تعليم هؤلاء التأكيد على التعلم من خلال العمل والأداء تطوير معلومات المتعلم من خلال الإدراك، ومن خلال تدريب الحواس المرتبطة بالبصر والمرتبطة بالسمع وكذلك اللمس والتذوق وأن تكون التعليمات واضحة وتكون بسيطة.

وأهمية مراعاة الفروق الفردية فيما بين الأفراد المعوقين أنفسهم، حتى يتمكن من أن يصل الشخص إلى أقصى درجة تحصيلية وأقصى درجة مهنية ممكنة وحسب قدراته وإمكاناته، تتابع الخبرات المعطاة إذ يتم تقديم المحتوى التعليمي حسب ترتيب منطقي أي حسب التدرج من السهل إلى الأكثر صعوبة، ومن المحسوس إلى المجرد مع مراعاة اختلاف الخبرات وذلك في حدود قدراته وفي حدود إمكاناته.

عدم الاقتصار على استعمال أسلوب تدريسي واحد، بل التعدد في استعمال طرق متباينة، وفي استعمال مواد تعليمية مختلفة نظراً لانخفاض نسب ذكاء لذوي الاحتياجات الخاصة عن نظرائهم العاديين، يفترض أن يختلف التصميم التعليمي المرتبط بهم عن تصميم مواقف التعليم للأفراد العاديين، بما يتلاءم مع إمكاناتهم المحدودة على الاستيعاب والفهم وكذلك التفكير.

يفترض مراعاة عدة أمور أثناء تصميم البرامج التعليمية المرتبطة بهؤلاء الأفراد، منها التركيز على مهارات رئيسية للمعرفة، مثل القراءة والكتابة والحساب، والاهتمام بتعريف الفرد خصائص البيئة المحيطة به؛ لمساعدته على التكيف مع ما يحيط به.

الاهتمام بكافة نواحي العناية والتي يحتاج إليها الفرد ذو الإعاقة العقلية في حياته، الاهتمام بما يساعد المتعلم على استعمال جسمه واستعمال يديه وعقله، وكذلك حواسه وإعطاء أنواع الأنشطة الجماعية التي تتناسب مع إمكانات الأفراد ذوي الإعاقة العقلية، الاهتمام بإعطاء الوسائل التعليمية الملائمة وتكنولوجيا التعليم المتطورة، إذ تحقق أحسن استثمار لقدرات الفرد ذو الحتياجات الخاصة وإمكاناته.


شارك المقالة: