التعديلات البيئية للأطفال ذوي الإعاقة:
تُعد الإعاقة سبباً رئيسياً لعدم التكيف مع الواقع والمجتمع، بما تسببه من أزمات نفسية واجتماعية داخل محيط الأسرة أو عند مقارنته بأقرانه وتدور تساؤلات كثيرة ومعقدة حول إمكانات ذوي الاحتياجات الخاصة وحول قدراتهم على تأدية المهمات المطلوبة منهم كأفراد في المجتمع.
إن الدفاع عن حقوق المعوقين والقيام بتحقيق متطلباتهم وتحسين واقع الخدمات التي تقدم للأطفال ذوي الإعاقة في المجتمع لأهمية المعوق كعنصر قادر على الإنتاج، وشعور المعوق بترابط أسري عاطفي بينه وبين أعضاء أسرته ومجتمعه، له تأثيرات إيجابية وعلاقه متبادلة يَغلب عليها الحب والعاطفة.
ويأتي دور الحكومات والمؤسسات الخاصة والمجتمع الدولي والمؤسسات العالمية في العمل على تحفيز الحياة الاجتماعية لدى ذوي الإعاقة، والعمل على اكتساب أنماط سلوكية مختلفة ومعارف متجددة لتزيد من انتمائهم لمجتمعهم، فالأطفال ذوي الإعاقات جزء من النظام الاجتماعي ولهم حقوق متعددة وواجبات لممارسة دورهم على أكمل وجه بشكل مناسب وفعّال.
قضية الإعاقة ليست قضية فردية تخص الطفل لوحده بل هي قضية مجتمع بأكمله وحيث تحتاج إلى جهود مكثفة من جميع المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة للحد من آثار الإعاقة السلبية لدى الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، كما أن تأهيل وتعليم وتدريب الطفل ذو الإعاقة على التكيف في المجتمع يعتبر أمراً غير كافياً في ميدان التربية الخاصة الحديثة.
حيث أنه يجب تكييف البيئة الطبيعية للطفل ذو الإعاقة لتلبي احتياجاته ومتطلباته، حتى يكون هنالك تفاعلاً مستمراً بين الطرفين المجتمع والطفل ذو الإعاقة، لذلك نالت البيئة الطبيعية الاهتمام وولدت فكرة البيئة المحرر من العوائق والتي تقوم على واقع.
هناك معوقات من صنع الإنسان في البيئة وقد تكون موجودة، ويتوجب تعديلها في كل من الأماكن والمنشآت والنقل والإسكان والمواصلات وغيرها من الوسائل الخاصة والعامة لتكون ملائمة لهذه الفئات من ذوي الإعاقات، وللتفاعل مع المجتمع والبيئة المحيطة بسهولة وحرية من أجل دمج الأطفال ذوي الإعاقة في المجتمع بعد العمل على وتأهيلهم تعليمهم وتقديم الخدمات اللازمه وتوفير برامج إعلامية متكاملة وتعليمية لإزالة أي عائق مرتبطة بعض الممارسات المقدمة للأطفال ذوي الإعاقة، وتسهيل إشراكهم في العمل والحياة الطبيعية.