اقرأ في هذا المقال
- التعزيز المتقطع في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة
- أشكال جداول التعزيز المتقطع في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة
التعزيز المتقطع في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:
التعزيز المتقطع هو تعزيز السلوك في بعض الأحيان، بمصطلح آخر فجدول التعزيز الذي يتضمن على تعزيز السلوك على نحو غير متواصل هو جدول متقطع، وإن معظم السلوكات الإنسانية تخضع لجدول تعزيز متقطع في الحياة اليومية، فلاعب كرة السلة لا يسجل هدفاً في كل مرة يرمي فيها الكرة، وصائد السمك لا يصطاد سمكة في كل مرة يلقي فيها شبكته، ومع هذا فنحن نستمر بتأدية هذه السلوكات المختلفة.
لا يمكن إخماد هذه السلوكات بسهولة؛ لأنها تندرج ضمن جداول التعزيز المتقطع، وكلما كان التعزيز بشكل متقطع يقوم على ازدياد استمرار السلوك، حيث تعد جداول التعزيز المتواصل هي الأكثر فعالية، في مستويات اكتساب السلوك، فجداول التعزيز المتواصل مهمة في تعزيز مراحل اكتساب السلوك لدى الفرد، وبالتالي فإن جداول التعزيز المتقطع تعزز المحافظة على استمرار السلوك.
وبعد أن يحصل الفرد على السلوك المستهدف، ويحتاج إلى تعزيز الغالبية من الاستجابات لكن ليس كلها، حتى يتواصل ذلك السلوك ويستمر؛ وذلك لأن السلوك الذي يستخدم جدول تعزيز متقطع، يظهر أكثر مقاومة للانطفاء من السلوك الذي يقع ضمن جدول تعزيز متواصل.
إن تخفيف التعزيز بشكل تدريجي للوصول إلى عدد الاستجابات المطلوبة، أو المدة الزمنية التي يستغرقها من أجل تجميع المعزز بشكل أكثر، يزيد من احتمال استمرار السلوك، وإلى أي مدى يتحمل الفرد فيها من عدم التعزيز، وبدلاً من التوقف عن تأدية السلوك حال غياب التعزيز، والانتقال من التعزيز التواصل إلى التعزيز المتقطع ليس أمراً سهلاً أبداً.
فنحن لا نريد إيقاف التعزيز فجأة؛ فذلك قد يؤدي إلى انطفاء السلوك مرة واحدة، فعلى سبيل المثال، إذا كان الهدف من المعالجة هو مساعدة طفلة على إعادة ألعابها، إلى المكان المناسب بعد الانتهاء من اللعب، فنحن نقوم في البداية بتعزيز الطفلة في كل مرة تعمل فيها ذلك.
وبعدما يتضح لنا أن الطفلة أصبحت تعيد ألعابها باستمرار، نبدأ بتعزيزها مرة وإلى عدم تعزيزها مرة، بعد ذلك نعززها مرة وتمتنع عن تعزيزها مرتين، ومن ثم نعززها مرة ولا نعززها ثلاث مرات، وهكذا والتعزيز المتقطع لا يعني التعزيز العشوائي أو الاعتباطي.
أشكال جداول التعزيز المتقطع في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:
1- النسبة الثابتة- Fixed -Ratio Schedule:
النوع الأول من جداول التعزيز المتقطع، هو جدول النسبة الثابتة، في هذا الجدول يعتمد عرض المعزز الذي يتوقف على حدوث رقم محدد من الاستجابات، حيث يتم تعزيز الفرد بعد أداء ذلك الرقم فقط، وبالتالي فإن سلوك العامل الذي ندفع له المال اعتماداً على عدد القطع التي ينتجها، مثلاً يخضع لهذا الجدول، وكذلك سلوك بائع الصحف الذي يعطى المال على كل صحيفة يبيعها.
إن الصفة الأساسية للسلوك الذي يخضع لجدول التعزيز، حدوثه بنسبة عالية، ومروره بفترة خمود بعد كل مرة يحدث فيها التعزيز (Post -Reinforcement Pause)، فالفرد سرعان ما يتعلم أنه لن يعزز، إلا بعد عدد معين من الاستجابات.
2- النسبة المتغيرة- Variable -Ratio Schedule:
النوع الثاني من جداول النسبة، هو جدول النسبة المتغيرة، وهذا الجدول مشابه لجداول النسبة الثابتة، إلا أن هناك اختلاف واحد، وهو أن عدد الاستجابات التي يحتاجها للحصول على التعزيز في هذا الجدول ليس ثابتاً بل يتغير، ولكنه يتراوح حول متوسط معين.
فبدلاً من تعزيز الفرد بعد تأديته للسلوك المستهدف، خمس مرات كما هو الحال في جدول النسبة الثابتة نقوم بتعزيزه مرة بعدما يؤدي السلوك المستهدف، خمس مرات بعد ( 20 مرة، 10 مرات، 15 مرة، 10مرات) المتوسط 12 استجابة للحصول على المعزز.
ونتيجة للتغير في عدد الاستجابات التي يحتاجها للتعزيز، لا يمكن للفرد توقع موعد التعزيز، وهذا يعمل على عدم مرور السلوك بوقت خمود بعد التعزيز، والسلوك الذي يقع في هذا الجدول يكون قوي وثابت، ومن الصعب انطفاؤه.
3- الفترة الزمنية الثابتة- Fixed -Interval Schlectile:
أما بالنسبة لهذا الجدول، فالتعزيز يعتمد على وضع مدة زمنية محددة، ويقدم المحفز للاستجابة التي تحدث بعد انقضاء المدة الزمنية، وفي هذه الطريقة نحفز السلوك، وليس مرور المدة الزمنية بحد ذاتها، فالتعزيز يعرض لأول استجابة بعد المدة الزمنية التي تم تحديدها في البداية، وبعد ذلك يبدأ بفترة زمنية جديدة، وأول استجابة تحصل بعد مرورها تعزز وهكذا.
أحد الأمثلة على هذا الجدول في الحياة اليومية، هو تفقد الشخص صندوق بريده، فنحن نتعلم من خلال الخبرة، حيث أن نتفقد صندوق البريد بعد ساعة معينة، مثلاً بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً؛ لأن احتمال أن يكون البريد قد وزع قبل ذلك الوقت قليل أو مستحيل.
وإن السلوك الذي يتم خضوعه لهذا الجدول يمر بفترات جمود في بداية المدة الزمنية، ولكن معدل حدوثه يرتفع عند نهايتها، وذلك أن الفرد يقوم بالتعلم أن سلوكه لن يتم تعزيزه إلا بعد مرور مدة زمنية معينة، ويطلق على هذه الظاهرة خمود الفترة الزمنية الثابتة (Fixed -Interval Scallop).
وتتضح هذه الظاهرة جيداً، عندما تتألف متطلبات مساق ما من امتحان نصف فصلي وامتحان نهائي، ففي بداية الفصل لا يدرس الطلبة إلا قليلاً أو قد لا يدرسون إبداً، ومع اقتراب موعد نصف الفصل يبدون بالدراسة أكثر فأكثر، وإلى أن تصل دراستهم ذروتها في الأيام القليلة التي تسبق الامتحان، وربما في الليلة التي تسبق الامتحان.
بعد ذلك قد يتوقف الطلبة عن الدراسة من جديد، ومع اقتراب الامتحان النهائي تزداد دراستهم مجدداً إلى أن تصل ذروتها مرة أخرى قبل الامتحان، إن هذا الجدول سهل الاستخدام .
إذ أنه لا يتطلب منا أن نحسب عدد المرات التي يحدث فيها السلوك، وكل ما نحتاجه هو التوقيت فقط، ولكن فترة الخمود التي يمر بها السلوك تحد من فعالية هذا الجدول إذ أن السلوك لا يتصف بالقوة أو الثبات.
4- الفترة الزمنية المتغيرة- Variable -Interval Schedule:
الجدول الرابع، وهو جدول الفترة الزمنية المتغيرة، يحدث التعزيز بعد مدة زمنية متغيرة، وتكون بين متوسط محدد، ومن الأمثلة على هذا الجدول، هو قيام المعلم بإعطاء امتحانات فجائية، ففي هذه الحالة ستختلف دراسة الطلبة جذرياً عن دراسة الطلبة الذين يخضعون لجدول الفترة الزمنية.
وربما يكون هذا الجدول هو الأنسب للاستخدام في غرفة الصف، فالمعلم لا يحتاج إلى أن يحسب عدد الاستجابات التي يؤديها الطالب، بل هو يقوم بالتعزيز عشوائياً تقريباً، والسلوك الذي يخضع لهذا الجدول من الصعب جداً إنطفاؤه، وهو لا يمر بفترات خمود بعد التعزيز؛ لأن الفرد لا يستطيع التنبؤ بموعد حدوثه.