التلقين والإخفاء كأحد إجراءات تشكيل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


التلقين والإخفاء كأحد إجراءات تشكيل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

كثيراً ما يحتاج الفرد إلى مساعدة إضافية، أو تلميحات من الآخرين، ليكون قادراً على أداء السلوك كما هو مطلوب، وقد تكون هذه المساعدة لفظية أو جسدية أو إيمانية، تسمى التلقين فمدير الشركة أو الموظف ذو الخبرة يقوم بتعريف الموظف والإجراءات المتبعة في الشركة بالتفصيل.

فعندما يؤدي الموظف الجديد عمله على نحو مقبول يمدحه المدير، وفي اليوم الثاني يعود المدير فيبدي بعض التوجيهات باختصار، وهكذا إلى أن يصبح الموظف قادراً على تأدية عمله، وبشكل مستقل بعد فترة زمنية معينة، وإن الأمثلة على التلقين في الحياة اليومية كثيرة جداً.

وهذا أحد الأمثلة في الحياة اليومية عن التلقين: الأب: ما لون هذا الدفتر؟ الابن: لا أعرف، الأب: أص، الابن: أصفر؟ وعلى الرغم من أن التلقين قد يكون عنصر حاسم عند البدء بمحاولة تشكيل السلوك، إلا أن استخدامه بشكل متواصل؛ قد يؤدي إلى الاعتماد الكبير عليه.

ولهذا، فإننا نضطر إلى إخفاء التلقين بشكل تدريجي، بهدف مساعدة الفرد على أداء السلوكات المناسبة بشكل تلقائي.

التلقين كأحد إجراءات السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

التلقين هو إجراء يتضمن الاستعمال المبدئي لمحفزات تمييزية أخرى، بهدف ازدياد احتمالية أداء الشخص للسلوك المقصود، ونقول محفزات تمييزية أخرى من أجل تفريقها عن المثيرات التمييزية المتاحة بالفعل في البيئة.

فالمثيرات التمييزية الداعمة لا تصاحب السلوك عادةً، وإنما يقدمها فرد لفرد آخر لغرض محدد، بمعنى آخر، فالتلقين في الواقع يحث الفرد على أن يسلك على نحو محدد، والتلميح له بأنه سيعزز على هذا السلوك.

ويقسم التلقين إلى 3 أصناف، وهي التلقين اللفظي، التلقين الإيمائي، التلقين الجسدي والتلقين اللفظي (Verbal Prompts) هو مجرد تعليمات لفظية، لذلك يقول المعلم للطالب أفتح الكتاب صفحة كذا، وقول الأب لابنه قل شكراً، تعد شكل من أشكال التلقين اللفظي.

أما التلقين الإيمائي (Gestural Prompts) فهو تلقين من طريق الإشارة، أو بطريقة محددة، وبالإضافة إلى النظر باتجاه محدد، فحركات عين المعلم على الطلبة تدل فب بعض الأحيان على الحب أو الغضب، وكذلك وضع الشخص لإصبعه على فمه إيماء بالصمت وهذه أمثلة على التلقين الإيمائي.

والتلقين الجسدي أو التوجيه الجسدي (Physical Prompts)، يتضمن لمس جسدي للفرد؛ من أجل مساعدتهم على أداء سلوك محدد، أحد الأمثلة على هذا النوع من التلقين هو الأهل الذين يمسكون بيد ابنهم، ويقولون امسك القلم هكذا ضع إصبعك هنا.

والتلقين وسيلة ضرورية ومفيدة في محاولات التدرب الأولى، عندما يكون الهدف مساعدة الأفراد العاديين على اكتساب سلوكات حديثة، ولا يستطيعون القيام بها الآن، ولكن إذا كان الشخص ضعيفاً، فغالباً ما تكون هناك حاجة للتلقين لفترة أطول، وبشكل أكثر تكراراً، وخاصة إذا كان السلوك المستهدف من التدريب سلوك معقد.

الإخفاء كأحد إجراءات تشكيل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

الإخفاء هو التقليل التدريجي للتلقين؛ من أجل تقديم المساعدة للشخص على أداء السلوك المستهدف يشكل مستقل، ويكون الإخفاء مهم في أي موقف تتحكم فيه المحفزات غير التقليدية على السيطرة على السلوك، وكيفية استخدام الإخفاء، ويجب تحديد المحفزات التمييزية المساندة،

ويجب أن يندرج إلى تحديد المحفزات التمييزية الطبيعية إلى حقيقة، وأن هذه المحفزات توجد في البيئة الطبيعية، ويجب تحديد مراحل الإخفاء، وقد أصبحت تحدث بشكل متواصل نتيجة للتلقين، فإنه باستطاعتنا حينذاك البدء بإخفاء التلقين تدريجياً.

ويعتبر الإخفاء هو المبدأ العام المستخدم الذي يعتمد على تقييم الإداء؛ لنتمكن من تحديد سرعته، ففي حال كان الاخفاء شديد السرعة، فان الاستجابة بذلك تتوقف عند الحدوث بشكل كلي، اما في حاله كان الإخفاء بطيئاً جداً، ففي هذه الحالة يكون اعتماد الفرد على عمليه التلقين بشكل كبير، بالتالي يؤثر سلباً على أدائه في وقت لاحق.

إن طريقة الإخفاء المناسبة تعتمد على نوع التلقين المستخدم، فيمكننا إخفاء التلقين اللفظي من خلال تقليل عدد الكلمات المستخدمة، وكأن نقول تعال بدلا من أن نقول أحمد، وتعال هنا، أو من خلال تخفيض حدة الصوت تدريجياً.

بحيث يحتاج الشخص إلى الانتباه إلى الشخص الملقن، لسماع ما يقوله بشكل تدريجي، حتى يتمكن أخيراً من قراءة شفاه الشخص الملقن، وباستطاعتنا تخفيف التلقين الإيمائي من خلال تخفيف حجم الإيماءات، مثل استعمال أصبع بدلاً من اليد كلها.


شارك المقالة: