إنّ لغة الجسد أصبحت ذات تأثير كبير على الآخرين، فما نتحدّث عنه ونعبّر عنه بكلمات لا يمكننا إثباته دون الحاجة إلى توافق أجسادنا مع هذه الكلمات لتثبت صحتها، إذ لا يمكننا أن نتحدّث عن الخوف ونحن بهيئة لا تعبّر عن خوفنا، فأجسادنا هي ترجمة حرفية تأكيدية لما نقوم بالتفوّه به ونطقه، وأجسادنا هي خير دليل على صدق ما نقوله.
ماذا يعني التوافق في لغة الجسد؟
إنّ التوافق هو مصطلح آخر يقوم على جذب الانتباه على الرغم من أن معناه شديد البساطة، فالتوافق يظهر عندما تتفق الأفكار مع الكلمات التي تستخدم في التعبير عنها وتدعمها لغة الجسد، بعبارة أخرى، يعني التوافق ما يظهر على المتحدّث عندما نشعر مثلاً بصدق كلامه وتوافقه مع مشاعره ومظهره الخارجي وكلماته، ولكنه يعني أيضاً أنّ هناك من يعتقد فيما يقوله المتحدث أو يصدّق الطريقة التي يعبّر بها عمّا يقول، فالتوافق هو دليل على صدق الحديث ومطابقته للغة الجسد التي تصادق على ما يقوله.
يجب علينا أن نقرأ لغة الجسد المتوافقة على اعتبار أنها جزء من مجموعة، فإذا كان الكلام مصحوباً بسلسلة من الحركات المتوافقة، فيمكننا تصديق ما سمعناه، فالإتيان بالعديد من الحركات المتتالية المتعارضة مع ما يقوله المتحدث، يجعلنا نشكّك فيما نسمعه ونحاول الحصول على المزيد من التأكيد على صحّته، وإذا لم نحصل على التطابق والتوافق الذي نريده فلن نصدّق ما يقوله الطرف الآخر حتّى ولو كان صحيحاً.
النجاح وتوافقه مع لغة الجسد:
عندما نتحدّث عن أمر ما أو عن نجاح في أمر معين أو عندما نحاول أن نثبت صحّة مشروع نجاح تقدمنا به، فإنّ لغتنا التي نتحدّث بها لن تكون لها أي قيمة ما لم تتوافق مع لغة الجسد التي تعبّر عن مدى صدقنا وإتقاننا لهذا العمل، وهذا أمر لا يمكن أن يتم تزييفه إلا من قبل الممثلين المشهورين الذين يستطيعون أن يجسّدوا جميع مشاهد الحزن والفرح والكذبوالصدق، وهذا أمر لا يجتمع عند الكثيرين، مما يجعل من لغة الجسد مفتاحاً لمعرفة صدق الآخرين من كذبهم، وتستخدم هذه الطريقة كإحدى الطرق التي يتم من خلالها كشف الكذب في التحقيقات الاستخبارية.